أحبط الجيش اليمني أمس، هجوماً مباغتاً، شنه تنظيم «القاعدة»، بهدف السيطرة على مدينة سيئون جنوبي اليمن، حيث انسحب التنظيم، بعد حرب شوارع سقط فيها عشرات القتلىً، غير أن الهجوم يدق ناقوس الخطر مجدداً من إمكانية سيطرة «القاعدة» على مدن يمنية، بالرغم من تمكن الجيش من دحرها في محافظتي أبين وشبوة. في تفاصيل المشهد الأمني، خاضت قوات الجيش اليمني حرب شوارع مع عناصر «القاعدة»، التي دخلت بواسطة 30 شاحنة محملة بالمسلحين إلى مدينة سيئون، في حضرموت، حيث قتل خلال هذه المعارك عشرات القتلى ً من الجانبين، بعد أن تمكنت هذه العناصر من اقتحام المدينةمنتصف الليل، وتدمير عدد من المؤسسات الحكومية. وقال مصدر أمني إن ثلاث سيارات مفخخة انفجرت على مدخل مجمع يضم عدداً من هذه المقار، لكن مقاتلي القاعدة المسلحين بقاذفات صواريخ، ورشاشات واجهوا مقاومة شرسة من جانب الجيش». وقالت مصادر محلية ل«البيان»، إن «مسلحين من تنظيم القاعدة بقيادة ما يُعرف ب«أمير القاعدة في أبين» جلال بلعيدي، شنوا هجوماً كبيراً على مقار أمنية في مدينة سيئون، واستهدفوا هذه المقار لفترة قصيرة، قبل أن ينسحبوا مع شروق الشمس». وطبقاً لهذه المصادر فإن مسلحي «القاعدة» هاجموا نقطة تفتيش في مدخل سيئون، فقتلوا جميع أفرادها، ثم قاموا بمهاجمة محولات الكهرباء، ما تسبب في قطعها عن المدينة، أعقب ذلك قيام المهاجمين بمهاجمة مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، كما قام آخرون بمهاجمة مقر جهاز الأمن القومي وقوات الشرطة». وحسب المصادر فإن عناصر القاعدة أطلقوا قذائف ال ار بي جي علي مبني البنك الأهلي، والبنك المركزي، والبنك الزراعي الا انها فشلت في السطو على البنك المركزي اليمن الدولي و كاك بنك"، والبنك الأهلي لقوة خزائن تلك البنوك، واكتفت بالتفجير دون الاستيلاء على الاموال فيها طبقا لمصدر بنكى إلى جانب مكتب بريد وادي حضرموت، الذي توجد به مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين. وقال سكان في المدينة ل«البيان»، إن انفجارات هزت مقار الأجهزة الأمنية والاستخبارات ومحيط مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجيش في المدينة، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وأضافت المصادر أن مسلحي «القاعدة» تمكنوا من اقتحام بعض المقار الأمنية، وعبثوا بمحتوياتها لفترة قصيرة، قبل أن ينسحبوا خلال اشتباكات مع قوات الأمن والجيش في المدينة. كما اندلعت اشتباكات مع قوات الجيش. وقال مسؤول في الإدارة المحلية إن «القاعدة» خسرت 12 مقاتلاً منهم ثلاثة انتحاريين، لكنها تمكنت من إجلاء 20 جريحاً لدى انسحابها. وقال اللواء الركن محمد الصوملي القول، إن «العناصر الإجرامية الإرهابية هاجمت سيئون، لكنها لاقت مصيراً مناسباً لفعلتهم العدوانية». وأضاف: «تلك العناصر اعتدت وروعت المواطنين، ونهبت بعض الممتلكات»، لكنه أشار إلى أن مدينة سيئون «أصبحت بكامل مؤسسات القوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها الرسمية». وتابع الصوملي «تجري ملاحقة العناصر التي تم رصدها، وهي تلوذ بالفرار بعد فجر اليوم إلى مواقع مختلفة، حيث يتعامل معها الطيران الحربي، ويلاحقها أبطال القوات المسلحة والأمن إلى أوكارها لسحقها كما سحق من سبقها، ورمي به إلى مزبلة التاريخ». وبث تنظيم القاعدة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة للقيادي الميداني في التنظيم جلال بلعيدي المرقشي، وقال، إن الصورة التقطت أمام القصر الجمهوري في مدينة سيئون أثناء الهجوم. ويأتي هجوم القاعدة مع استمرار حملة عسكرية، يشنها الجيش على معاقل للتنظيم في مناطق بمحافظتي أبين، وشبوة، وتطهير معظم تلك المناطق من عناصر القاعدة.وذكر موقع «المكلااليوم»على الإنترنت أن المهاجمين كانوا يرتدون زي الجيش اليمني، وأضاف أن عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفيات محلية.البيان