يحتفي اليمنيون اليوم (الأحد) بذكرى استقلال جنوب البلاد من الاستعمار البريطاني في ظل تعاظم نزعة الانفصال ومخاوف من خطوات أعلنها الحراك الجنوبي لإنهاء الوحدة بين شطري اليمن التي أعلنت قبل 24 عاماً . من جانبها أعلنت السلطات إحياء احتفالات رسمية بمناسبة الذكرى 47 للاستقلال في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات، في حين أعلنت مكونات الحراك تنظيم احتفالات احتجاجية بالمناسبة ذاتها في المحافظاتالجنوبية، حيث ينظم الحراك الجنوبي اليوم (الأحد) بمدينة عدن حشدا احتفاليا بساحة العروض التي ما زال يعتصم فيها الآلاف من المطالبين بانفصال الجنوب، وفي التوقيت نفسه يحتشد الجنوبيون في مدينة المكلا حيث يقوم هناك منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتصام آخر يتبنى مطلب الانفصال أيضاً . وقالت الهيئة الإشرافية على مخيم الاعتصام في ساحة العروض إن الاحتجاجات التي ستشهدها عدن وعموم محافظاتالجنوب في ذكرى ال 30 من نوفمبر/تشرين الثاني ستكون سلمية وسيكون مسرحها ساحة العروض بخور مكسر، وأوضح قادة في الهيئة في مؤتمر صحفي أمس بعدن أن أولى الخطوات التصعيدية التي سيتم اتخاذها منذ ال 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ستتمثل في إغلاق الحدود السابقة مع الشمال، وأشار إلى أن الاحتجاجات لن تتضمن دخول أي متظاهرين للمؤسسات الحكومية باعتبار أن جميع المؤسسات الحكومية وعبر النقابات الخاصة بها أعلنت انضمامها إلى ساحة الاعتصامات بخورمكسر وكان كافياً لاعتبار هذه المؤسسات تحت سيطرة الحراك الجنوبي . وتنصلت الهيئة الإشرافية عن مسؤوليتها عن البيان السياسي الصادر في فعالية ال 14 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي حدد يوم 30 من نوفمبر/تشرين الثاني كيوم أخير لإجلاء موظفي الدولة من أبناء الشمال، وقال رئيس الهيئة الشيخ حسين بن شعيب، إن البيان كان صادراً عن اللجنة التحضيرية للفعالية السابقة، وتضمنت فقراته أموراً خيالية تتعدى الواقع لا ينبغي أن تصدر في بيان سياسي عن جهة سلمية، كأن يُطلب من جيش دولة (محتلة) أن تغادر، أو تتوقف شركات النفط . وأكد ابن شعيب على سلمية تحركات المعتصمين حتى الوصول إلى السيطرة على الأرض، ويتم إجبار الدولة على التفاوض ندياً كجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية لفك هذه الشراكة، على حد تعبيره . اللافت منذ أمس الأول بروز إشارات إلى تفاهمات غير معلنة، تمت بين قيادات في الحراك ومسؤولين في السلطة، ممن ينتمون إلى المحافظاتالجنوبية، لضمان عدم خروج احتفالات الحراك الجنوبي عن السيطرة والصدام مع قوات الأمن، التي سبق وأن أعلنت أنها ستقف بقوة أمام أي مساع للسيطرة على المؤسسات في مدينة عدن . وتزامن الحديث عن ذلك مع وصول وزير الدفاع محمود الصبيحي إلى مدينة عدن، وتحركات لمسؤولين محليين في الأيام السابقة والتأكيد على سلمية الاحتفالات ورفض العنف والتخريب وتحت حماية الجيش، وهو الأمر الذي حدث في أكتوبر الماضي في ذكرى ثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول . في هذه الأثناء، تظاهر المئات من الشباب والناشطين اليمنيين بالعاصمة صنعاء للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين من العاصمة وبسط نفوذ الدولة في محافظات البلاد، ورفع المشاركون في المظاهرة التي انطلقت من ساحة التغيير وسط العاصمة وجابت عددا من الشوارع والأحياء الرئيسية، شعارات ولافتات تدعو إلى إخراج المليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء والمدن كافة وتمكين قوات الجيش والأمن من القيام بدورها الوطني في تعزيز الأمن والاستقرار، كما طالب المتظاهرون حكومة بحاح والأطراف السياسية كافة بضرورة التسريع بتنفيذ اتفاق "السلم والشراكة" ومخرجات الحوار الوطني الشامل وخصوصاً ما يتعلق بنزع سلاح الجماعات المسلحة، وتهيئة الأوضاع الأمنية للشروع في تنفيذ السجل الانتخابي الإلكتروني وإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد . على صعيد آخر، أكد تنظيم "القاعدة" في اليمن في رسالة نقلها المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية "سايت" أنه نفذ تفجيرين مساء الخميس بالقرب من سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء