صحيفة الثورة - لقاء/ ماهر أحمد المشخر إن الاهتمام والرعاية التي توليها الدولة ممثلة بفخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، كثيرة وذات أهمية بالغة، حيث تمثلت هذه الرعاية من خلال القرارات والتوصيات والتوجيهات الوزارية الخاصة بالاهتمام بالمغترب اليمني ورعايته وتسهيل وتسيير كافة شؤونه داخلياً وخارجياً وذللت له كافة الإجراءات الخاصة بشؤونه وشؤون أسرته. وإيضاحاً لذلك التقت الصحيفة بالأستاذ عبده أحمد العاقل مدير عام مكتب شئون المغتربين بمحافظة البيضاء وسلطت الضوء على طبيعة هذه الرعاية من خلال الحوار التالي: * تولي وزارة شئون المغتربين ممثلة بمكاتبها رعاية كبيرة بالمغتربين، هل يمكن لكم تسليط الضوء على طبيعة هذه الرعاية وخصوصاً في تسهيل عملية التحاق أبناء المغتربين للدراسة في داخل الوطن؟ * بالتأكيد هناك اهتماماً متزايداً ورعاية خاصة نوليها للمغتربين من خلال مكتب شؤون المغتربين بمحافظة البيضاء حيث قام المكتب بحل العديد من قضايا المغتربين باختلافها والبالغ عددها 250قضية مغترب وذلك عبر التواصل المستمر مع الجهات ذات العلاقة ومن خلال التواصل مع الوزارة والسفارات والقنصليات في بلدان اغترابهم، كما تم التواصل بشأن عملية التحاق أبناء المغتربين والراغبين بالدراسة في داخل الوطن وكذلك يتم التواصل مع المدارس والمعاهد والجامعات بكافة تخصصاتها وفي مختلف محافظات الجمهورية لتسهيل عملية التسجيل والقبول للمتقدمين من قبل أبناء مديريات المحافظة وفقاً للمجالات التي يرغبون فيها. بالإضافة إلى أننا بالمكتب نقوم بتواصل دائم مع الجهات ذات العلاقة لتخصيص نسبة من المقاعد الدراسية لأبناء المغتربين في جميع كليات الجامعات الحكومية ومساعدتهم في التسجيل عبر الوزارة للالتحاق بالدراسة الجامعية على ضوء المقاعد المخصصة لهم في الجامعات الحكومية بعد استلام وثائقهم وتقديمها إلى الجامعات بحسب قواعد القبول المعمول بها وبالإضافة إلى التنسيق مع الجامعات الأهلية لتخصيص مقاعد دراسية مجانية أو مخفضة لأبناء المغتربين والإعلان عنها كل عام. كما أن هناك نسبة من المنح الدراسية باختلاف التخصصات سواء كان في بلد الاغتراب أو غيرها لأبناء المغتربين ممن لم يتم السماح لهم بالدراسة في بلدان اغترابهم وذلك من خلال التنسيق المسبق مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي عبر وزارة المغتربين.. وقد تلقى المكتب خلال الفترة الماضية حوالي (280) قضية منها وفيات طبيعية وحوادث مرورية وشكاوى مختلفة ومتابعة ميراث وقضايا استثمارية وغيرها.. تنمية الوطن * لاشك أن هناك العديد من المغتربين ممن ساهموا ويساهموا في تنمية الوطن سوى كانوا من المبدعين أو رجال الأعمال في مختلف المجالات وكيف تتم علمية تحفيزهم وتكريمهم؟ * إن اليمن باتساعها زاخرة ومليئة برجالها المبدعين والمتفوقين والبارزين في كافة المجالات داخلياً وخارجياً والذين عكسوا صوراً جلية ومشرفة ودافعوا عن اسم وطنهم في مختلف المحافل الدولية خارجياً وساهموا مساهمة كبيرة في بناء وتنمية ونهضة وتطوير اليمنيين وأدوا أدواراً فاعلة يستحقون الشكر والتقدير والعرفان على تلك الجهود التي بذلوها وهو ما لم تغفل عنه قيادتنا الحكيمة التي خصصت اليوم العاشر من أكتوبر من كل عام ليكون يوماً للمغتربين يتم فيه تكريم وتقدير وتحفيز تلك النماذج والمبرزين من المبدعين والمتفوقين ورجالات الأعمال المساهمين في تنمية وطنهم. * ما هي إنجازات المغتربين في المشاريع الاستثمارية والخيرية في المحافظة؟ - الجانب الاستثماري بالمحافظة شهد في الآونة الأخيرة خطوات جادة حيث تم إنشاء عدد من المشاريع التابعة لمغتربين مثل المستشفيات والوحدات الصحية والمحلات التجارية والفنادق السياحية والتي بلغت 20فندقاً سياحياً بالمحافظة ومشاريع أخرى صغيرة كالورش وغيرها ، ومؤخراً يقوم أحد المغتربين بإنشاء محطة غاز في مدينة رداع بطاقة تشغيلية تصل إلى (375) أسطوانة في الساعة، وكذا استعداد مغترب آخر بإنشاء قرية سياحية بالمحافظة.. ومن خلال جلوسنا مع عدد من المغتربين أبدوا استعداداً كاملاً للقيام بالكثير من المشاريع إلا أن هناك ما يعيق عملهم كعدم وجود أراضٍ خاصة بالاستثمار، ناهيك عن عدم وجود دراسات جدوى مسبقة لمشاريع تشجعهم على القيام بها . وهو ما تقدمنا بعدة خطابات في هذا المجال، داعياً إلى تحديد مساحات وأماكن معروفة لمن يرغب في الاستثمار، ونجدها فرصة هنا لنكرر طلبنا آملين أخذ ذلك بعين الاعتبار وإيلاء الأمر أهمية خدمةً لصالح المحافظة وأبنائها واستيعاباً للأيدي العاملة وعملاً على إيجاد نهضة اقتصادية بالمحافظة.أما بالنسبة للجانب الخيري المتمثل ودور المغتربين في ذلك فنود أن نشير هنا إلى أن أبناء المحافظة يتحلون بروح التعاون والعطاء والمساهمة والمشاركة في أعمال الخير وهو ما أتضح من خلال تنافس عدد منهم في بناء المساجد ومشاريع المياه وخزانات المياه لعابري السبيل ورصف بعض الطرقات الوعرة في بعض القرى ومساعدة أعداد كبيرة من المحتاجين إضافة إلى حفلات الأعراس الجماعي الذي تقام بمساهمة فاعل الخير من المغتربين .وقد تم التشاور مع عدد من المستثمرين وفاعلي الخير للاتجاه إلى العمل على بناء صفوف دراسية ووحدات صحية وهو ما رحبوا به وأبدوا تجاوبهم. الدور الإعلامي * إعلامياً كيف تتم العناية بالمغتربين وشئونهم داخلياً وخارجياً، وهل ترون أن ذلك يرقى إلى المستوى المأمول تحقيقه في هذا الجانب؟ - جميعنا يدرك ما لأهمية هذا الجانب في كل مكان وزمان ودوره في كل مجتمع من المجتمعات أو شريحة من الشرائح لذلك فإن وزارة شئون المغتربين ممثلة بالأخ الوزير أحمد مساعد حسين وزير شئون المغتربين ومكاتبها بالمحافظات عملت وتعمل جاهدة على توسيع مجالات الإعلام المقروءة منها والمسموعة والمرئية هدفاً في العناية بشئون المغتربين في أماكن اغترابهم، يتمثل ذلك من خلال إصدار الصحف والنشرات الشهرية والأسبوعية والفصلية الخاصة بالمغتربين وتطلعاتهم، حيث يتم إيصالها إليهم عبر الهيئات والجاليات والتكوينات الخاصة بهم إضافة إلى تخصيص صفحة أسبوعية في أبرز الصحف الرسمية (الثورة) تعنى بقضاياهم وشئونهم، ناهيك عن الكتب والدراسات المتصلة بالهجرة والاغتراب وكذا عبر البروشورات والكتيبات القانونية والسياحية والاستثمارية، إضافة إلى مجلة الوطن التي تتطور دوماً، وكذا تخصيص برامج إذاعية وتلفزيونية تعنى بشؤونهم هدفاً في ربط وتوثيق علاقة المغترب بوطنه وإطلاعه على كافة المستجدات على الساحة اليمنية. وكذا عبر التواصل الأبرز من خلال موقع الوزارة الالكتروني باللغتين العربية والإنجليزية وتشجيعهم على عملية الإصدارات الإعلامية التي يقومون بها من تلقاء أنفسهم. تطلع المغتربين * يتطلع مغتربونا دوماً إلى تحسين وتسهيل عمليات المعاملات في المنافذ وإلى الحفاظ والحماية لاستثماراتهم، كيف تنظرون إلى ذلك وما الذي تقومون به في هذا الاتجاه؟ - لا ريب أن قيادتنا تحرص كل الحرص على تحقيق طموحات ومطالب مغتربيها وتعمل على تذليل وتيسير كل معاملات المغتربين باختلافها، والوزارة ممثلة بالأخ الوزير أحمد مساعد حسين وضعت مندوبين لها في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية تعمل بالتنسيق مع مندوبي الجهات الأخرى وتحرص حرصاً شديداً على حماية استثمارات المغتربين والحفاظ عليها من خلال الإجراءات الكفيلة بحمايتها والدفاع عنها بالوسائل القانونية والإدارية وفقاً للتشريعات القانونية الناقدة. مزايا للمغتربين * هل يمكن لكم إبراز بعض من المزايا والحقوق التي يتمتع بها المغترب الميني؟ - هناك مزايا وحقوق كثيرة يتمتع بها المغترب اليمني لا يمكن حصرها هنا، منها على سبيل المثال حصول المغترب وفقاً للقانون على إجازة بدون راتب من جهة عمله إن كان موظفاً حكومياً وكذا الاستفادة من خدمات التأمينات الاجتماعية المعمول بها داخل الوطن في حالة اشتراكهم واستمرارهم فيها، أيضاً المشاركة في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء العام وفقاً للقانون. والحصول على وثائق التعريف وجوازات السفر عبر البعثات الدبلوماسية في الخارج وعملية التأهيل والتعليم داخلياً وخارجياً وإجراء التحويلات النقدية إلى المصارف الوطنية والاستثمار في الوطن والحصول على الأوسمة والنياشين وشهادات التقدير من قبل الدولة على جهودهم، وهناك مزايا يمكن للمغترب متابعتها عبر وسائل الإعلام المخصصة لذلك. ميزانية الفرع * هل الميزانية المخصصة لتشغيل أعمال المكتب كافية مقارنة بمهام المكتب؟ - لقد وجد المكتب في المحافظة لأهمية دوره ولتنفيذ المهام والأعمال الملقاة على عاتقه لما رأته الوزارة من تزايد في أعداد المغتربين من أبناء محافظة البيضاء وهو عدد كبير مقارنة بالمحافظات الأخرى، الأمر الذي جعلنا نعمل وسنعمل على بذل كافة الجهود لتسيير شئون المغتربين وتأدية الرسالة المكلفين بها والتي نؤديها برغبة وإخلاص، إلا أنني أشير هنا إلى العراقيل والصعاب التي نواجهها وتعيق من تأدية المهام والتي تتمثل في شحة الإمكانيات المخصصة للمكتب وقلة الميزانية التي لا تفي بالغرض ونطالب برفعها منذ العام 2005م وحتى اللحظة والمقدرة ب120.000 ريال (مائة وعشرين ألف ريال لا غير) موزعة على عدة بنود مكافآت، قرطاسية، إيجار، مواصلات، اتصالات، ضيافة، صيانة، وحراسة وما إلى ذلك. لذا فإننا ومن خلالكم نتوجه إلى الأخ الوزير بالتواصل مع قيادة المحافظة ووزير المالية لرفع ميزانية المكتب ومساواتنا ببقية المكاتب على أقل تقدير. إضافة إلى العراقيل التي نواجهها وهي عدم وجود وسيلة مواصلات لمكتب يؤدي بها دوره نظراً لتباعد مناطق المحافظة ووعورة طرقها والذي يصعب علينا التواصل والالتقاء بالمغتربين في تجمعاتهم السكنية، وكذا عدم دعم المكتب بالأثاث المكتبي وافتقاره للفاكس وآلة تصوير وأمور أخرى نتمنى من القيادة أخذها بعين الاعتبار والتوجيه بتوفيرها تفعيلاً للعمل نظراً للدور الفاعل الذي يقوم به مكتب شئون المغتربين بمحافظة البيضاء، وأننا ننتظر التفاعل مع جهود المكتب ونشاطه اللامحدود في تقديم الخدمات والرعاية للمغتربين