أعلن اليوم الأحد في العاصمة اليمنيةصنعاء، عن تأسيس حزب "اتحاد الرشاد اليمني" كتنظيم سياسي يجمع تكتل جماعات سلفية دينية في اليمن، ونظم حفل إشهار رسمي بحضور حكومي ممثلا بوزير الاعلام وعدد من ممثلي الاحزاب والمنظمات المدنية وأعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلو الحزب في المحافظات. وجاء حفل الاشهار للحزب الذي يجمع بين ممثليه بالمحافظات "اربع نساء" .بعد إعلان جماعة السلفيين منتصف مارس الماضي، إشهار أول حزب سلفي تحت مسمى «اتحاد الرشاد اليمني السلفي»، عقب مناقشات استمرت 48ساعة، انتهت بتقدم الجماعة إلى لجنة شؤون الأحزاب لإشهاره كحزب رسمي يمارس عمله كبقية الأحزاب المعلنة، غير أن خلافات سياسية ودينية سرعان مانشبت بين عدة فرق دينية بالجماعة التي وجدت في الثورة ومشاركة حزب النور السلفي بمصر في الانتخابات البرلمانية المصرية السابقة، فرصة لخوضهم غمار السياسة خلافا للأفكار السياسية الانغلاقية التي عرفوا بها من قبل سيما في مايتعلق بتقديسهم للحاكم والدعوة الى طاعته وتحريم الخروج عليه. وحسب كالة الأنباء اليمنية الحكومية (سبأ)، فقد حضر حفل اشهار حزب اتحاد الرشاد اليمني وزير الإعلام علي العمراني وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلي عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. ودعا العمراني في كلمته بحفل الإشهار، اليمنيين إلى الجنوح للسلام، وإلقاء السلاح جانباً ونبذ ثقافة العنف والتطرف، وانتهاج سبيل الرشاد ومبدأ التسامح والاتجاه نحو بناء اليمن الجديد ونهضته الشاملة. مشددا على ضرورة حرص الجميع على تحقيق تطلعاتهم المنشودة من خلال التعبير عنها بوسائل وطرق تكفل حفظ الحقوق والحريات دون اللجوء للسلاح. وأعرب الوزير عن سعادته لإشهار حزب اتحاد الرشاد اليمني الذي يضاف إلى الأحزاب والتنظيمات السياسية الحالية. وقال «الوطن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت إلى الرشاد والإرشاد والوفاق والوئام وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار ونبذ ثقافة العنف والكراهية». واعتبر من جانبه رئيس اتحاد الرشاد اليمني الدكتور محمد بن موسى العامري، إشهار الحزب في ظل ظروف سياسية معقدة تستدعي من أبناء الشعب اليمني كافة تظافر الجهود للإسهام في بناء يمن الإيمان والحكمة. بمثابة اطلاق رؤية في مسيرته "ترتكز على ضرورة تحكيم الشريعة الإسلامية وإصلاح المجتمع وتحقيق نهضة اليمن". وأكد العامري أن حزب الرشاد "سيساهم بشكل فاعل في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأياديه ممتدة وأبوابه مفتوحة لجميع القوى السياسية والاجتماعية وعامة الشعب لتجسيد معاني الخير وتحقيق مصالح العباد والبلاد.. وسيكون رافدا مفيدا للمجتمع وعاملا أساسيا في صياغة يمن جديد قائم على العدل وأداء الحقوق، رافضا لكل أصناف الظلم والاستبداد". وقال: الحزب سيقف من الجميع على مسافة واحدة يحكمها «ميزان العدل والقسط والتعاون على البر والتقوى، وسيقدم رؤيته السياسية المتعلقة بالقضايا المحورية ومنها قضية الجنوب وقضية صعدة وحجة والجوف وما حولها". وأشار إلى رفض الحزب لأي عدوان وقتل خارج إطار القضاء الشرعي ومحذرا من خطورة سفك الدماء واستباحة الحرمات وقتل النفس التي حرم الله بغير حق كما يحصل في أماكن متفرقة في اليمن وآخرها الاعتداء الإجرامي على طلبة كلية الشرطة وما سبقه في ميدان السبعين من مجزرة دامية. وقال: «سيبقى قربنا أو بعدنا في الحزب مرهونا بمدى قربها أو بعدها من مبادئ الأمة وثوابتها وحرصها على مصالح المجتمع باعتبار هذا الجانب سيحكمنا مع شركائنا في العمل السياسي». ولفت إلى أن نشاط الحزب لا ينحصر في جهة معينة أو طائفة أو تيار وإنما في إطار مفتوح لجميع أبناء الشعب المقتنعين بأهدافه وبرامجه وسياساته ولوائحه الداخلية. وأوصح ان الحزب: «سيكون ملبياً لطموحات أبناء الشعب وفي مقدمتهم الشباب وساعيا إلى الخير وكل سبيل من شأنه يحقق الخير والرفاهية والأمن والاستقرار لليمن وترسيخ معاني الألفة والوحدة والوئام ومبتعدا عن أسباب التفرق والتشرذم واختلاف القلوب والمناكفات الحزبية المقيتة وثقافة الكراهية». وأعلن العامري رفض الحزب لأي «أعمال مسلحة غير مشروعة سواء كانت في صعدة أو أبين وشبوة»، مجدداً رفضه لأي «وصاية أجنبية أو تدخلات خارجية تنتهك السيادة اليمنية». ودعا القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم لتحقيق الأمن والاستقرار والدفع بعجلة التنمية ورفع المعاناة المعيشية عن كاهل المواطنين وتوفير فرص العيش الكريم ومكافحة البطالة وتحقيق متطلبات الاستقرار الاقتصادي والرخاء المعيشي والأمن الغذائي. وإلى ذلك استعرض أمين عام حزب اتحاد الرشاد الدكتور عبدالوهاب محمد الحميقاني رؤية الحزب ومواقفه من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وتشكيل لجنة الإعداد والتحضير للمؤتمر. داعيا بالمناسبة إلى استكمال التواصل مع بقية القوى السياسية الشبابية والاجتماعية التي لم يتم التواصل معها من قبل واستكمال تشكيل لجنة الإعداد والتحضير من جميع الأحزاب والقوى بنسب عادلة.