يتميز منتخب جنوب أفريقيا بسيرة ايجابية على نحو عام ، ستساعده على المنافسة في كاس القارات التي ستقام على أرضه .. وعلى الرغم من أن تأريخه ومشاركاته مميزة وايجابية في الكثير من المناسبات ، فإنه يبدو من ناحية أخرى متذبذبا في أدائه داخل الملعب ، إذ تراه يوما متميزا ليقف في طليعة المنتخبات الأفريقية وأحيانا يكون بلا نكهة أو طعم. ولو فتشنا في تاريخ هذا المنتخب وكيف نشأ هو واتحاده الذي تأسس رسميا وعلى نحو معترف به عام 1991 ، لوجدنا أنه اتحاد حديث العهد ، لكن هذه ليست الحقيقة الكاملة ، فجذور هذا الاتحاد تعود إلى سبعين سنة مضت ، وأي تتبع لهذه الجذور يوصلنا إلى اللحظة التي أنشيء فيها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سنة 1957 حيث اتفقت كل من مصر والسودان وجنوب إفريقيا في الخرطوم عاصمة السودان على إقامة بطولة تجمع هذه المنتخبات الثلاثة ، لكن تعدد الأعراق والأديان والألوان في البطولة أمر رفضته جمهورية جنوب إفريقيا ذات الطابع العنصري في ذلك الحين واضطرت إلى الانسحاب من البطولة بسبب قوانين البطولة التي تسمح للبيض والسود باللعب معا دون تميز. وتبعا لذلك ، حظر الفيفا والكاف مشاركة جنوب إفريقيا في تصفيات كاس العالم وكاس الأمم الإفريقية بسبب التميز العرقي والديني واللوني الذي اتبع في وقتها إضافة إلى محاولة الحكومة المحلية إقناع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بإتباع منهج العنصرية وعدم السماح للسود بالمشاركة في كاس الأمم الإفريقية هذه المحاولات أدت إلى وضع جنوب إفريقيا في زاوية محصورة وحرمانها من المشاركات الدولية. عودة إلى الفضاء الخارجي ومنذ وصول نيلسون مانديلا حامل جائزة نوبل للسلام ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق الذي يعتبر واحد من أهم المناضلين ضد سياسة التميز العنصري التي كانت متبعة في النظام السابق الذي كان يحكم جنوب إفريقيا ، بدأت البلاد في العودة إلى الفضاء الخارجي وكانت مشاركات المنتخب الإفريقي ضعيفة منذ البداية ، لكن بعد سنوات من المشاركات الخارجية الودية وغيرها توجت بطلا لقارة إفريقيا عام 1996 بعد أن مثل جنوب أفريقيا منتخب يضم البيض والسود في آن واحد حتى أنها تأهلت إلى كاس العالم مرتين .. الأولى كانت في فرنسا عام 1998 إذ وقعت جنوب إفريقيا في مجموعة مع السعودية وفرنسا والدنمارك وتعادلت مع السعودية والدنمارك وهُزمت من فرنسا بثلاثية نظيفة وبعدها ودعت البطولة من الدور الأول. أما الثانية فكانت في كوريا واليابان عام 2002 وكانت مشاركة المنتخب في هذه البطولة أفضل من البطولة التي سبقتها نسبيا إذ وقع في مجموعة تضم الباراغواي وسلوفينياواسبانيا وتمكن من الفوز على سلوفينيا والتعادل مع الباراجواي لكنه خسر أمام اسبانيا وخرج من الدور الأول بفارق الأهداف عن الباراغواي. لقب أفريقي وحيد أما عن مشاركاته الإفريقية فكانت سبع مرات في تمهيديات كأس أمم القارة ، لكن المشاركة الأهم كانت في عام 1996 الذي تمكن فيها من أن يكون بطلاً للقارة السمراء لأول مرة في تاريخه. وبعد نجاحه في الفوز بكاس الأمم الإفريقية شارك في بطولة القارات عام 1997 والتي أقيمت في السعودية بصفته بطلا لإفريقيا لكن مشاركته لم تكن تلبي الطموح فقد خرج من الدور الأول بعد أن تعادل مع التشيك وخسر من الاراغواي والإمارات. اليوم منتخب جنوب إفريقيا على موعد مع واحدة من أهم البطولات في العالم إذ سيشارك بصفته مستضيفا لهذه البطولة التي تشارك فيها منتخبات على مستوى عال وذات شهرة واسعة. وبما انه يملك أقوى مفتاح كروي فعال ، حيث تقام البطولة على أرضه ، فهذه نقطة تحسب لصالحه وهي وحدها تساعده على تطوير أدائه وبذل المزيد من الجهد من اجل أن يُفرح الجماهير التي ستحضر الملعب وتؤازره .. ولحسن حظه فإن هذه الميزة تقف إلى جانبه و ينفرد بها عن باقي المنتخبات إذن لابد أن يستثمرها حتى تساعده لنيل اللقب أو حتى المنافسة على المراكز المتقدمة. فرصة متاحة للتنافس وينافس منتخب جنوب إفريقيا في المجموعة الأولى بجانب كل من العراق "بطل آسيا" واسبانيا"بطلة أوربا" ونيوزلندا" بطلة اوقيانوسيا" وسوف يفتتح البطولة في مباراة ضد العراق في الرابع عشر من هذا الشهر والمباراة الافتتاحية سوف تفصل الخيط الأسود عن الأبيض وستحدد مصير المنتخبين وتظهر ملامح المنتخب في هذه البطولة والتي هي مجهولة حتى هذه اللحظة. وإذا قارنا المجموعة الأولى بالثانية ، فمن المؤكد أن الأولى ستكون الأفضل والأسهل بالنسبة لمنتخب جنوب أفريقيا .. وعلى الرغم من أن كرة القدم لا تتعامل مع التوقعات والتخمينات إلا أن المنطق يقول إن من السهل أن ينافس في هذه المجموعة وذلك لتقارب المستويات بين منتخب العراق ونيوزلندا ومنتخب جنوب أفريقيا من جهة أما المنتخب الاسباني فهو الطرف الأكبر في هذه المجموعة وهو مرشح للفوز بهذه البطولة ككل ، لكن لا ضمان في كرة القدم وبالتحديد في البطولات الكبيرة. أحلام المدرب سانتا البرازيلي جويل سانتا ويشرف على تدريب منتخب جنوب أفريقيا البرازيلي جويل سانتا الذي عين خلفا لمواطنه البرازيلي كارلوس البرتو بريرا الذي استقال من منصبه كمدرب لمنتخب جنوب إفريقيا لأسباب وصفها بالشخصية لكنه مستمر حاليا مع اتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم كمستشار فني وهو الذي أشار إلى التعاقد مع جويل سانتا. وجويل سانتا من مواليد 1948 ريو دي جانيرو في البرازيل وتمكن من الفوز في الدوري البرازيلي مرة واحدة فقط مع فاسكو دا غاما عام 2000 ويملك المدرب البرازيلي خبرة دولية محدودة جدا بعد أن درب بعض الأندية في السعودية والإمارات واليابان لكنه لم يدرب أي منتخب وطني عدا جنوب إفريقيا الذي يشرف عليه حاليا. ودرب سانتا مجموعة من الأندية البرازيلية مثل بوتافوغو احد أشهر أندية مقاطعة ريو دي جانيرو إضافة إلى أندية باهيا وفيتوريا وكورنثيانز وجواراني وانترناسيونال وبرازيلينسي. مركز متوسط في التصنيف ومنتخب جنوب إفريقيا يحتل حاليا المركز الثامن والسبعين في تصنيف الفيفا الأخير ولو قلبنا في صفحات ترتيب هذا المنتخب وجدنا إن أدنى مرتبة وصل إليها هي 109 في عام1993 أما أفضل مرتبة كانت 16 في عام 1996 أي بعد أن تمكن من الفوز بكاس الأمم الأفريقية. أما عن تشكيلة منتخب جنوب إفريقيا فقد أعلن مدربهم البرازيلي القائمة الأولية وكانت: في حراسة المرمى: بريان بالوي (ماميولدي صن داونز) وإيتوميلينج كوني (كايزر تشيفز) وموينيب جوزيفس (أورلاندو بايرتس) وروين فيرنانديز (أرمينيا بيلفيلد الألماني). وفي الدفاع: ماثيو بوث وسيبونيسو جاكسا (ماميولدي صن داونز) ومورجان جولد (سوبر سبورت يونايتد) وتسيبو مازيليلا (ماكابي حيفا الصهيوني) وأرون موكوينا (بلاكبيرن روفرز الإنجليزي) ونصيف موريس (ريكرياتيفو هويلفا الأسباني) وبرايس مون (باناثينايكوس اليوناني) ولوكاس توالا (أورلاندو بايرتس) وبونجاني كومالو (سوبر سبورت يونايتد). وفي الوسط: لانس ديفيدز (سوبر سبورت يونايتد) وكاجيشو ديكاجوي (جولدن أروز) وتيكو موديزي وإنوسنت ميدليدل (أورلاندو بايرتس) ومازيلو مودوبي (ويسترلو البلجيكي) وماكبث سيبايا (روبن كازان الروسي) وسيفوي تشابالالا (كايزر تشيفز) وبينسون ملونجو (أورلاندو بايرتس) وسربرايز موريري (ماميولدي صن داونز) وإلريو فان هيردين (بروج البلجيكي). وفي الهجوم: برنارد باركر (النجم الأحمر الصربي) وكاتليجو مفيلا (ماميولدي صن داونز) وثيمبينكوزي فانتين (ماكابي حيفا الصهيوني) ومابوتي كينزايا (أياكس كيب تاون) وكاتليجو ماشيجو (أورلاندو بايرتس). ضجة .. والسبب ماكارثي! جماهير ترفع علم جنوب أفريقيا وابرز الغائبين عن التشكيلة المخضرم بيني ماكارثي هداف بلاكبيرن روفرز الانكليزي بعد أن استبعد من قبل المدرب البرازيلي ساناتا الذي لم يعلن عن الأسباب التي أدت إلى استبعاد النجم الأول في جنوب إفريقيا ، لكن الصحافة هناك أشارت الى أن اعتذار النجم عن المشاركة في بعض المباريات التجريبية هو السبب الرئيسي وراء الإبعاد. وأدى إبعاد نجم بلاكبيرن الانجليزي من صفوف المنتخب إلى ترك انطباع مقلق في داخل نفوس الجماهير الجنوب افريقية خاصة وان هذا اللاعب هو واحد من أفضل اللاعبين وغيابه خسارة لمنتخبهم. "بافانا بافانا" هكذا يحلو لجماهير جنوب إفريقيا أن ينادو منتخبهم الذي تعقد عليه الجماهير الكثير من الآمال بالظهور بمستوى متميز خاصة وان البطولة تقام على أرضهم فهل سيحقق هذا المنتخب "المتذبذب" تاريخيا آمال محبيه أم أنه سيودع البطولة في موعد مبكر؟! .