من المؤسف والمؤلم أن تقابل التضحيات السخية والكبيرة التي يقدمها الأفذاذ من أبطال القوات المسلحة والأمن في الملحمة التي يخوضونها في مواجهة عناصر التطرف والإرهاب بجحود وتشكيك بعض القوى السياسية والحزبية في المعارضة ومن لف لفها والتقت مصالحه معها، حيث وأن من يلجأون إلى هذا الأسلوب بهدف تقديم صورة مغلوطة وخاطئة عن حقيقة التحدي الإرهابي الذي يستهدف اليمن والتقليل من شأن هذا التحدي لاعتقادهم أن العالم إذا ما وقف على الوقائع كما هي وكذا النجاحات التي يحققها اليمن في معركته مع الإرهاب فإن ذلك سيصب في خدمة النظام السياسي القائم وسيكسبه المزيد من الثناء والتقدير العالمي، وهو ما يتعارض مع أهداف وتوجهات تلك القوى السياسية والحزبية التي صار لديها الاستعداد لعمل أي شيء من أجل طمس أية إيجابية تحسب لصالح اليمن ونظامه السياسي حتى ولو أدى الأمر إلى إنكار أن هناك عناصر إرهابية تتواجد في اليمن. ووفقاً لهذا المنطق الذي يعتسف الحقائق ويسعى للتغطية عليها بغرابيل الزيف والتضليل والخداع فإن أخطر ما في الأزمة التي يشهدها الوطن في المرحلة الراهنة هي أن تصل حمى الانتهازية إلى ذلك الحد الذي يجعل قوى سياسية وحزبية لا ترى في العلاقة مع الآخر سوى ذلك النوع من الخصومة والفجور السياسي الذي يغلب عليه طابع الكيد والمناكفة والاستهداف المشوه. ويتضاعف هذا الخطر حينما تسقط معايير التمييز بين الخلاف مع الآخر والخلاف مع الوطن بل أنه ومن رحم هذا الخلط الفج تولد العديد من السلوكيات والمفاهيم والتصورات المتطرفة التي تتحرك على قاعدة "عليَّ وعلى أعدائي يارب". ومن هذه القاعدة تتمدد لدى البعض نزعة الشر وعلى النحو الذي يرى فيه أن "الغاية تبرر الوسيلة" وطالما أن الغاية هي التبرير فليس هناك ما يحول دون هدم المعبد على رؤوس الجميع. وما يلفت الانتباه أن هذه القوى السياسية والحزبية التي حاولت عند بدء المواجهات الأخيرة بين أبطال القوات المسلحة والأمن وعناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة في زنجبار وجعار وجبل حطاط في محافظة أبين التشكيك في تلك المواجهات وإنكار حدوثها، تتراجع اليوم عن ذلك الطرح باعترافها بأن القوات المسلحة والأمن تخوض حرباً شرسة ضد تنظيم القاعدة إلاّ أنها تبدو أكثر خجلاً إذا ما تحدثت عن وقائع المشهد والانتصارات العظيمة التي حققها أبطال القوات المسلحة والأمن في ضرب أوكار الإرهاب ودك حصونه والقضاء على عدد من عناصره الإجرامية التي باعت نفسها للشيطان وانقلبت على شرع الله وامتهنت أعمال القتل والتدمير وسفك دماء الأبرياء، بل أن هذه القوى يصيبها الغيظ أمام أي انتصار على هذا الصعيد، وآخر الشواهد على ذلك انبراء البعض إلى التقليل من حجم الإنجاز الذي أحرزه أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل بإحباطهم يوم أمس الأول مخططاً إرهابياً كان يستهدف منشآت حيوية واقتصادية وذلك بضبط 6 من عناصر هذه الخلية الإرهابية تم القبض عليهم وبحوزتهم بطاريات تفجير وأجهزة لاسلكي كانت ستستخدم في هذا المخطط القذر، وهو النجاح الذي جاء متلازماً مع تمكن أبطال القوات المسلحة والأمن من ضرب أحد أوكار الإرهاب في وادي دوفس بأبين مما أدى إلى مقتل خمسة من عناصر الإرهاب. وبصرف النظر عن موقف أولئك الذين لا يهمهم سوى أنفسهم يكفي أبناء القوات المسلحة والأمن الأشاوس تلك المكانة الرفيعة والعالية التي يتصدرونها في قلوب أبناء شعبهم وما يحظون به من تقدير واعتزاز من قبل القيادة السياسية وبما يجعل من هذه المؤسسة التي ينتمون إليها حصن الوطن الحصين والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس والمخططات التي تسعى إلى توريث هذا الوطن الخراب والدمار والفرقة والتمزق والفوضى. وستظل هذه المؤسسة كما هو عهدنا بها وفية لمبادئ الثورة والنظام الجمهوري والمنجزات التي حققها شعبنا في ظل وحدته المباركة ونهجه الديمقراطي ومسيرته التنموية ولن تسمح لأي عابث أو مفسد أو مخرب أو إرهابي بالمساس بأمن واستقرار هذا الوطن والنيل من مقدراته وسلمه الاجتماعي وثوابته الوطنية وتطلعات أبنائه في التقدم والتطور والنماء، وستبقى تحقق الانتصارات تلو الانتصارات غير عابئة بجحود الجاحدين ونكرانهم لأن الحقيقة كالشمس التي لا يمكن حجبها بمنخل. افتتاحية/صحيفة الثورة اليمنية