اليوم .. كما هوا الحال من عقدين يصنف ( كاتب هذا المقال) علي إنه من ( أبواق النظام) وتطور الأمر خلال الفترة الأخيرة كما تطور اللقب فصرت من ( بلاطجة النظام) ..!! وحقا أجد في هذه ( الألقاب) بمثابة أوسمة شرف أعلقها علي صدري كما أجد في انتسابي لهذا النظام وأن بطريقة _المجاز_ شرفا أعتز به وأن كنت لا أدعيه بل نسب لي من قبل البعض علي خلفية مواقف لا أرى فيها تزلفا للنظام أو دفاعا عنه بل جل مواقفي كانت ولا تزل تعبر عن قناعتي الوطنية وحبا لوطني .. بيد أنني وفي خضم هذا الجدل المثير أعترف أن مزاعم انتمائي لنظام فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ قد تكون ( التهمة) التي أتشرف بها , لأنها تعني الانتماء لنظام قائد حكيم وزعيم بحجم الوطن والأمة بغض النظر عن رؤية الأخرين وقناعتهم بالقائد وبما أقوله عنه .. ففي المحصلة أنا أمام قائد عظيم وزعيم حكيم , حكم اليمن في ظروف استثنائية ,وحقق منجزات أكثر استثنائية , واستطاع أن يجعل المستحيل ممكنا ومتاحا , وحقق من المنجزات ما كانت تندرج في سياق الأماني المستحيلة العصية علي التحقيق .. لكنه فخامة الأخ / علي عبد الله صالح القائد الذي تسلم السلطة حين كان الكل يهرب منها رعبا وخوفا وفزعا , والقائد الذي وصل للحكم فيما البلاد خاوية علي عروشها , بلد مفلس تستجدي قوت يومها , وشعب متناثر في بلدان الاغتراب , ومدن تسمى مدن لكنها تنام قبل أن تغيب الشمس , ومرافق البنية التحتية شبه معدومة و(قطاع الطرق ) أكثر بألف مرة من ( الطرق) التي لم تكون تصلح غير لخطوات العسس في الليل البهيم والناس نيام , وكثيرا ما كان الناس وخاصة في الأرياف يصحون في الصباح عن ( قتل فلان) وخطف ( فلان) ومطاردة ( س) وتخويف (ص) من الناس , ناهيكم عن حكايات وقصص السرقات التي لم تسلم منها ( الأبقار والأغنام والمحاصيل الزراعية) بمعني أن الخوف كان هو السائد حين وصل فخامته للحكم في عام مجدب وفي بلد جل ما تنتجه ويسمع به العالم هو (الموت) ..!! في ظل هكذا أجواء ومناخ وطني جاءا فخامة الأخ الرئيس وتسلم الحكم في بلد الشعار السائد فيه ( كلمن أيدوا له) اي الشاطر من حكم نفسه وحفظ أهله وصان ممتلكاته , الدولة لم تكون دولة سوى في المسمى _المجازي_ المتعارف عليه .. لم يحمل فخامته ( كفنه) علي كتفه وحسب بل حمل في عقله ووجدانه مشروعا حضاريا وطنيا وقوميا , وحمل أحلام كبيرة لأمجاد عظيمة , لم يتردد في السير نحوها منذ الوهلة الأولى حين ربط تسلم مهامه بإجراء ( دستوري) في لحظة لم يكون حراس الدستور يكترثون بما أوكل إليهم من مهام دستورية , فاللحظة كانت استثنائية ولا تحتاج لإجراءات دستورية بقدر ما تحتاج لمن يلملم جراحات وطن ويجمع أشلاء شعب تتأثر أحلامه وامانيه علي امتداد الخارطة الوطنية , أحلام لم يكون هناك ثمة مكان في الذاكرة للتفكير بها , فبرز الحلم الكبير لدى كل مواطن وهو الأمن وأن ينام في منزله ويصحوا وهو بخير وأسرته وأمواله وممتلكاته .. وحده فخامة الأخ الرئيس من قلب المعادلة رأسا علي عقب وانطلق ينسج مع خيوط الفجر الوطني الجديد الذي أشرق علي يديه بيارق الهوية والانتماء والأحلام الكبيرة والأهداف .. خاض مسار حافل بالعقد والتعقيدات والعوائق فكانت إرادته أكبر من كل العوائق والصعاب وتصميمه الوطني تجاوز عوائق وتعقيدات الواقع بشقيه ( الذاتي والموضوعي ) . كان ( الحوار) هو عنوان وهوية القائد والحكمة ضالته , والتسامح سلوكه , كانت يده (البيضاء) ولا تزل ممدودة لكل الوطن وأبنائه بمختلف طبقاتهم وانتماءهم السياسي والفكري والعقائدي , فراح بحكمة الواثق المقتدر والقائد الحالم بمجد وطن وتقدم شعب يفتح أفاق التطور والتنمية والنمو أمام اليمن الأرض والإنسان , فجمع حوله كل الأطياف ومعهم انطلق يحصن المسار ويعيد الاعتبار لهوية شعب وأحلام وطن , ومن محطة إلي أخرى اطلقت عجلة التطور تمخر عباب الزمن وتسجل اروع الصور والمشاهد عن رحلة شعب خلف قائد حكيم أنجزا أعظم المنجزات وحقق اقدس وأنبل الأهداف وأقدسها , فكانت التنمية والتحولات وكان العمران والبناء وكان (السد ) و( النفط) وكانت السيادة والاستقرار والتقدم الاجتماعي , ثم توسعت أحلام وأماني القائد لينصب جل فكره علي عودة ( الوحدة) بين الشعب الواحد , شعب ولدا موحدا وعاش موحدا فمزقته مصالح (الكهانة والمستبدين) حتى وصل الحال به أن اصبح يرى العودة لحاله الطبيعي ظربا من مستحيل , لكن علي عبد الله صالح لم يخذل شعبه ولم يتردد في السعي لجعل المستحيل ممكنا فكانت (الوحدة اليمنية) بكل ما حملت من القيم والمفاهيم الحضارية ابرزها الديمقراطية والحقوق والحريات , حدث هذا في واحدة من أكثر ومضات التاريخ إثارة للجدل قوميا ودوليا , لكن القائد ذهب ينسج أحلام شعب وإرادة وطن ويعبر عن تطلعاتهما من خلال مواقفه التي كانت ولا تزل عنوان تقديرنا ومثار اعجابنا بحكمة قائد سحر الناس بحبه وتسامحه , وأذهلهم بقدرته علي تجاوز الصعاب وتذليل التحديات وتجاوز كل عائق مهما كان عصيا .. هذا القائد وعلي هدى من سيرته ومسيرته ومنجزاته ماذا يستحق منا غير أن نحنى له الهامات وهذا الفعل لا يقوم به غير عشاق وطن والحالمين بمجد شعب عانى كثيرا من صنوف القهر والتخلف والاستبداد من عتاولة الساسة ورموز الاقطاعيات المتعددة وهي اقطاعيات يصعب تعريفها كإقطاعيات تقليدية لكنها اقطاعيات ( طفيلية ) فيها من رموز التخلف ما يكفي لتجهيل ( العالم ) وإعادة اليابانيين إلي العصور البدائية الأولى ..؟؟ هذه القوى هي اليوم من تقف في وجه النظام وترفع شعارات لا تعبر عن رغبة وإرادة شعب بل تجسد رغبة قوى الإقطاع ( الطفيلي) ورموزه وأن كانوا يرتدون (ربطة العنق ) أو يتحدثون بلغة ( الديالكتيك) أو يتعاملون مع المخرجات الحضارية والتقنية للقرن ال(21) ..!!؟ لهذا أقول صادقا يكفي فخامة الأخ / علي عبد الله صالح شرفا وفخرا وهذا ما سوف يسجله التاريخ له ولعهده الزاهر انه كان وراء (شجاعة) هؤلاء الذين ينادوا ( بسقوط نظامه) وهو من أوصل اليمن إلي هذه المرحلة الحضارية , وجعل فيها ( ستة مليون طالب ) يرتادون مدارس الجمهورية ومعاهدها وجامعاتها ومراكزها التعليمية , يكفي فخامة الأخ الرئيس فخرا أنه وراء هذه التحولات العمرانية الهائلة التي بلغتها اليمن خلال سنوات حكمه المشرقة بكل اطياف الخير المبين , بل يكفي انه لم يصنع مجد وطن ويعمره , بل صنع ( معارضيه) ومكنهم من ان يمارسوا الحرية والديمقراطية كاسرا حاجز خوفهم وقد حقق هذا قبل ان يفكر العالم بقيمة حضارية أسمها الديمقراطية , التي رغم كل عيوب وتجاوزات ممارساتها لم يقول هذا القائد يوما بحجبها أو التقليل منها او الانتقاص من قيمها بل قال واثقا ( يجب معالجة أمراض الديمقراطية وعيوبها بمزيد من الديمقراطية ) هذا هو القائد والزعيم الحكيم فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ الذي علمنا ابجدية النظام والقانون ورعى تجربتنا وعمل علي تنميتها بوعي وحكمة وتقبل كل سهام النقد الحاقد بقلب واسع وعقل حكيم ورؤية ثاقبة .. اليوم وهو يواجه هذه الحملة ومن , من ..؟ من عتاولة (الفساد والجهل والتخلف والعصبية القبلية والمناطقية والقروية ) ويواجه تخرصات من أصحاب الماضي الكهنوتي والمتخلف ومن الرموز الإقطاعية التي تنصب نفسها وصية علي (الله) والوطن والشعب , كل هؤلاء يستدفون بسهامهم الحاقدة ظهر فخامة الأخ الرئيس ولكنه لن يتخلى عن شعب التف حوله ساندا وملهما ومؤيدا ورافضا كل اشكال وطرق وحيل الانقلابات التي يستخدمها طابور الضعفاء والمنتفعين الباحثين عن ذاتهم وأن علي انقاض الوطن والشعب ,ولأنه صانع الديمقراطية ومؤسس دولة اليمن الحديث , دولة المؤسسات والشرعية الدستورية, فأن هناك شعب ايضا يلتف حوله ويحرس هذه الشرعية التي هي ملك كل الشعب وقد توافق عليها منذ سنوات ولم يعود بقدرة اي طرف ومهما كان التحايل عليها أو مصادرة هذا الحق الشعبي الذي لن يطاله أحد طالما وهذا الشعب يعي جيدا خيوط المؤامرة الانقلابية القذرة لطابور المتآمرين أيا كانوا ومهما كانوا .وأن طريق الشرعية الدستورية هي الطريق الأمن للجميع فليمروا عبرها ..ختاما أود ان ألفت عناية كل من قد يأخذ علي موقفي مع النظام بأن أعده وعد الرجال الأوفياء أني سأتحول إلي خندق ( المعارضة ) ولكن حين يترك فخامة الأخ الرئيس السلطة لمن يختاره الشعب لا لمن تفرضه طاولات الحوارات أو يأتي عن طريق الوساطات ( الإقليمية والدولية ) واي شرف يمكن أن تأتي لمن يتسلم السلطة بالواسطة أو عن طريق الضغط واستغلال الفرص .. طه العامري [email protected]