سقط قتيل وعدد من الجرحى في حي المنصورة في مدينة عدن، جنوباليمن صباح أمس إثر اقدام القوات اليمنية على استخدام القوة لفتح احدى الطرقات الرئيسية، ما أعاد التوتر جزئياً إلى المدينة بعد هدوء نسبي وحذر شهدته عدن خلال الأيام الثلاث الاخيرة. بموازاة ذلك، شهدت مدينة المكلابحضرموت، شرق البلاد، عصياناً مدنياً محدوداً ترافق مع انتشار وحدات من الجيش اليمني في بعض التقاطعات، تحسباً لتجدد اعمال العنف، كتلك التي شهدتها المدينة الاسبوع الماضي. وافاد شهود عيان في حي المنصورة في عدن، صحيفة "المستقبل" أن جنوداً على مصفحات عسكرية اقتحموا الحي وأطلقوا النيران من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة على شباب محسوبين على "الحراك الجنوبي"، الذي ينادي بانفصال الجنوب عن الشمال، والذين كانوا قد بدأوا منذ صباح أمس السبت عصياناً مدنياً وقطعوا الشوارع بالحجارة وإطارات السيارات المحترقة. واضاف أحد هؤلاء الشهود ان النيران كانت كثيفة وان الرصاص العشوائي في الهواء طال المباني المجاورة لساحة الشهداء، معقل شباب "الحراك الجنوبي"، موضحاً أن شاباً يدعى رضوان الحبشي اصيب برصاصة "دوشكا"، ما أدى إلى مصرعه في الحال كذلك اصيب اربعة اشخاص نقلوا الى أحد المستشفيات القريبة"، ومؤكداً أن الشباب كانوا يتجمعون بشكل سلمي، فيما لم يصدر عن السلطات المحلية عكس هذه الرواية. وكان بيان صادر عن أحد مكونات "الحراك الجنوبي" في عدن أعلن استئناف العصيان المدني بدءاً من يوم امس وحتى الاربعاء المقبل، بعدما كان تعليقاً للعصيان سرى منذ الثلاثاء الماضي. وأمهل بيان التعليق آنذاك السلطات 72 ساعة لتحقيق عدد من المطالب منها إقالة محافظ عدن المنتمي ل"حزب التجمع اليمني للإصلاح"، الذي يحمله الحراك مسؤولية سقوط قتلى وجرحى في الحادي والعشرين من شهر شباط الماضي، ورفع كل المظاهر المسلحة المستحدثة في المدن الجنوبية وإطلاق سراح كل المعتقلين الجنوبيين السياسيين. لكن اللافت أن الاتفاق على استئناف العصيان المدني المعلن أمس من جانب الحراك الجنوبي، لم تتفق عليه القوى الجنوبية كافة، وسبق لأحد ابرز قادة الحراك، وهو الشيخ بامعلم، رئيس مجلس الحراك السلمي في حضرموت، المقرب من نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، أن قال نهاية الاسبوع المنصرم إن الحراك الجنوبي بدأ سلمياً وسيظل سلمياً إلى يوم التحرير والاستقلال، وأنه لا علاقة للحراك السلمي بعصيان مدني فوضوي لا يقوم على ضوابط وأسس ثورية سليمة.