أكدت صحيفة لندنية مقتل جميع الرهائن والمقتحمين لمبنى مقر قيادة المنطقة العسكرية اليمينة الثانية بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن في عملتي نسف وتدمير الدور الثالث من المبنى بالكامل. ونقلت صحيفة القدس العربي اللندنية، عن مصادر عسكرية يمنية قولها أمس الخميس أن قوات الجيش بمساعدة من قوات مكافحة الارهاب وبارجة بحرية تمكنت من استعادة مقر المنطقة العسكرية الشرقية الثانية في مدينة المكلا، عاصمة حضرموت. وذكرت أن استعادة مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا وتطهيره بالكامل جاء بعد تدمير الطابق الثالث من مبنى مقر قيادة المنطقة العسكرية ومقتل كافة المسلحين من عناصر القاعدة الذين استولوا على المقر صباح الاثنين، كما أدى القصف الشديد إلى مقتل الرهائن من العسكريين، الذين استخدمهم مسلحو القاعدة كدروع بشرية ورهائن للحيلولة دون استعادة مقر القيادة العسكرية بالقوة. ونسب موقع ‘براقش نت' الاخباري إلى مصادر عسكرية في المكلا قولها ‘ان الاحصائيات الاولية لقتلى نسف مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية”تشير الى مقتل 10 مسلحين و 6 من الجنود الرهائن وان هناك جثثا متفحمة'. واوضح ان اللجنة العسكرية التي شكلت لفرز وتمييز جثث المهاجمين من الجنود الرهائن الذين قتلوا في المبنى الذي انهار في القصف العنيف استطاعت تمييز 10 جثث مجهولة يعتقد انها لمسلحي القاعدة ويجري التحقق من اسمائهم, في حين تم التعرف على جثث ستة من الرهائن العسكريين من منتسبي المنطقة العسكرية الثانية. وكان مصدر عسكري مسؤول بوزارة الدفاع أكد ليل الأربعاء الخميس انتهاء العملية العسكرية التي قام بها الجيش ضد مسلحين يُعتقد صلتهم بتنظيم القاعدة سيطروا منذ الاثنين على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلابحضرموت. وذكر المصدر العسكري ‘إن قوات الجيش والأمن استكملوا وبنجاح كبير مساء الأربعاء عملية اقتحام المبنى التابع لقيادة المنطقة العسكرية الثانية واستعادته بعد تطهيره من المسلحين وتفتيشه بالكامل'. وأوضح المصدر أنه تم ‘القضاء على جميع الإرهابيين الذي كانوا موجودين في المبنى والذين من خلال سلوكياتهم وتصرفاتهم الإرهابية والإجرامية اختاروا لأنفسهم هذا المصير وهذه النهاية الحتمية'. وذكرت مصادر محلية ان عملية استعادة مقر القيادة العسكرية في المكلا من سيطرة عناصر القاعدة جاءت بعد اشتباكات عنيفة شاركت فيها قوات من مكافحة الإرهاب وقوات البحرية. وعلمت ‘القدس العربي' من مصدر عليم أن ‘عناصر تنظيم القاعدة تمكنوا من اقتحام مقر المنطقة العسكرية الشرقية الثانية في المكلا إثر تواطؤ من السلطة المحلية في محافظة حضرموت، وأن القيادة السياسية ستفتح ملفا للتحقيق العاجل في هذه القضية الخطيرة، ومحاسبة من يقفون وراء هذا التواطؤ'. وأشارت إلى أنه من المرجح فتح ملف تحقيق مع كثير من الشخصيات القيادية في المحافظة وفي مقدمتهم محافظ حضرموت، الذي تقع على عاتقه مسؤولية استتباب الأمن بحكم رئاسته للجنة الأمنية العليا في المحافظة'. وتوقع أن يتم ‘إقالة بعض القيادات السياسية والأمنية في حضرموت المتورطة في هذا التواطؤ الذي سهّل وصول مسلحي تنظيم القاعدة الى مقر قيادة المنطقة العسكرية الشرقية' وتنفيذ هذه العملية الخطيرة التي ضربت هيبة الدولة وأظهرت عناصر القاعدة على أنهم أصبحو قوة كبيرة تضاهي قوات الدولة'. وكان الباحث اليمني المتخصص في شؤون الجماعات الارهابية سعيد عبيد الجمحي قال ان استهداف المنطقة العسكرية الشرقية يعد ‘تطوراً خطيراً في استراتيجية تنظيم القاعدة'. وأوضح الجمحي أنه ‘لا يستبعد وجود تواطؤ من نوع ما يساعد تنظيم القاعدة على تحقيق أهدافه عبر تسهيلات لوجستية ومعلوماتية تمكنهم من تنفيذ تلك الاستراتيجية الجديدة والمخيفة على أرض الواقع′. ونسب موقع ‘المصدر أونلاين' الى الجمحي قوله ”ان العمليات الأخيرة المتكررة والتي يقوم بها مشتبهون بالانتماء لتنظيم القاعدة وتستهدف مراكز ومقرات تابعة للجيش تُوحي بأن القاعدة تحوّلت للتعامل مع الجيش اليمني باعتبار قواتها (جيشاً نديا)'. واعتبر هذه القضية ‘أمراً خطيراً جداً'، من شأنه أن يقلب المفاهيم عن طبيعة المعركة التي وجدت القاعدة لأجلها منذ نشأتها. وقال إن ذلك ‘أمر يجعلنا نثير الكثير من الشكوك فيما يحدث وسيحدث لاحقاً في إطار ما يُعرف بالحرب على الإرهاب'. وأصبحت عمليات تنظيم القاعدة متواصلة في اليمن منذ تغيير النظام في اليمن، وتستهدف بدرجة أساسية قوات الجيش اليمني والقيادات العسكرية والأمنية، وقد سقط العشرات من القيادات العسكرية والأمنية والضباط الذين يحتلون مواقع حساسة في مؤسستي الجيش والأمن خلال السنتين الماضيتين في عموم مناطق اليمن. وأصبح كل ضابط أو مسؤول عسكري أو أمني هدفا لعمليات تنظيم القاعدة، لدرجة أن الكثير منهم أصبحوا لا يجرؤون على ارتداء الزي العسكري في شوارع المدن اثناء خروجهم من المعسكرات التي يخدمون فيها، ما يضطرهم إلى تغيير الزي العسكري بالملابس المدنية.