كان العرب لا يعرفون الخيانة ولا الغدر وبالتالي كان ذلك يميزهم بين الأمم إضافة إلى القيم النبيلة والوفاء والنخوة والشهامة والكرم العربي الأصيل الذي لا يضاهيه كرم أي امة من الأمم على وجه الأرض منذ خلق الله الأرض ومن عليها: والتراث العربي غني جدا في هذا المجال (ليس هذا مجاله) ولكن قصة الفارس العربي معروفة حينما كان على جواده في الصحراء فإذا إعرابي ملقيا مدعي التهلكة من شدة العطش فنزل ليسقيه فغافلة الإعرابي ووثب على صهوة الجواد ولاذ بالفرار! فقال له قف لأكلمك أن لا تنقل هذا الخبر حتى لا يتفشى الغدر بين العرب وهنا أنبه ضميره وأعاد الجواد معتذرا!! وبالعودة لموضوعنا: فقد كان عندهم اسم الغول وهو حيوان خرافي غير موجود! وكذلك اسم العنقاء وهو طائر خرافي غير موجود أيضا!فكانوا ينسبوا إليهما المستحيلات!ومن باب المبالغة أضافوا إليهما الخل الوفي فقالوا:(المستحيلات ثلاث الغول والعنقاء والخل الوفي) وأصله عجز بيت لأحد الشعراء العرب من بيتين يقول فيها : لما رئيت بني الزمان وما بهم خل وفي للشدائد أصطفي فعلمت أن المستحيلات ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي ولذلك باتت من الأقوال السائرة لديهم وعند الحديث عن أمر يعتقدونه مستحيلا قالوا هذا من(رابع المستحيلات) وليس كما يعتقد البعض من سابع المستحيلات!!حيث المستحيلات ثلاثا عند العرب وليس ستا!! وبطبيعة الحال هم أضافوا الخل الوفي وهو الصديق الحميم الوفي مع صديقه للمستحيلات من باب المبالغة إذ هو موجود بيننا ولكنه عزيز ونادر!قال سقراط: مما يدل على عقل صديقك ونصيحته لك انه يدلك على عيوبك وينفيها عنك ويعضك بالحسنى ويتعض بها منك ويزجرك عن السيئة وينزجرعنها لك!!ومهما اختلف الفلاسفة حول وجود الصداقة من عدمها فهي موجودة في كل شكل من الأشكال الاجتماعية قد تتصل بالإخلاص أحيان وبالغدر أحيانا أخرى،قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ولا خير في خل يخون خليلة ويلقاه من بعد المودة بالجفاء وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سرا كان بالأمس في خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا وإذا كان هذا وصف الخل الوفي عند العرب قديما فماذا نصفه نحن اليوم وحالنا كما نعلم في زمننا هذا الذي أصبح فيه الصديق عدو! والخائن ثائر!و والاعتماد على الكذب نضال!وقلة الحياء بطولة! وقتل النفس المحرمة جهاد!وحنث العهد من الأعمال الثورية! وقطع الطريق تصعيد ثوري! وتخريب المؤسسات تحرير!والمعروف نكران ! والجميل جحود!والوعود تنكث! والمواثيق لا تحترم! والقيم التي كنا نفا خربها تفسخت كالفسيخ الذي يؤكل المصريين في عيد شم النسيم عندهم هذه الأيام!! ولذلك تغيرت المفاهيم! واختلت المعادلات! وتبدلت الأحوال! وأصبحت المبادئ تباع وتشترى والثوابت في الحضيض!: ووصلت الجراءة بالبعض إلى توظيف الدين لمصلحة السياسة!!دون أدنى اعتبار لمقومات الدين الحنيف ولمشاعر المسلمين السويين الذين يرفضون توظيف الدين الحنيف للسياسة ولجعله وسيلة لغاية دنيوية مفضوحة هي الوصول للحكم!أولئك المتجرئين لاتهمهم أي وسيلة يتخذونها بقدر مايهمهم الوصول للغاية!حتى على حساب دماء المسلمين! ضاربين بتعاليم الدين الإسلامي عرض الحائط فأخذوا بتعاليم (مكيافيللي) فيلسوف السياسة الغربي الذي يقول(الغاية تبرر الوسيلة) لاشك إن نكران الجميل، وقلت الوفاء، من الأخلاق الذميمة وبالتالي فهي منافية لمكارم الأخلاق التي حثنا عليها سيد البشرية محمد بن عبدا لله صلى الله عليه وسلم: وتلك الأخلاق الذميمة تدل على سوء الخلق وقلة المروءة وأنانية النفس وقلت الإيمان لأنه مخالف حتى لتعاليم ديننا الحنيف فهو يعد إنكار للفضل وجحود بالإحسان وبالتالي هذه النفس التي هذا حالها نفس غير سوية فالنفس البشرية السوية تحب من أحسن إليها بل إن الإحسان يقلب مشاعر العدوانية عند السوي، ولذلك وأمام ما شاهدناه من نكران وجحود للصنائع والمعروف وفي خضم هذه الأحداث في هذا الزمان ألردي استوقفتني هذه الحكمة،، (لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره، فانه يشكرك عليه من لا تصنعه له) وبدالي حينها تطا بقها مع حالتنا!!!! ولهذا كله فتلك الصفات الذميمة المستهجنة كلها،كان عزائنا تلاشيها هي وأشخاصها الذين لم ترق لهم معطيات الوفاء فانحدروا إلى كل تلك المعطيات الذميمة التي لم ولن يغفلها التاريخ فالتاريخ لايرحم! أقول عزائنا تلاشيها أمام موقف الهامة الشامخة، من اختزل الوفاء في شخصه في هذا الزمن ألردي، فخرج كالطود الشامخ في أبها صورة للوفاء، ذلك هو الخل الوفي فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد ربه منصور هادي حفظه الله ورعاه::