كشفت تصريحات مسؤولين بالجامعة العربية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حول مصير بعثة المراقبين العرب في سوريا تناقضاً واضحاً، ففيما أكدت الجامعة أن سحب المراقبين من سوريا غير مطروح على الاجتماع الذي ستعقده اليوم اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة، أعلن رئيس الوزراء القطري أن سوريا لا تنفذ اتفاقية أبرمت مع الجامعة العربية بهدف وقف العنف في البلاد، مضيفاً أن مراقبي الجامعة العربية لا يمكن أن يبقوا هناك “لإضاعة الوقت”. وتتوجه الأنظار إلى القاهرة حيث يقدم اليوم المراقبون العرب تقريراً عن مهمتهم المثيرة للجدل في سوريا. في غضون ذلك، شيعت السلطات السورية في موكب رسمي وشعبي كبير في دمشق جثامين الضحايا ال26 الذين سقطوا في تفجير انتحاري استهدف حي الميدان بوسط العاصمة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” “شيعت من جامع الحسن في موكب شعبي ورسمي مهيب جثامين الشهداء إلى مثاويهم الأخيرة”. وكانت السلطات اتهمت “إرهابيين” بالوقوف وراء الانفجار الذي قالت إن انتحارياً نفذه وأسفر عن 26 قتيلاً و63 جريحاً في حي الميدان الشعبي في وسط العاصمة، في حين اتهم معارضون نظام الرئيس بشار الأسد بتدبيره. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن “قلقه العميق” إثر اعتداء دمشق، مشدداً على ضرورة أن “يتوقف العنف بكل أشكاله فوراً”، فيما أدان مجلس الأمن الدولي التفجير. ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 26 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية خلال تفريق تظاهرات مناهضة للنظام في أنحاء البلاد. وأظهرت لقطات مصورة عرضها موقع الجزيرة على الإنترنت انشقاق ضابط كبير بالجيش السوري احتجاجاً على حملة الحكومة المستمرة منذ عدة أشهر على المتظاهرين المناهضين لحكم الرئيس بشار الأسد. من جهته، أكد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المعنية بمتابعة بعثة المراقبين في سوريا، الأمين العام المساعد للجامعة عدنان عيسى أن سحب المراقبين غير مطروح على اجتماع اللجنة الوزارية العربية. وقال إن “أحداً في الدول العربية لا يتحدث عن سحب المراقبين ولكن حديث الدول العربية وطلباتها للأمانة العامة هو دعم بعثة المراقبين بمزيد منهم إذ طلبت فلسطين وموريتانيا والصومال إرسال مراقبين جدد سيصلون هذا الأسبوع إلى دمشق للانضمام إلى الفرق الموجودة”. وأضاف أن “10 من المراقبين من المملكة الأردنية سيصلون إلى دمشق للانضمام إلى فرق المراقبين” موضحاً أن” 43 مراقباً وصلوا أمس الأول إلى العاصمة السورية وهم من الكويت، والبحرين، والسعودية، والعراق، ومصر”. وأكد أن “عدد المراقبين الموجودين على الأراضي السورية الآن يبلغ 153 مراقباً وسيصبحون 163 بعد وصول المراقبين الأردنيين”. وقال إن الدول العربية تؤكد ضرورة استكمال المهمة ودعم فرق المراقبين بوسائل النقل والتجهيزات والمعدات التي تسهل عملهم”. وأوضح أن رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد أحمد الدابي سيصل إلى القاهرة “حاملاً تقريره التمهيدي الأولي لعرضه على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي ستقوم على ضوء هذا التقرير بإجراء تقويم كامل للأوضاع في سوريا”. وتترأس قطر اللجنة الوزارية العربية المعنية في الأزمة السورية التي تضم مصر وسلطنة عمان والسودان والجزائر والأمين العام للجامعة العربية. وتعتبر المعارضة السورية أن مهمة المراقبين العرب “فشلت” وأن “عدد القتلى” يتزايد منذ بدء مهمتهم في 26 ديسمبر الماضي، ودعت الأممالمتحدة إلى التدخل. في المقابل، قال رئيس الوزراء القطري إن سوريا لا تنفذ اتفاقية أبرمت مع الجامعة العربية بهدف وقف العنف في البلاد وأضاف أن مراقبي الجامعة العربية لا يمكن أن يبقوا هناك “لإضاعة الوقت.” وأضاف أن الجيش السوري الملزم بالانسحاب من المدن السورية وفقاً للاتفاق لم ينسحب. وأضاف أن عمليات القتل لم تتوقف خلال العشرة أيام التي قضاها المراقبون العرب في سوريا. وقال “الأخبار ليست طيبة للأسف الشديد”. في غضون ذلك، قالت مصادر بجامعة الدول العربية إن اقتراحاً تقدمت به قطر يتضمن دعوة فنيين من الأممالمتحدة وخبراء في مجال حقوق الإنسان لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما إذا كانت سوريا تحترم تعهدها بوقف الحملة. وقال مصدر إن الجامعة ربما تطلب أن يكون الفريق الدولي الذي سيساعد البعثة من العرب. من جهتها، قالت وكالة ايتار تاس الروسية إن من المتوقع أن تصل سفينتان حربيتان روسيتان إلى سوريا في زيارة ستمثل على الأرجح استعراضاً للقوة وتأكيداً على دعم روسيا لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.