قُتل مدني، أمس الأحد، باشتباكات اندلعت بين جنود ومسلحين، وسط أرقى الأحياء السكنية بالعاصمة اليمنية، فيما حذّرت وزارة الدفاع من “عصابات مسلحة تقوم بنهب المواطنين في الطرقات والشوارع والحارات، خاصة على أطراف صنعاء”، التي عُزلت، أمس، عن بقية أغلب مدن البلاد المضطربة منذ يناير 2011، على وقع احتجاجات شعبية أطاحت، نهاية فبراير، بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ونقلت صحيفة ”الاتحاد” عن شهود عيان قولهم، "إن اشتباكات اندلعت بين قوات أمنية ومسلحين في منطقة “حدة”، أرقى الأحياء السكنية في صنعاء، مشيرين إلى أن الاشتباكات اندلعت “بشكل مفاجئ” في تقاطع رئيسي وسط منطقة “حدة” جنوب العاصمة.مؤكدين أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مدني وجرح عدد من المسلحين، وتسببت بإثارة الرعب والهلع بين أوساط المارة وسائقي وركاب عشرات السيارات التي كانت متوقفة في التقاطع الذين يربط بين أربعة طرق رئيسية، أحدها يؤدي إلى القصر الرئاسي. وقال عباس علي حسين، وهو طالب جامعي، إن الاشتباكات كانت بين جنود ومسلحين متمركزين في سوق شعبي لبيع “القات”، مطل على التقاطع الرئيسي، مضيفاً: “شاهدت سيارة كانت واقفة بالقرب من السوق، وقد قُتل سائقها بعد أن أصيب بطلق ناري في رأسه”. ولفت إلى أن عدداً من المسلحين فتح جندي نيران سلاحه “بشكل عشوائي” عليهم. وحسب الصحيفة الإماراتية لم يتضح، حتى مساء أمس الأحد، أسباب الاشتباكات، والجهة التي ينتمي إليها المسلحون، فيما نفى سكان محليون في تلك المنطقة، وجود أي خلافات سابقة بشأن ملكية السوق الشعبي. وتعاني العاصمة صنعاء، وأغلب المدن اليمنية، منذ مطلع العام الماضي، انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، على خلفية انتشار المليشيات القبلية المؤيدة والمناهضة للرئيس السابق، الذي أجبر على التنحي، أواخر فبراير، بعد عام من موجة احتجاجات عنيفة مناهضة له. وحذّرت وزارة الدفاع اليمنية، أمس الأحد، في بيان، من انتشار “عصابات مسلحة” في مختلف أنحاء العاصمة صنعاء “تقوم بنهب المواطنين في الطرقات والشوارع والحارات”. وتضمن بيان وزارة الدفاع شهادات مواطن حاول أفراد “عصابة مسلحة” نهب سيارته، التي كان يقودها برفقة أطفاله، في شارع رئيسي تجاري جنوب غرب صنعاء. وناشد المواطن، الذي لم يكشف البيان عن هويته، وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، اتخاذ إجراءات أمنية صارمة، لوضع حد “للتسيب الأمني الذي لم يعهده اليمن من قبل”، مشيراً إلى أن المواطنين في صنعاء باتوا يتعرضون للنهب “على الطرقات والشوارع العامة في وضح النهار دون خوف من أحد”. وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان آخر، اعتقال عصابة مسلحة، تستخدم الدراجات النارية في تنقلاتها داخل أحياء وشوارع صنعاء، التي تكدست فيها أكياس القمامة والمخلفات منذ إعلان نقابة “عمال النظافة”، الخميس، إضراباً مفتوحاً، على خلفية مطالب حقوقية، وسط تحذيرات من “كارثة بيئة” محتملة. وذكرت وسائل إعلام يمنية أن نائب أمين العاصمة، أمين جمعان، قدم استقالته، أمس الأحد، بعد أن تعرض للتوبيخ من قبل رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة، بسبب تراكم القمامة والمخلفات في شوارع وأحياء صنعاء. ويطالب عُمال النظافة الحكومة الانتقالية توظيفهم رسمياً ورفع أجور مرتباتهم الشهرية، لتعليق إضرابهم المفتوح، الذي يأتي بعد انتهاء مهلة زمنية منحها العمال للحكومة قبل شهرين. وتوقع مسؤول في أمانة العاصمة، تحدث ل”الاتحاد”، أن يصدر الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، خلال أيام، مرسوماً رئاسياً بتعيين، عبدالقادر هلال، الوزير السابق والقيادي البارز في حزب “المؤتمر الشعبي العام”، حزب صالح، أميناً عاماً للعاصمة، خلفاً للأمين الحالي، عبدالرحمن الأكوع، صهر الرئيس السابق، الذي أقاله باسندوة، بعد أيام من تشكيل الحكومة الانتقالية مطلع ديسمبر الماضي. وأغلق مسلحون من قبيلة الرئيس اليمني السابق، الطريق الجنوبي الرئيسي المؤدي إلى صنعاء، احتجاجاً على استمرار اختطاف قائد اللواء 63 حرس جمهوري العميد مراد العوبلي. وقال شهود عيان ل”الاتحاد”، إن العشرات من مسلحي قبيلة “سنحان”، شرق صنعاء، قطعوا الطريق الجنوبي المؤدي للعاصمة صنعاء، احتجاجاً على استمرار اختطاف العميد العوبلي، من قبل مسلحين ينتمون إلى قبيلة “خولان”، المجاورة لقبيلة صالح. وأوضحوا أن المسلحين قطعوا الطريق، في بلدة “قحازة”، 15 كم جنوبصنعاء، بسواتر ترابية عالية، نصبت فوقها أسلحة رشاشة. وقد اضطر المئات من المسافرين للعودة إلى قراهم ومدنهم بعد أن رفض المسلحون السماح لهم بالمرور. واتهم حزب الرئيس السابق، حزب الإصلاح الإسلامي والقائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن صالح العام الماضي، بالوقوف وراء حادثة اختطاف العوبلي، أبرز القيادات العسكرية التابعة لقائد قوات الحرس الجمهوري، العميد ركن أحمد علي صالح. وأمس الأحد، توقعت وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح، أبرز مكونات “اللقاء المشترك” المعارض لصالح، أن يتم الإفراج عن العميد العوبلي، مساء الأحد، “بعد نجاح وساطة قبلية” يقودها مشايخ وزعماء قبائل. وسيتم الإفراج عن العوبلي مقابل الإفراج عن عشرات من أبناء قبيلة “خولان”، اختطفوا بعد يوم من اختطاف القائد العسكري، المتهم بالتورط في أعمال عنف شهدتها مدينة تعز “وسط” العام الماضي.