حالة من التعظيم والتقديس تنتهجها جماعة الحوثي الجارودية الاثنى عشرية في إحياء فعاليات ذكرى مصرع مؤسس الجماعة والاب الروحي لها حسين بدر الدين الحوثي لم يسبق لها مثل في تاريخ المذاهب والجماعات الاسلامية على مر العصور . درجة المغالاة لدى معتنقي فكر هذه الجماعة التي يرجع اصولها الى الفكر الشيعي الجارودي الاثنى عشري القادم من بلاد فارس الى درجة لم يسبق ان شهدها التاريخ اليمني القديم خلال فترة حكم اامة الزيدية والامام الهادي في صعدة والتي تتشدق الجماعة بإنتمائها اليها. فقد وصلت درجة مغالاة اصحاب الفكر الحوثي الخاطئ في تعظيم مؤسس هذا الفكر الذي حمله له من ايران خلال فترة تواجده فيها الممتدة من 1994 حتى 2000م الى ان تم مساواته بالنبي صلى الله عليه وسلم في العصمة من الخطأ والكمال. ولم يتوقف الامر هنا وحسب بل تعداه ووصل الى مساواته بالذات الإلهية - والله تعالى اعلا واعز واجل – وهو ماكشفت عنه إحدى اللوحات الدعائية التي غرقت بها شوارع صنعاء في تعظيم وتقديس صريعهم حسين الحوثي في ذكرى مصرعه في احد جبال مران في العام 2004م فقد أظهرت صورة احدى تلك اللوحات الدعائية التي تداولها نشطاء الفيسبوك اليوم وقد كتب عليها "استهداف الشهيد القائد هو استهداف للقران وللحق والحرية " حقيقة هذه الدعوى الباطلة القائمة على اهوى الجهلة وعبدة الدينار. فيما اظهرت لوحة اعلانية اخرى كتب عليها كان الشهيد القائد متكاملا في ايمانه ووعيه واخلاقه" اظهرت حقيقة دعواهم المجافية للحقيقة بأن صريعهم حاز الكمال البشري والعياذ بالله. ولا غرابة ان نجد هذه الجماعة المتطرفة في فكرها العقائدي الاثنى عشري ان تغالي في تعظيم وتقديس الاب الروحي لها الى درجة لم نشهد لها مثيل في تاريخنا وبهذا الشكل العلني. فقد بدت بوادر هذا التعظيم مبكرا في بداية نشأتها وفي اولى معاركها مع الجيش في مران على لسان احد اسراها لدى الجيش الذي قال في لقاء بثته قناة اليمن حينها ان سيده حسين - قبل ان يلقى مصرعه –ورسول الله في درجة واحدة من الفضل والمكانة عند الله . قال ذلك والحركة الحوثية الوليدة في مران لازالت في مرحلة ضعف وتستر واعتناقها تجعل منك هدفا للاجهزة الامنية والسياسية ،فكيف سيكون الحال مع هذه الحركة في المغالاة اليوم وقد وصلت بقوتها الى ان سيطرت بالقوة على عدد من المحافظات سيطرة كاملة ووقفت الدولة عاجزة امام مطامعها التوسعية في البلاد.