في أسرع وأخطر تطورات تشهدها الفرقة الاولى مدرع خلال 24 ساعة، أكدت مصادر اعلامية في الفرقة تجدد الاشتباكات المسلحة داخل مقر قيادة الفرقة الأولى، وخروج مئات العسكريين في تظاهرات صاخبة تطالب برحيل الجنرال علي محسن الأحمر- قائد الفرقة- وتطهير وحداتها من الجماعات المتطرفة، وسط أنباء تؤكد تدخل فصائل مسلحة تابعة للشيخ عبد المجيد الزنداني لفض اشتباكات اندلعت بين وحدة الحراسة الخاصة والمتظاهرين. وفيما تحاط التطورات بتكتم شديد منذ ادلاعها فجر الثلاثاء، فإن مصادر خاصة تؤكد أن مجاميع مسلحة تابعة لجامعة الايمان والأخوان المسلمين ضربت اليوم طوقاً على محيط قيادة الفرقة، وشكلت نقاط تفتيش قطعت الطرق ومنعت حتى المشاة من الاقتراب من محيط الفرقة، في نفس الوقت الذي قامت قيادة الفرقة بنصب أجهزة ألكترونية عطلت جميع شبكات اتصالات الهاتف المحمول عن العمل داخل مقر الفرقة، ضمن إجراءات تكتم مشددة للحيلولة دون تسريب أنباء أعمال القمع والاعتقالات التي تجري داخل الفرقة منذ صباح أمس. وتفيد المصادر أن قيادة الفرقة نشرت صباح اليوم عدداً من المدرعات الاضافية في منطقة "مذبح"، يعتقد أنها إجراءات وقائية تحسباً لتدخل مجاميع قبلية لمساندة حركة الاحتجاجات التي تشهدها الفرقة، حيث أن أهالي تلك الجهات سبق أن نظمت عدة مظاهرات تطالب برحيل قوات الفرقة، والافراج عن أكثر من (120) مختطفاً يقبعون في سجون علي محسن منذ عدة أشهر. بالاضافة الى أن حملة مداهمات واعتقالات واسعة يقودها كل من (عسكر زعيل) و(عبد الله الحاضري) ما زالت مستمرة منذ صباح أمس الثلاثاء، وقد تخللتها اليوم الأربعاء اشتباكات مسلحة حاول خلالها المحتجون مقاومة الاعتقالات، وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين لم تعرف اعدادهم بعد. وبحسب المصادر فإن الاحتجاجات تفجرت على خلفية ما يصفه عدد من ضباط وأفراد الفرقة (الأساسين) بأنه عملية إقصاء ممنهجة تتم بحقهم لصالح مجاميع شعبية جرى تنسيبها مؤخرا للفرقة الأولى مدرع تتبع تنظيم الإخوان المسلمين ومنتسبي (جامعة الإيمان) التي يرأسها رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني.. بجانب عدد كبير من المجندين الذين تم تجنيدهم بطرق غير رسمية خلال الأزمة وتنكرت الفرقة لمستحقاتهم وقامت بطردهم بعد انتفاء الغرض منهم على خلفية بدء تطبيق المبادرة الخليجية. الانهيار الذي تشهده الفرقة بدأ أمس بتفجير قنبلة عند موقف سيارات وحدة استخبارات الفرقة، أعقبه اشتباك مسلح بين مهاجمين بزي الفرقة وبين وحدة الحراسات الخاصة للجنرال علي محسن، غير أن حملات الاعتقالات والاجراءات القمعية التي اتخذتها الفرقة أمس زاد الموقف تفجراً، ليخرج اليوم مئات الضباط والجنود مرددين الهتافات المطالبة بسقوط علي محسن وتطهير الفرقة من الجماعات المتطرفة التي اصبحت صانعة القرار. وتتوقع مصادر أن تمتد الاضطرابات المتفجرة بمقر قيادة الفرقة الى عدد من الألوية والوحدات الأخرى المرابطة في مختلف المحافظات.