أخيراً جاء الأحد المنتظر وظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني نتنياهو على الشاشة الصغيرة ليعلن خطته "للسلام المزعوم", استمعت باهتمام بالغ وبإصغاء لما قاله وكنت خلال ذلك أسمع صوت بوش الابن قبل عام وأرى صورة نتنياهو الآن وهذه ليست مبالغة أبداً وفي حينها كتبت مقالة تحت عنوان "شكراً لك سيد بوش " والآن أغير العنوان فقط "شكراً لك سيد نتنياهو" شكراً سيد نتنياهو لصراحتك ووضوحك, لقد سهلت على الجميع تعقيدات التحليل والفزلكات السياسية والأخذ والرد والاجتهادات والتفسير الممل . شكراً لك سيد نتنياهو للقول الفصل الذي نطقت به, علك بذلك قد أنرت الطريق أمام العرب والفلسطينيين على حد سواء وبخاصة منهم المهرولين وراء سراب السلام المزعوم. شكراً لك إذ قلت وبصريح العبارات: حل قضية اللاجئين خارج حدود اسرائيل أي على العرب قبول مبدأ التوطين في بلدانهم أي لا لقرار الأممالمتحدة رقم 194. اسرائيل دولة اليهود وعلى عرب أل- 48 الرحيل وعلى الفلسطينيين المقيمين بالضفة والقطاع أن ينعموا بعلم وبنشيد على أرض اسرائيل التاريخية في (اليهودا والسامرة) كما تطلقون عليها. لا سيادة على الحدود والأجواء والمياه ولا حق لتوقيع اتفاقات مع بقاء المستوطنات " القانونية"شعب منزوع السلاح. القدس موحدة عاصمة أبدية مع حق ممارسة الحقوق الدينية للأديان الأخرى, بارك الله فيك على هذا الفضل الكبير. دعوة للمفاوضات دون شروط وقد كبلتها بمئات الشروط المسبقة وهذا عسير علي فهم ذلك أعذرني سيد نتنياهو وليعذرني من وراء نتنياهو ومن يستقبله استقبال الفاتحين في بعض العواصم. شكراً لك سيد نتنياهو على حسن الضيافة بدعوتك العرب لتشغيل رؤوس أموالهم في المشاريع المربحة وفي السياحة والاستثمار, ولكن نأخذ عليك أنك لم تدعوهم لتعلم صنع القنابل النووية معك لحمايتهم لاحقاً من شرور التطرف والإرهاب حفاظا على كراسيهم طويلاً. شكراً لك سيد نتنياهو على التزامك القوي إذ لم تغير حرفاً من برنامجك الانتخابي العتيد, وبهذا قد أعطيت درساً للعرب الذين يحركهم مبدأ كلام الليل يمحوه النهار. عميق الشكر لك سيد "بوش" عفواً سيد نتنياهو لو قاد خطابك العتيد هذا إلى وحدة العرب كل العرب في المقدمة الفلسطينيين كل الفلسطينيين حول ثوابت الحق التي تقول: لا للاحتلال – لا للتنازل عن حق العودة – لا للتنازل عن القدس عاصمة لفلسطين الموعودة – لا للاعتراف بدولة عنصرية يهودية عدوانية في قلب العالم العربي – لا للتطبيع قبل الانسحاب وقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود أل- 67 وعاصمتها القدس. عميق الشكر لك إذا فهم العالم " المتمدن" الذي ساوم كثيرا بدمائنا وحقوقنا, ودعم طويلاً عنصريتكم وعدوانيتكم حتى طفح الكيل وبلغ السيل الزبى, ورغم قناعتي أن هذا لن يتم قريباً لكنني متأكد أنك بهذا قد مددت الصراع إلى مئة عام قادمة إن لم يكن أكثر.