أخوان الاردن يستثمرون إنجاز حماس والجناح النافذ يناكف في العقبة جملة إعتراضية تلوح بإنشقاق محتمل بعد حسم حساسيات الثقل الفلسطينيعمان 'القدس العربي': لأسباب مفهومة قرر الرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الأردني الشيخ زكي بني إرشيد السهر ليلة الثلاثاء في مدينة العقبة نكاية فيما يبدو بحاكم المدينة الإداري الذي إتهم الجماعة بالسعي لحرب أهلية في البلاد قبل تلقيه باقة من التوبيخات الإدارية والبيروقراطية. قبل ذلك خرج بعض نشطاء ما يسمى بالولاء للشارع في المدينة البحرية الوحيدة في المملكة وهتفوا ضد الأخوان المسلمين.. هذا النشاط تخلله شتائم وعبارات بذيئة ضد قادة الأخوان المسلمين مع تهديدات لهم بتنظيف شوارع العقبة منهم إذا حضروا لها. لذلك حصريا إختار المناكف الأبرز في التنظيم الأخواني الشيخ إرشيد مجددا التحدي والمشاركة في إلقاء خطبة في مهرجان نظمته قوى إسلامية في المدينة السياحية فإرشيد يحب التحدي والرهانات كما فهمت 'القدس العربي' منه مباشرة عدة مرات. في العقبة طور إرشيد بإسم الأخوان المسلمين خطابا على مقاس الإنجاز الذي حققته حركة حماس الحليفة في قطاع غزة فعقد مقارنات تحدث فيها عن إسماعيل هنية المحاصر الذي يستطيع التجول داخل القطاع وخارجه فيما الزعماء العرب في قصورهم التي تحيط بها الشعوب وتطالبهم بالتنحي. مجددا تحدث الرجل عن الفساد ودوره في الربيع العربي عندما قال: قطاع غزة المحاصر لا يوجد عليه ديون ولا بمعدل دولارا واحدا وسأل: أين نحن في النظام الرسمي العربي من ذلك؟ المفارقة أن إرشيد يتجول بين المحافظات قبيل مسيرة ضخمة مقررة الجمعة المقبل متجاهلا إيقاع التقارير والتسريبات المحلية التي تحدثت بوضوح عن حركة إنشقاق داخل التنظيم الأخواني عمليا وهي حركة يربطها البعض بإستقالة القيادي البارز في حزب جبهة العمل الإسلامي إرحيل الغرايبة من رئاسة اللجنة السياسية في الحزب. تسريبات الثلاثاء تحدثت عن ما سمي بوثيقة 'زمزم' نسبة إلى فندق يقال انه شهد الإثنين إجتماعا حاشدا لمنشقين محتملين من جماعة الأخوان المسلمين أو تبلور تيار داخل الجماعة يسعى لتصويت مسار الجماعة التي يقول بعض المعترضين أنها إختطفت لصالح بعض النافذين في المكتب التنفيذي. بوضوح تستهدف هذه الحملة والتسريبات المجموعة النافذة في التنظيم التي يقودها المناكف بني إرشيد وهي حملة مرتبطة بتسريبات سابقة نشرت محليا تقول بأن مكتب الإرشاد في القاهرة حقق في لبنان مع قياديين في النسخة الأردنية من التنظيم بتهمة إستعمال المال السياسي في الإنتخابات الداخلية الأخيرة. هذا الكلام وفقا لما قاله سابقا إرشيد وأبو السكر ل'القدس العربي' خفيف لدرجة أنه لا يستحق التعقيب عليه لكن من يسربون المعلومات من الجناح الأخواني لوسائل إعلام تترصد التنظيم يربطون بين هذه المسألة وبين قصة وثيقة زمزم التي ينظر لها كوسيلة توحي بإحتمالية إنشقاق ما في توقيت حساس. الخلاف داخل الحركة الأخوانية لم ينفه اي من إرشيد وأبو السكر وحتى حمزة منصور لكنه دوما في إطار البيت الداخلي ومؤسسات الحركة الشرعية. والجملة الإعتراضية عمليا ضد مساحة نفوذ الشيخ إرشيد يقودها بوضوح الشيخ إرحيل الغرايبة وبالقرب منه يقف المراقب العام الأسبق والقيادي الحراكي الذي يحظى بمكانة رفيعة وطنيا الشيخ سالم الفلاحات. أسباب الخلاف متعددة في الواقع ولها علاقة حصرية بتكتيك الإنقضاض على النظام والإنتخابات في هذه المرحلة حيث يبدي جناح الشيخ إرشيد مرونة في تسييس الأزمة الحالية مع مؤسسات النظام ولا يجد ما يمنع من تكريس فكر 'المواطنة' بعد الآن وتجاوز الحساسيات السابقة التي كانت تعيق إستثمار الجماعة لثقلها السكاني الفلسطيني كما حصل تماما في مسيرة إنقاذ الوطن التي كرست كأضخم مسيرة حتى الآن منذ إنطلق الحراك. الجناح الأخر لا زال يقف مع إستراتيجية تضمن مضايقة النظام لأبعد مسافة ممكنة والتشبيك تماما مع جميع قوى الحراك في المحافظات ووسط العشائر وفي الأطراف بحيث تزيد أزمة النظام إشتعالا ولا يساهم الإسلاميون بمعالجتها سياسيا. هذا التعاكس في الأولويات السياسية يتم تغذيته ببعض الخلافات الشخصية التي أثرت على مسار وبوصلة الإنتخابات الداخلية الأخيرة في مؤسسات الأخوان المسلمين بحيث قفز الجناح المتهم بالحفاظ على علاقة تحالفية مع حركة حماس وبالتالي المناهض لشعار 'أردنة' الحركة الإسلامية إلى صدارة الإستحكام في مؤسسات الأخوان.