لا يمكن إنجاز المشهد الذي ظهر به قائد سابق للإخوان المسلمين في الأردن خلف يافطة علنية كتبت عليها عبارة «مؤتمر إصلاح الجماعة» بدون «إسناد خلفي» ومشاورات في الحلقات الضيقة للمستوى الرسمي. أكثر من جهة فيما يبدو تتهيأ لحملة مستجدة ضد «التركيبة» الحالية في قيادة الاخوان هدفها لم يعد سرا وهو «إسقاط» القطبين همام سعيد وزكي بني إرشيد. مشهد المراقب العام الأسبق للجماعة الشيخ عبد المجيد الذنيبات تحت يافطة إصلاح الجماعة في منطقة إيدون شمالي البلاد يشكل الآن الحلقة الأخيرة في مسلسل «إخضاع» القيادة الحالية للمكتب التنفيذي وتحديدا برمزيه الأبرز بني إرشيد وسعيد. مؤتمر الذنيبات الذي ظهر بالصورة إلى جانبه رمز حركة زمزم نبيل الكوفحي كان إنشقاقيا وإلى حد ما إنقلابيا بامتياز أو تمهيدا لانشقاق، وبلغة وصفها بني إرشيد عندما تحدث ل»القدس العربي» بأنها غير نظامية ولن تفضي لتغيير شيء في الواقع. أعقب حفل مدينة إربد شمالي البلاد بيان شديد اللهجة ينطوي على تهديد مباشر للثنائي بني إرشيد وسعيد ولاحقاً «إنذار» لمدة شهر للمكتب التنفيذي بعنوان إلغاء التنظيم السري داخل الجماعة وحل هيئتها التنفيذية الحالية والمبادرة لانتخابات داخلية. اعتراف المراقب العام الأسبق الشيخ ذنيبات بوجود «تنظيم سري» داخل الجماعة لا ينطوي على قنبلة دخانية من الوزن الثقيل فقط بقدر ما يتبنى خطابا «رسميا» واحيانا «أمنيا» يتحدث عن وجود مثل هذا التنظيم في كلمات هي عبارة عن «شهادة» يمكن أن تستثمر في القضاء لحل الجمعية الخيرية للاخوان المسلمين. لا يبدو أن الشيخ إرشيد يشعر بالخطر لكن الذنيبات من المرجح أن لديه «خطة ما» في السياق كشف بعض ملامحها ل»القدس العربي» المسؤول السياسي للاخوان الشيخ مراد العضايلة وقوامها الركوب على موجة «زمزم» الاعتراضية وإحياء مشروع الذنيبات القديم الطامح إلى تأسيس وترخيص»حزب سياسي» جديد بلافتة الاخوان المسلمين. الذنيبات سئل تنظيميا عن هذا الأمر في السابق لكنه تهرب من الإجابة، ويلمّح الشيخ العضايلة إلى أن فكرة الذنيبات معزولة وغير جدية وغير قابلة للحياة وهو استنتاج تعاكسه الخطوة الأولى للثنائي الذنيبات والكوفحي في سياق السيناريو الطموح نفسه اليوم تحت يافطة «إصلاح الجماعة» لتغيير واقعها الداخلي والعنوان الأبرز والأساسي الأن الإطاحة بإرشيد وسعيد. مؤتمر الإصلاح المشار إليه نظّم بحضور نحو 40 شخصية من الكادر الاخواني تمثل الأقاليم في الشمال والجنوب والخطيب الأبرز كان الشيخ الذنيبات الذي عزل تقريبا عن كل المواقع المتقدمة في التنظيم بعدما خالف التعليمات منذ أعوام وقبل حصوله على عضوية مجلس الأعيان. معلومات «القدس العربي» الرسمية تشير إلى ان المطلوب من الاخوان المسلمين الأن ومرحليا «تنحي» إرشيد وسعيد بالحد الأدنى والعودة لقواعد اللعبة القديمة والخضوع لترتيبات ما بعد إسقاط حكم محمد مرسي في مصر، وعدم حصول ذلك سيؤدي الى تصعيد حكومي، هذا ما قاله مسؤول بارز ل»القدس العربي» تعليقا على الحيثيات. وفي حال عدم العودة يصبح مؤتمر الذنيبات العلني جزءاً من سيناريو تقليم أظفار الاخوان المسلمين وفقا لإيقاع سياسي جديد يجتاح المنطقة برمتها وفكرته إخضاع وإعادة إنتاج حركة حماس، بدليل ان القيادات المطلوب رأسها اليوم في التنظيم الاخواني هي نفسها التي تصفها حركة «زمزم» بأنها تمثل «خط حماس» في التنظيم الاخواني. أغلب التقديرات ان الشيخ الذنيبات ليس وحيدا في معركته للإصلاح الداخلي التي تهدف لمحاصرة الشيخ إرشيد والمراقب العام الشيخ همام سعيد، بصورة مرجحة إلى جانبه الدكتور نبيل كوفحي الشخص الأكثر جرأة في نقد «تنفيذيّ الجماعة» الحالي وعن بعد من المرجح وجود اتصالات مع شخصيات «غير راضية» عن أداء الجماعة من وزن الدكتور عبد اللطيف عربيات. المعركة ومع مؤتمر الذنيبات العلني أصبحت علنية و»ربيعية « بامتياز والأيام القليلة المقبلة قد تشهد إسنادا رسميا لمجموعة الذنيبات عبر التلويح مجددا بورقة «ترخيص الجماعة»، والهدف الأعمق سيكون تغيير الواقع الموضوعي للهيكل القيادي للجماعة وإسقاط او تنحي خط حماس المفترض مما يجعل الشيخين إرشيد وسعيد وحلفاءهما في مواجهة اختبار ينمو ببطء خلف الستارة.