كان يمكن ان لا نصل إلى هذا المدى من العبث والفوضى لو لم تكن هناك جهات "خارجية" لم تعد مخفية على أحد هي من تحرك خيوط المؤامرة التي تواجهها بلادنا بكل مقوماتها وقدراتها وإمكانياتها ومكاسبها الوطنية والحضارية.. هذه المؤامرة التي يتصدر واجهتها "جهال الأحمر" ومعهم شلة من رموز الفساد والفوضى وأصحاب المصالح النفعية الضيقة ممن كانوا في واجهة المسؤولية حتى وقت قبل ان تجد نافذة للارتهان وتولج منها لتصبح محل حظوة وترحيب ورهان أطراف خارجية بائسة فقدت بريقها فتعمدت توظيف الظواهر الاجتماعية والسياسية للشعوب لتنفذ منها كقوى استعمارية جديدة تحمل جسور تواصلها للداخل الوطني، قوى تم تجميع مكوناتها من مختلف الأطياف المتناقضة سياسياً وثقافياً وحزبياً وأيديولوجياً وعقائدياً كحال ما يسمى ب"المشترك" أو ما يسمى ب"لجنة حميد وشعلان وصخر وزيد". بيد ان تداعيات الراهن الوطني بكل تبعاتها تجسد حقيقة ارتهان هذه المسميات برموزها لجهات خارجية تتطلع بكثير من الحماس لتصفية حساباتها مع اليمن الأرض والإنسان والنظام والقيادة والقائد والمكاسب والتحولات الحضارية الوطنية التي حققها شعبنا على مدى سنوات تحولاته الثورية والتي قضى النسبة الأكبر منها في لملمة واقع نخرت فيه قوى العبث السياسي والمراهقة الأيديولوجية والفكرية وغطرسة القوى النفعية الجاهلة في المكون المجتمعي المتمترسة خلف جدار العصبية القبلية وحين يصبح رموز الجهل والتخلف والمتناقضات في واجهة الحدث اليومي نعلم ان في الأمر "خيانة" وان المؤامرة بلغت ذروتها وهذا ما نشاهد تفاصيله على الواقع الراهن ونتابع صداه في ردود الأفعال الخارجية التي تنظر لمصالحها دون اعتبار لمعطيات الواقع وشرعية ظواهره. بيد ان المؤسف ان نجد قوى وطنية محسوبة على هذا الوطن وعلى هذا الشعب وكانت حتى وقت قريب تدعي – مجازاً – الولاء والانتماء لهذا الوطن والشعب لكنها بدت مؤخراً وكأنها غريبة عن هذا الشعب بل غدت هذه القوى الحزبية بمثابة وبالاً كارثياً على أمن واستقرار وسيادة الوطن والشعب ومنجزاتهما وتحولاتهما الحضارية والوطنية من خلال هذا الدور التآمري القذر الذي تقوم به فعاليات محسوبة على الوطن لكنها وبدافع ذاتي وكيدي تعمل من خلال الاستقواء بالخارج وتتخذ من بعض الجهات الخارجية ساندا وداعماً لها وهذا الخارج لم ولن يخدم هذه القوى لوجه الله بل تنفيذا لمخططاته الاستعمارية، لقد كانت بعض الرموز العراقية يضرب بمواقفها الامثال على خلفية ارتهانها للخارج وتآمرها على تدمير بلادها بل ومشاركتها في هذا التدمير الذي أعاد العراق للعصور الوسطى وقوبلت هذه القوى بازدراء كل الشرفاء في الوطن العربي والعالم ولم نكن نتصور ان الاقدار تخبئ لنا ما هو أسوأ من تصرفات بعض الرموز العراقية بل ان هذه الرموز العراقية تعد اليوم ومقارنة بمواقف البعض في اليمن وفي العديد من دول المنطقة، أقول تحسب مواقف الرموز العراقية ب"الوطنية" والمقبولة لقاء ما يقوم به مثلاً رموز في "اللقاء المشترك" أو "لجنة حميد" أو ما يقوم به "جهال الأحمر" من تصرفات تسيء للوطن والشعب بل ان في بيان الزنداني المزعوم ما يجب محاكمة صاحبه عليه وعلى ما ورد فيه من تهم أقلها التشكيك بنزاهة شعب وقناعته ومواقفه ومن يملك مثل هذا الحق وبأي حق غير العملاء الذين يرتبون مكانتهم في الخارج على حساب علاقتهم الداخلية. أحزاب اللقاء المشترك بما فيهم "جهال الشيخ" والزنداني ورموز الفساد الذين تساقطوا وتكشفت عنهم أقنعة الزيف كل هؤلاء لم يعد خافياً ارتهانهم خاصة حين رفضوا ان يحتكموا للشعب بل وسخروا من شعبهم وتمسكوا بشرعية الارتهان والاستقواء وصناعة الفتنة والفوضى وبث كل المكاره في أوساط المجتمع بما في ذلك اللجوء للعنف والقتل والتقطع والانتصار بحملة إعلامية منظمة وحماسية وموجهة وممنهجة ومبرمجة، وهذه الحملة التي تستهدف بلادنا ومكاسبنا لم تكن وليدة الصدفة بل هي معدة سلفاً وبعناية وبأهداف واضحة وغير مستورة وان حاول أصحابها التواري بسوءاتهم لكن يظل موقفهم في تجاوز الإرادة الشعبية غير قابل للتبرير إلا باعتبارهم أداة من أدوات محاور خارجية اقليمية ودولية ناهيكم عن ارتباط هؤلاء بسلسلة متنوعة من الأجهزة لدرجة ان مهمة المدعو "باسندوة" هي مهمة الاشراف على تقسيم اليمن عبر ما يسمى علناً بخيار "الفيدرالية" وهو الخيار "الطعم" الذي سيبدأ فيه باسندوة مهمته التي وفق المخطط سيتم الاختلاف عليها ثم يصبح خيار التقسيم هو المطلب القابل للحوار وهذا ما بموجبه تم التوافق بين حميد ورموز الحراك برعاية قطرية فيما مهمة التوفيق والتنفيذ والاشراف أوكلت للباسندوة الخبير في مثل هذه المؤامرات والمخلص لجهاز المخابرات البريطاني بل والذي يتفاخر بالانتماء اليه والرجل غير مجهول فهو صديق "الاصنج" وقريبه وبينهما علاقات نسب وإن كان الاصنج قد غادر البلاد بعد فضيحة مدوية نسفت كل تاريخه فرحل غير مأسوف عليه يجر أذيال الخيبة والعار والخزي والذل المبين الذي لن يمحى من ذاكرة الوطن والمواطن، وقدر رفيق دربه باسندوة ربما الاقتداء برفيق رحلته التآمرية الممتدة من المهد إلى اللحد في واحدة من أكثر صنوف الخيانات المعتقة. المشترك بكل مكوناته اتخذ من منهجية الاستقواء بالخارج عصا يتكئ عليها ليطوع الإرادة الوطنية الشعبية والرسمية لخياراته وبما يحقق أهدافه وطموحاته وهذا هو الفعل المستحيل الذي لن يتحقق بل سقط المشترك وزبانيته ومن لف لفهم وافتضح أمرهم وانكشف أمام شعب عصي على المؤامرات ولن يفرط بمكاسبه الحضارية مهما كانت العوائق والتحديات. وإن كانت ترويكا المشترك أو ترويكا "الشرك" بالوطن والشعب قد توهمت ان ضالتها في بعض المسميات العسكرية والقبلية وعليها راهنت هذه الأحزاب بتوجيه ورعاية أطراف وجهات خارجية ترعى وتمول وتشرف على سيناريو المؤامرة القذرة والحقيرة، وتذهب هذه القوى الخارجية الإقليمية منها وبمعية ترويكا التآمر الداخلي وعبر وسائط إعلامها حد تضليل العالم وقلب الحقائق وتزوير الأحداث فإن هذا أيضاً لا يؤثر على إرادة شعبنا وقدرته في احتواء ترويكا الأزمات والاقتصاص منها من خلال فضح هذه الترويكا وتعرية مواقفها وكشف حقيقتها لشعبنا الذي غدا اليوم أكثر من أي وقت مضى يعرف جيداً حقيقة هؤلاء المتزلفين بالوطن والوطنية الذين لم يترددوا في بيع وطنهم وشعبهم في أسواق النخاسة بل وذهب هؤلاء مدى أكبر بكثير من ذاك الذي سبق ان ذهب فيه غيرهم من مدمني العمالة والارتهان في اليمن وخارجها. والملاحظ ان الجرائم التي ترتكب اليوم بحق الوطن والمواطن من قبل عصابة "جهال المشترك" وبدعم ومساندة المشترك إنما يدل على حقيقة المؤامرة والتآمر وعلى حقيقة استهداف الوطن والشعب ويتوهم كل من هؤلاء ان بالامكان قهر الإرادة اليمنية وان من خلال الزج بمحاور دولية لتبني مواقف المتآمرين وبطريقة سافرة فهذا يدل دلالة قطعية على حقيقة المؤامرة وحقيقة استقواء هذه الفعاليات بالخارج وهذا لن يغفره شعبنا الذي لن تسيره تعليمات زعماء العالم ولا تعنيه محاور النفوذ فنحن شعب نعتز بسيادتنا واستقلال قرارنا الوطني وتربطنا بالعالم علاقة مودة واحترام وصداقة فإن تحول هذا العالم عن مسار فهمه لهذه العلاقة فهذا الأمر يعنيه هو ولكننا لسنا على استعداد لنكون مجرد اقطاعية لهذا الزعيم الخارجي أو ذاك أياً كان ومهما كان وهذا ما يجب ان يستوعبه "ساركوزي وأوباما" وكل من يحاول الحديث عن بلادنا عليه ان يدرك انه يتحدث عن شعب جذوره التاريخية وحكمته تتجاوز تاريخ العالم بأسره وله من الحضارة ما يكفي لكي يدير شؤونه بعيدا عن محاور النفوذ والهيمنة الاستعمارية ناهيكم ان اليمن بكل ما تعانيه تحرج العالم الذي يدعي التحضر والديمقراطية ورعاية حرية الرأي والتعبير والمناخات الديمقراطية في المنطقة ومن العيب وهذه المحاور تغزو ليبيا بعد العراق وتشجع الفوضى في أكثر من منطقة باسم الديمقراطية ان تعمل في اليمن على وأد الديمقراطية وتشجيع أعداء الديمقراطية على القضاء على واحدة من أرقى التجارب الديمقراطية في المنطقة الأمر الذي يدل على نوايا استعمارية تكنها هذه المحاور النافذة لدول وأنظمة وشعوب المنطقة بهدف اعادة استعمار وتقسيم دول المنطقة وتجزئتها وبما يخدم مخطط هذه الدول الاستعمارية وبمساعدة من بعض الخونة هنا وهناك ممن أدمنوا الخيانة والعمالة والارتهان مثل أحزاب التآمر المشترك ولجنة العمالة والارتهان وشلة الخيانة الفاسدة التي ترابط في جحورها مرعوبة من اقتصاص الشعب وغضبه وهذا ما سوف يتحقق وفي القريب العاجل.. للموضوع صلة.