كم يبدو عبدالرحمن بافضل مثيراً للشفقة كلما ظهر على شاشات الفضائيات لإلقاء تصريحات مدفوعة الأجر أو محاضرات هنا او هناك.. فلا يكاد ينتقل الى الفقرة الثانية حتى يناقض الأولى أو يذهب في إحدى جمله إلى أبعد من الخيال، ولا بأس أن يقسم يميناً مغلظة كي يصدقه الآخرون. منذ عدة أيام والبرلماني المخضرم- رئيس كتلة المشترك البرلمانية عبدالرحمن بافضل ضيف على دولة قطر المشهورة بكرم ضيافة المعارضين للأنظمة العربية، ورغم أن بافضل ذهب إلى قطر بحجة تمضية فترة نقاهة بعيداً عن الأجواء المتأزمة في اليمن إلا أنه منذ وصوله الى الدوحة فوجئ بجدول أعمال “مزحوم”، فأمضى أيامه متنقلاً بين جامعة وفندق 7 نجوم والقصر وقناة “الجزيرة”، لعمل لقاءات أو تصريحات أو إلقاء محاضرات، وكلها طبعا ضد علي عبدالله صالح “والساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب” على قول الكوميدي عادل إمام. في إحدى محاضراته التي أجراها بالدوحة وبثت على “الجزيرة مباشر” امتدح بافضل قطر وحكومتها وقناتها كثيراً، كما كان يفعل الشعراء في حضرة الأمير بقديم الزمان.. ووصل به الأمر الى درجة القول إن قطر تنفذ أمر الله في الوطن العربي.. مؤكداً أن “الله سخر قطر وقناة “الجزيرة” لتثوير الشعوب العربية ضد أنظمتها”، ولم يكد بافضل يكمل جملته حتى ضجت نصف القاعة بالضحك، ولإذهاب الحرج عنه صفقوا له جميعا، فابتسم صاحبنا بسذاجة دون أن يعي سخرية الحاضرين منه. وحتى لا نظلم عبدالرحمن بافضل فقد يكون لا يقصد دولة قطر التي انشقت عن السعودية وانقلب حاكمها على أبيه وشرده خارج البلاد، وقد يكون لا يقصد قطر من أصبحت أشهر من نار على علم في علاقتها القوية بمن دنسوا الأقصى وارتكبوا المجازر والمذابح بحق أشقائنا الفلسطينيين.. وليست قطر من تحتضن قاعدة “العيديد” الأمريكية التي طحنت بطائراتها وصواريخها وقنابلها العنقودية والمحرمة دوليا أطفال ونساء وشعب العراق.. وليست قطر من زودت الطائرات الإسرائيلية بالفسفور الأبيض أثناء اجتياح لبنان.. قد ربما ليست هذه قطر التي قصدها بافضل.. فلا شيء فيها يؤهلها لتكون القائم بأعمال الله في الأرض.. وقد يكون قصد دولة أفلاطون “الفاضلة” وتمنى أن يكون اسمها “قطر”.. نخشى أن تطول ضيافة بافضل أو أن يزيد المضيف من إغداقه بكرم الضيافة فيعود إلينا ويدعي أنه نبي هذه الأمة بأمر من الإله “حمد”!!.. نسأل الله أن يجيرنا من إغراءات الدولار والريال القطري..