عاجل: القوات الأمريكية تعلن إصابة ناقلة نفط في البحر الأحمر بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حميد الأحمر: من متسكع خلف البنات إلى قائد إنقلاب الى ملياردير "أسرار وفضائح"
نشر في البيضاء برس يوم 23 - 04 - 2011

حميد عبد الله بن حسين الأحمر.. يوصف بانه "الرجل المفاجأة" الذي لا أحد في اليمن يتذكر كيف قفز من حياة التسكع خلف الفتيات في شوارع العاصمة إلى عالم المليارديرات، ثم إلى "زعيم ثورة" تسأله مذيعة "الجزيرة" عمّا قدمه لوطنه من منجزات وهو المياردير المشهور، فيرد بغباء: "أنا رئيس لجنة الأيتام في جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية"..!!

فمن هو حميد الأحمر؟ وكيف أصبح ملياردير؟ ولماذا انقلب على النظام؟ ولماذا لا يتنقل إلاّ بموكب من (14) طقم مسلحين، و(4) سيارات "حبة"، وسيارتين صالون "مدرع"!؟



• حميد الأحمر.. العرق دسّاس!؟
تربى حميد الأحمر في كنف أسرة بنت مجدها من ابتزاز الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم اليمن، ومن يتابع ما يقوم به حميد الأحمر اليوم يجده نسخة طبق الأصل للأدوار التي قام بها أسلافه من أسرة آل الأحمر.. فجده وأعمامه كانوا حلفاء الأئمة، وهم بين من استعان بهم الإمام أحمد بن حميد الدين لنهب صنعاء عقب اغتيال أبيه في 1948م.. لكن أطماعهم زجتهم في صدام مع الإمام منتصف خمسينات القرن الماضي فوجه الإمام بحملة عسكرية قتلت بعضهم (جده حسين الأحمر، وعمه حميد بن حسين الأحمر).. وحين اشتعلت ثورة 1962م التي أطاحت بالملكية استولى الشيخ عبد الله الأحمر (والد حميد) على جميع أملاك آل حميد الدين التي تقدر ب(نصف مليون) لبنة في صعده وعمران والجوف إلى جانب قصور وعقارات في صنعاء.
وبعد الانقلاب على الرئيس عبد الله السلال تقرب الشيخ عبد الله الأحمر للرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني، لكن بعد أن قرر الرئيس قطع مخصصات المشائخ لانقاذ خزينة الدولة، قاد الشيخ الأحمر إنقلاباً ضده، ودفع بالمقدم ابراهيم الحمدي للرئاسة باعتباره شخصية عسكرية..
لكن المقدم ابراهيم الحمدي فاجأ بني الأحمر بأنه رجل صعب المراس وصاحب عقلية متفتحة، لذلك أقصى المشائخ ووجهاء القبائل من المراكز السياسية والعسكرية القيادية في الدولة.. وهو ما أغضب الشيخ عبد الله الأحمر والآخرين.. فانتقل الأحمر الى السعودية التي كانت هي الأخرى ناقمة على الحمدي جراء مشروع الدولة المدنية، ونظراً لمحاكاته تجربة عدوها اللدود الزعيم جمال عبد الناصر.. ومن هناك، ومن خلف أبواب الدوائر الاستخبارية تم طبخ مخطط اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي. فخلفه الرئيس أحمد الغشمي الذي أغتيل بعد بضعة أشهر..!
حين تولى الرئيس علي عبد الله صالح الرئاسة كان الشيخ عبد الله الأحمر في السعودية ورفض مبايعته إلاّ بعد مضي أكثر من شهرين، حين تم منحه منصباً رفيعاً في الدولة "رئاسة مجلس الشورى".. فظل آل الآحمر يلعبون دور "الشرطي" الخليجي في اليمن الذي يضبط ايقاع سياسة النظام على لحن الجوار- وبالأخص السعودي- ويمنع شرور القبائل الحدودية.. لذلك توارثوا المناصب، حتى على مستوى مجلس النواب "المنتخب" الذي ظلت رئاسته حكراً لبني الأحمر.. لكن ثقلهم تراجع مؤخراً بعد فشلهم في غل أيادي الحوثيين عن إيذاء المملكة، وبعد الدور الذي لعبه حسين الأحمر بالارتماء في أحضان معمر القذافي في محاولة لابتزاز المملكة خلال أزمتها مع ليبيا..!
حميد الأحمر.. لم يكن قبل عقدين سوى شاب متسكع بأحدث السيارات في شوارع العاصمة بحثاً عن الفتيات اللعوبات.. وقد عرف بين اليمنيين أنه لا يتردد بخطف من تستعصيه، وقتل كل من يعترض طريقه، وهناك عشرات القصص التي يسردها اليمنيون في مقايلهم عن استهتار وبلطجة حميد الأحمر، ومآسي ضحاياه.
لكن "حميد" ما لبث أن استغل نفوذ أبيه كرئيس لحزب التجمع اليمني للاصلاح، ورئيس لمجلس النواب، وبدأ يبني ثروة أسطورية بطرق غير مشروعة مستقوياً بنفوذ الأخوان المسلمين الذي استشرى في أعقاب دورهم الكبير في الاطاحة بالاشتراكيين والقضاء على سلطة "علي سالم البيض" في حرب 1994م، التي كان نصيب حميد الأحمر منها منزل "علي سالم البيض" في عدن وعشرات الأراضي في عدن والمكلا..!
• ثروة حميد الأحمر:
خلال بضعة أعوام أصبحت ممتلكات حميد الأحمر امبراطورية خرافية: بنك سباء الإسلامي، شركة سبأ فون للاتصالات، قاعة أبولو للمعارض الدولية (أرضها من أملاك الدولة وكانت حديقة عامة)، وكيل حصري لشركة تويوتا للسيارات، وكالة شركة سيمنز الألمانية التي تتولى منذ سنوات إنشاء محطة مأرب الغازية بالشراكة مع شركة ايرانية.. وشركة (ccc) التي استولى عليها وصادرها من عمه (يحيى بن حسين).. وكالة الطيران الإماراتية، وكالة الطيران القطرية، وكيل شركة كنتاكي الأمريكية- وهي شركة يهودية- والأرض نهبها من حديقة السبعين.. وكالة الإيسكريم, ووكالة عطور, ووكالة أحذية, ووكالة (الشوكلاته).. كما يملك عددا من الجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة.. ومن الأراضي ما يساوى في المساحة مدينة (الحديدة).. كذلك شركة التلفونات الثابتة (الكبائن)، إضافة إلى قرابة (مائة وسبعون شركة تجارية تعمل في مختلف المجالات الاستثمارية) وهناك العديد من (المدن السكنية) التي يملكها الشيخ حميد في عدة محافظات يمنية، فضلاً عن العديد من القصور في جدة ودبي والقاهرة وبيروت..
الشيخ حميد الأحمر، وفي أول حوار معه على قناة "الجزيرة"، حين سألته المذيعة عمّا قدمه لوطنه من منجزات، وهو المياردير الذي يملك ثروات خرافية، قال: "أنا رئيس لجنة الأيتام في جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية"..!! والظريف أن أخيه "حسين الأحمر" يتقاضى سنوياً (10) ملايين ريال سعودي من الأمير سلطان بن عبد العزيز باسم "العرس الجماعي للأيتام"!!!
• حميد الأحمر ينقلب على نظام الرئيس صالح!!
خلال مرض الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وابتعاده عن الحياة السياسية أدرك آل الأحمر أن نجم قبيلتهم آيل للأفول إذا ما رحل الشيخ الذي يتمتع بنفوذ واسع، خاصة وأن خليفته المتوقع- نجله "صادق الأحمر"- ضعيف الشخصية ويفتقر لحكمة ودهاء والده. كما أدرك حزب الاصلاح أن رحيل الشيخ سيسبب له خسارة فادحة كونه العنوان الذي يجتمع تحته التيار القبلي الذي يشكل 65% من التركيبة التنظيمية للحزب..
وإنطلاقاً من تلك الظروف استغل الإسلاميون "الاصلاح" قلق آل الأحمر، وروح المغامرة لدى "حميد" لصناعة رمزاً بديلاً يشغل الفراغ السياسي للشيخ عبد الله الأحمر ويستثمر اسمه في الحفاظ على الولاءات القبلية داخل الحزب، وبالمقابل يكفل لآل الأحمر حماية لمصالحهم.. فكانت الانطلاقة في 2006م عبر تنفيذ التهديد الذي أطلقه المشترك أبان الانتخابات الرئاسية ب(تحريك الشارع)، لكن حصروا التحرك في الشارع الجنوبي من خلال جولات ميدانية تعبوية ضد الشمال، ومنها استمد (الحراك) تسميته- كإبن غير شرعي للمشترك!
ومن هنا تحول حميد الأحمر الى "بقرة حلوب" تنهب الصفقات الحكومية بقوة "فوضى الحراك القبائلي"، لتدرّ الأموال في كل مكان، فيما طبول "الاسلاميين" تقرع لها بصوت عالٍ، وتروج للأحمر ليس ك"بقرة حلوب" بل ك"ثور" للنطاح والتلقيح الثوري لأحلام كل الأحزاب والقوى "المخصية" التي عجزت عن تحريك شعرة في الوضع اليمني منذ ظهورها- ابتداءً من الأخوان المسلمين وانتهاءً بالانفصاليين الذين تنازل لهم عن قناة فضائية (قناة عدن) مقابل الدفع ببعض عناصر "تاج" للمشاركة في (لجنة الحوار الوطني) التي أسسها.. كما خصص (8000) دولاراً دعماً شهرياً لموقع "عدن برس" الانفصالي.. قبل إنشاء قناة (سهيل) التي تخصصت ب(حرب الاشاعة).. علاوة على أن حميد وطوال العامين الماضيين يدفع (10) ملايين ريال شهرياً لقيادة الحراك في لحج والضالع مقابل عدم التعرض لأبراج شركة "سبأ فون" ولاستثماراته المختلفة.. وهو ما يفسر لماذا المواقع الانفصالية تتعرض للجميع بالاساءة، بما في ذلك الذات الالهية، لكنها يستحيل أن تتعرض لحميد الأحمر بسوء..!
• 20 مليون دولار ورخصة سبأفون تفجر الشارع اليمني
بغض النظر عمّا أوردته وثائق "ويكيليكس" من تفاصيل لقاء حميد الأحمر مع السفير الأمريكي ومخططه للحكم- فنحن لا نثق بتسريبات أمريكا ليقيننا بنذالة سياساتها- فإن حميد الأحمر ركب موج السياسة حفاظاً على مصالحه الشخصية. ومن يستمع لحواراته التلفزيونية يدرك هذه الحقيقة من تفاهة ألفاظه التي لا تمت لعالم السياسة بأي صلة.. وسنورد هنا إحدى فضائح حميد الأحمر التي لم يسبق للرأي العام أن سمع عنها، والتي تفسر استمرار رفض فرص الانتقال السلمي للسلطة:
في 2/2/2011م أعلن الرئيس صالح مبادرته بشأن تجميد التعديلات الدستورية ورفض التمديد والتوريث وفتح السجل الانتخابي.. الخ. ووافقت المعارضة عليها "بصورة غير رسمية"، وكان منتظراً إلغاء تظاهرتها لليوم التالي.. لكن حميد الأحمر أحبط كل شيء على خلفية فشل محاولته لابتزاز الحكومة..
ففي نفس يوم المبادرة الرئاسية كان هناك لقاء بين الجانب الحكومي (المالية، الاتصالات، الشئون القانونية) وشركة "سبأفون" ومثلها حميد الأحمر بنفسه مع محاميه. حيث جرى التباحث حول (20) مليون دولار ضرائب مستحقة على "سبأفون" كان حميد يتنصل عن سدادها إضافة إلى موضوع تجديد رخصة "سبأفون" ل(10) سنوات قادمة.. فعرض حميد على الحكومة أن تقوم بتسوية كل ذلك مقابل إلغاء تظاهرة يوم 3/2/2011م وتسهيل موافقة المشترك على المبادرة الرئاسية في اجتماعهم المقرر يوم 6/2/2011م.. فرفض الجانب الحكومي هذا الابتزاز- وبدى الأمر على الارجح أن السلطة كانت قد قررت وضع حدٍ لاستهتار حميد الأحمر وابتزازها المتواصل بفوى التمردات القبلية وأعمال التقطع والاختطافات- خاصة وأنها تواجه ضغوطاً شعبية!

بتاريخ 6/2/2011م اجتمع اللقاء المشترك، وكان التوجه العام في تصريحاته لوسائل الاعلام أنه موافق على المبادرة التي تعهد فيها الرئيس برفض التمديد والتوريث.. لكم حميد الأحمر أحرج قادة المشترك بمطالبته إياهم بتعويضه عن خسائره في التظاهرات والفعاليات السابقة.. فانفجر شجار عنيف بين حميد الأحمر وعبد الوهاب الآنسي جراء إصرار الأول على: أما مواصلة التصعيد ضد النظام وأما التعويض عن خسائره (وقد قدرها حميد في لقاء تلفزيوني بالمليارات)!
وفيما رضخ المشترك لخيار التصعيد، فإن حميد الأحمر باشر بعد الاجتماع بيومين التواصل مع كل من: توكل كرمان، ميزار الجنيد، عبد الله هذال، غسان أبو لحوم، رضوان مسعود، وفهد القرني وبدأ بتشكيل مجموعات عمل لتأجيج التظاهرات والاعتصامات.. وقد ساعد سقوط النظام المصري يوم 11/2/211م على استلهام الشعارات والتجارب واسقاطها على الساحة اليمنية.. لكن كل تلك الأحداث لم تكن تحضى بتفاعل شعبي يتجاوز القواعد التنظيمية لأحزاب اللقاء المشترك، رغم كل التعبئة التي جندتها قناتي "الجزيرة" و"سهيل" واللتان حرصا على تقديم حميد الأحمر ك"زعيم".. لذلك كان لابد من مجزرة 18 مارس لاستجداء عطف الساحة الشعبية ولتبرير انقلاب الجناح العسكري بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، حتى لو كان الثمن عشرات القتلى ومئات الجرحى..
الغريب أن من تم إلقاء القبض عليهم من قبل القائمين على ساحة التغيير بتهمة إطلاق النار تم تسليمهم للواء علي محسن بدلاً من الجهات الأمنية، ثم قامت قيادات حزب الاصلاح بالتوسط للافراج عن عدد منهم بينهم (فواز أحمد هادي) تم اطلاق سراحه من سجن الفرقة الاولى.. وهناك الكثير من الشبهات بشأن المجزرة سنأتي على ذكرها في تقارير لاحقة..!
• حميد الأحمر والحوثيون:
رغم أن حميد الأحمر استطاع بثروته الخرافية شراء كل شي- من أحزاب وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية- لكن ما زالت فرائصه ترتعد ذعراً من الحوثيين.. فعندما اشتعلت نيران الحرب السادسة في صعده فرّ حميد الأحمر مع كامل أفراد أسرته من منطقته "خمر"، وظل يتنقل بين جدة ودبي، دون أن يجرؤ على دخول محافظة عمران إلاّ بعد نهاية الحرب بقرابة ثلاثة أشهر ونصف..
ومن يومها وهو لا يتنقل داخل اليمن إلاّ برفقة موكب مؤلف من (14) طقماً من المسلحين، و(4) سيارات نوع "حبة"، وسيارتين صالون "مدرع"؛ بينما أقرب أفراد أسرة الرئيس صالح يتجول في الغالب بسيارته بمفرده، وأحياناً قليلة برفقة سيارة أخرى فقط.. ف"حميد" يفتقر للشجاعة، لذلك عندما سألته مذيعة "الجزيرة" ألا يخاف من العودة لليمن بعد كل شتائمه للرئيس، قال "قبيلتي- حاشد- وأخي صادق سيحموني"، ولم يقل أنه قادر على حماية نفسه.. بينما الرئيس صالح حين سُئل نفس السؤال من قناة "العربية" عن مدى خوفه لما بعد مغادرته السلطة، قال: "أنا أعرف كيف أحمي نفسي"..!
حميد الأحمر حاول مراراً التقرب من الحوثيين واسترضائهم لتأمين حياته أولاً، وثانياً لاستعادة الثقة السعودية بنفوذ آل الأحمر التي هزتها كثيراً حروب صعدة بعد فشل آل الأحمر وحلفاؤهم في وقف المدّ الحوثي. لكن الحوثيين صدوا وجوههم عن "حميد" بسبب أدوار آل الأحمر في اشعال كل الفتن التي شهدتها صعدة منذ المواجهة الأولى مع "حسين الحوثي".. غير أن قطر نجحت في منتصف فبراير الماضي في فتح قنوات التفاوض بين آل الأحمر والحوثيين، ما لبثت أن أسفرت في مطلع مارس الماضي عن إبرام اتفاق هدنة "مؤقت" بين حميد الأحمر والجماعات الحوثية التي مثلها "فارس مناع"- تاجر السلاح المعروف- من أجل تدعيم جهود الاطاحة بالرئيس صالح..
حميد الأحمر، الذي فشل في إكمال دراسة المرحلة الثانوية، فشل في كسب ثقة الانفصاليين رغم كل الملايين التي يدفعها لفصائلهم المختلفة، فشل أيضاً في كسب ثقة الحوثيين الذين يتربصون الدوائر لضم محافظة عمران بالكامل الى أقليم فيدرالي لمرحلة ما بعد الرئيس صالح مؤلف من صعدة وعمران والجوف وحجة..
• حميد الأحمر لا يعلم شيئاً
ويبدو أن "حميد" لم يسبق له قراءة الصحف والمواقع الالكترونية "غير الاصلاحية" إطلاقاً.. فثقافته الضحلة حولته إلى "دمية" بأيدي الاسلاميين يحركونها بالريموت كنترول ويحاصرونه دون أن يتيحوا له فرصة الاطلاع على شيء بنفسه.. فاليمنيون منشقون تجاه رحيل الرئيس صالح، لكنهم من صعده إلى المهرة مجمعون على شتم "حميد" بمختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتاتهم الفكرية والثقافية- بما فيها المنتديات التي يديرها حزب الاصلاح بصفات مستقلة..
حميد الأحمر، الذي لا يمر ذكره في مجلس إلاّ وتذكر الحاضرون مغامراته في مطاردة الفتيات في شوارع العاصمة، صعد على سلم النهب الجائر الى عالم المليارديرات، ثم تحول بفضل العصا السحرية للأخوان المسلمين إلى "قائد ثورة الشباب"، ليكون بذلك أول زعيم يمني يُسأل عمّا قدمه لوطنه من منجزات، فيرد بغباء: "أنا رئيس لجنة الأيتام في جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية"..!!
نبأ نيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.