توسعت السلطات الايرانية في قرارات المنع التي لم تشمل فقط عزل ايران عن الاعلام الخارجي، بل امتدت أيضا إلى كرة القدم بمنع 4 من نجوم المنتخب الايراني كان قد عبروا في مباراة دولية عن مناصرتهم للاصلاحيين، من الادلاء لأي تصريحات لوسائل الاعلام، قبل أن تقوم بسحب جوازات سفره، وتمنعهم من ممارسة كرة القدم مدى الحياة، وسحب جوازات سفرهم، ما يعني عدم قدرتهم على السفر خارج ايران للانضمام لأنديتهم حيث أنهم محترفون خارجيا. ففي أحدث قرارات المنع قال المحلل الايراني المعروف ماشاء الله شمس الواعظين في اتصال مع قناة العربية من طهران إن وزارة الأمن استدعته شخصيا صباح اليوم الأربعاء 24-6-2009 وأبلغته بقرار منعه من الادلاء بتصريحات عن الأحداث الحالية لأي وسيلة إعلامية. وأضاف شمس الواعظين أنهم وافقوا بعد مفاوضات استمرت ساعتين على شرطه بأن يعلن لوسائل الاعلام عن قرار حظر التصريحات الذي فرض عليه. وأكد ما نشرته مواقع على الانترنت بأن السلطات الايرانية منعت الشخصيات الاعلامية من التعليق على الأزمة في وسائل الاعلام الأجنبية. وفي أحدث تصريحات له، قال مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي إنه لن يتراجع أمام احتجاجات الرياضة، مؤكدا اصراره على تطبيق القانون. من جهة أخرى تم سحب جوازات 4 على الأقل من اللاعبين ال6 الذين عبروا عن مناصرتهم للمرشح الرئاسي مير حسين موسوي من خلال إيقافهم عن ممارسة اللعبة مدى الحياة، حسب ما أكدت الصحف الغربية الصادرة أمس، فيما بقي مصير اللاعبين الاثنين الأخرين غامضا. وكان علي كريمي ومسعود شجاعي وجواد نيكونام ومهدي مهديفيكيا وحسين الكعبي ووحيد هاشميان، ارتدوا شارات خضراء في اللقاء الذي جمع منتخب بلادهم بكوريا الجنوبية بسيؤول الأربعاء الماضي ضمن المرحلة الأخيرة من التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010، تعبيراً عن مساندتهم لموسوي الذي أعلنت النتائج الرسمية خسارته أمام الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. ونقلت صحيفة "The New York Times" الأمريكية عن صحفٍ إيرانية أن كريمي ومهديفيكيا والكعبي وهاشميان منعوا من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية عقب المباراة، قبل أن يعلنوا "اعتزالهم" اللعب دولياً. من جانبها، أكدت صحيفة "Guardian" البريطانية أن اللاعبين الأربعة أجبروا على الاعتزال عقاباً على تصرفهم الذي استفز المسؤولين الحكوميين، خصوصاً بعدما رفض مهديفيكيا الاستجابة لرئيس الاتحاد الإيراني بنزعها بين شوطي المباراة. كما أشارت الصحيفة إلى أن الجهات المسؤولة لم تقم بإعادة جوازات سفر اللاعبين إلى أصحابها منذ عودتهم إلى طهران بتعادل مخيب حرم منتخب بلادهم من المشاركة في النهائيات للمرة الثانية على التوالي. يشار إلى أن 5 من اللاعبين ال6 يحترفون في دوريات أوروبية، إذ يلعب قائد المنتخب مهدي مهديفيكيا في صفوف آينتراخت فرانكفورت الألماني، فيما يلعب مسعود شجاعي وجواد نيكونام في أوساسونا الإسباني، وحسين الكعبي في ليستر سيتي الإنكليزي، ووحيد هاشميان في بوخوم الألماني. ويعني سحب جوازات سفرهم أنهم لن يستطيعوا السفر للانضمام إلى أنديتهم في الوقت الحالي. وذكرت "Guardian" أن الشارات أحرجت المسؤولين الإيرانيين، فاضطر رئيس بعثة المنتخب منصور بورحيدري للقول إن اللون الأخضر "يشير إلى رمزٍ ديني شيعي"، مؤكداً أن اللاعبين ارتدوها أملاً في أن يساعدهم تديّنهم في تحقيق انتصار كان سيعطيهم بصيصاً من الأمل في الوصول إلى المونديال الذي تستضيفه جنوب إفريقيا الصيف المقبل. من جانبها، وجهت الصحف الإيرانية المتشددة أصابع الاتهام إلى رئيس اتحاد كرة السابق محسن فرحاني، متهمة إياه بالتورط في الواقعة التي أثارت انتباه الصحافة العالمية، نظراً إلى العلاقة الجيدة التي تربطه بالرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي وموقفه السياسي المعارض للرئيس أحمد نجاد. .