بعد يوم واحد ... من عودة الرئيس علي عبدالله صالح إلى اليمن قادما من الرياض التي قصدها للعلاج إثر إصابته بجريمة استهداف مسجد الرئاسة خرج علي محسن الأحمر ببيان نسب إلى الجيش المساند للثورة كشف عن فاجعة عاشها الأحمر بعد وصول نبأ عودة الرئيس إلى مسامعه. البيان حمل على رئيس الجمهورية بشدة ووصفه بأوصاف لا يطلقها إلا مصدوم أو مجروح لأنه افتقر إلى اللغة السابقة التي كانت تطبع البيانات والتصريحات الصادرة من علي محسن ورفاقه قادة الجيش المنشق لصالح المعارضة. لم يكن اللواء الأحمر وكل قادة المعارضة والضباط المساندين للمشترك يتوقعون عودة الرئيس صالح خصوصا وأن توقيت العودة جاء وصنعاء تشهد بوادر حرب ضروس تلقى فيها علي محسن الأحمر ضربة موجعة من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي اللذين افشلا بروفة الزحف العسكري للواء الأحمر إلى السبعين, حيث تفاجأت قوات اللواء الأحمر بقوة ردع مفجعة دفعته إلى العودة إلى مربعه السابق قبل غزوة كنتاكي. تلقى علي محسن صفعة قوية في معركة الحسم الثوري التي بدأها من جولة كنتاكي ليعود بعد ذلك إلى إدارة معركة وهمية مع المتخلفين عقليا والقناصة المجهولين في شوارع هائل والرباط و16 وعشرين رغم تواجد قوات الفرقة فيها طوال أشهر تزيد عن الأربعة. هزيمة كنتاكي أعقبتها عودة الرئيس لتشكل صفعة أخرى لا تقل مرارة عن سابقتها وتدفع اللواء الأحمر إلى تبني خطاب قد يكون غريبا على من يعرفون خطابه السياسي تجاه المرحلة والرئيس صالح رغم حدة الخلاف بين الاثنين. بيان الأحمر اللواء ساير خطاب قوى الانفصال في الجنوب الذي يتهم اليمنيين في الشمال بأنهم مستعمرون للجنوب مع العلم أن ملف الجنوب ظل حكرا عليه لسنوات طويلة وينظر أبناء الجنوب إليه على أنه الغريم الفعلي والمسؤول عن كل ما لحق بالجنوبيين منذ ما قبل حرب 94, أي فترة الاغتيالات التي طالت قيادات الحزب الاشتراكي قبل حرب صيف 94. كما أن الحصافة خانت اللواء علي محسن الأحمر نتيجة الضغط النفسي الذي يعيشه بفعل أجواء الهزائم المتلاحقة ليذهب بعيدا إلى حد تبرئة الاحتلال الإسرائيلي من تهمة القتل والجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ليقول: إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع حين يواجه الفلسطينيين.. وهي سابقة لم يقلها حتى أكثر المتصهينين خارج حدود دولة إسرائيل بل صور الفلسطينيين بأنهم أعداء لإسرائيل. وكشف بيان جيش اللواء الأحمر عن حالة إحباط طاقمه من صمود قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي في وجه محاولات جنود الفرقة ومسلحي المعارضة, حيث ناشد البيان وبلغة استجداء صريحة قوات الحرس والأمن المركزي عدم استخدام السلاح وكأن البيان يريد أن يقول للحرس والأمن المركزي اتركونا نزحف صوب القصر الجمهوري ونسقط النظام ونستولي على السلطة. ولم يخف بيان اللواء علي محسن الأحمر الخشية من أن يقوم الرئيس صالح بالانتقام لما لحق به ورفاقه قادة الدولة في جامع النهدين, حيث تحدث البيان عن هجمات انتقامية استهدفت الفرقة الأولى مدرع راح ضحيتها عدد من الجنود وكأن البيان يريد أن يقول نحن من استهدفنا مسجد النهدين والرئيس عاد لينتقم في حين أن الرئيس دعا عقب عودته إلى هدنة وأكد أن الحل ليس في فوهات البنادق بل بالحوار. صحيفة "اليمن"