لقي ثلاثة مدنيين، أحدهم سعودي الجنسية، مصرعهم فجر يوم الأحد بإطلاق نار عند تقاطع «المصباحي» بالعاصمة صنعاء، فيما قالت وزارة الداخلية إن مسلحين هاجموا نقطة للجيش ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم إضافة إلى المدنيين الثلاثة. وقالت خدمة «الحارس موبايل»، التابعة لوزارة الداخلية، بعد ظهر الأحد في رسالة هاتفية إن «معلومات تشير إلى استشهاد 3 مواطنين عند التصدي للهجوم الإرهابي على نقطة المصباحي فجر اليوم». وأضافت في رسالة أخرى «المعلومات تؤكد استمرار ملاحقة إرهابيين آخرين لهم علاقة بالهجوم على نقطة المصباحي». وكانت الخدمة الهاتفية ذاتها، وهي تابعة لوزارة الداخلية، قالت في رسائل صباح الأحد: «مصرع ثلاثة إرهابيين وجرح رابع اعتدوا على نقطة أمنية في صنعاء واستشهاد مواطن». وأضافت في رسالة أخرى «الإرهابيون الثلاثة لقوا مصرعهم عند اعتدائهم على نقطة حراسة أمنية بجولة المصباحي في العاصمة فجر اليوم (الأحد)». إلى ذلك، قال محمد المساري، وهو قريب لبعض الضحايا المدنيين، إن القتلى هم يمنيان اثنان وثالث سعودي الجنسية إضافة إلى جريح رابع (يمني) ما يزال مصيره مجهولاً. وأضاف أن اليمنيين الثلاثة، وهم: «نادر عبدالله محسن الشمراني، وطارق علي محسن الشمراني، ووليد حُميد الشمراني» إضافة إلى رابع سعودي الجنسية يُدعى «محمد جرمان الغامدي». وأشار المساري إلى أن «نادر» مغترب في المملكة العربية السعودية منذ سنوات، وجاء إلى اليمن رفقة كفيله السعودي محمد الغامدي لقضاء إجازة قصيرة استمرت عدة أيام في قرية «بيت شمران» في منطقة حراز مع تزين جبالها بالخضرة إثر سقوط أمطار على تلك المناطق. وقال إن نادر والغامدي كانوا في طريقهم إلى السعودية، وكان برفقتهما طارق ووليد لتوديعهما في صنعاء، مضيفاً أنهم توقفوا عند محطة بنزين في تقاطع «المصباحي» للتزود بالوقود. وتابع المساري أن إطلاق نار يُعتقد أنه حدث بين جنود من اللواء الأول حماية رئاسية ومسلحين (بحسب رواية وزارة الداخلية)، وأن الجنود أطلقوا النار على سيارة المدنيين ما أدى إلى مقتل ثلاثة بينهم السعودي. وأشار إلى أن طارق الشمراني اتصل بأحد أقربائه أثناء إطلاق النار وأن الأخير كان يسمع صوت الرصاص قبل أن يُصاب طارق بجروح. وقال المساري إنه حتى الآن لم يُعرف المكان الذي نُقلت فيه جثث القتلى الثلاثة، وما إذا كان الجريح «طارق الشمراني» ما يزال على قيد الحياة. وأضاف أن المدنيين الأربعة كانوا عُزّلاً، حتى من الخناجر (الجنابي)، حيث كانوا يرتدون ثياباً بيضاء، وينتظرون على متن سيارتهم ذات لوحة الرقم السعودي. وأشار المساري إلى انهم تواصلوا مع أسرة الغامدي في السعودية، وأن الأسرة تواصلت مع وزارة الخارجية السعودية للنظر في الموضوع، بينما تواصلت السفارة السعودية في صنعاء مع أقارب «الشمراني» للاستفسار حول الحادثة.
وقال إن وجهاء من قبيلة وأعيان مديرية «حراز» اجتمعوا يوم الأحد وأمهلوا الحكومة أربعة أيام لتسليم الجناة ومعاقبتهم، مهددين ب«رد قاسٍ» تجاه الأمر إذا تجاهلت الحكومة ذلك. والتزمت وزارة الدفاع الصمت تجاه الحادثة، بينما كانت خدمة «الحارس موبايل» التابعة لوزارة الداخلية هي الوحيدة التي نقلت الخبر. وقال مسؤول في وزارة الداخلية ل«المصدر أونلاين» إنهم ليسوا مخولين بالحديث في القضية؛ لأنها تخص وزارة الدفاع ولم تشارك فيها الأجهزة الأمنية. مسؤول بالداخلية: وزارة الدفاع مخولة بالحديث حول الحادثة لأن أجهزة الأمن لم تشارك فيها وشهد تقاطع «المصباحي»، مساء يوم الجمعة، هجوماً نفذه مسلحون مجهولون على حاجز عسكري يحمي محيط المنطقة الغربية للقصر الرئاسي، وقتل ثلاثة جنود خلال الهجوم. وتشهد العاصمة صنعاء إجراءات أمنية مشددة خشية تنفيذ عناصر تنظيم القاعدة هجمات تستهدف مصالح حكومية ومقرات السفارات الأجنبية.