بدأت الوحدات العسكرية شن هجوم مباغت من مختلف المحاور على مدينة زنجبار- محافظة أبين (جنوب اليمن) التي يتحصن فيها عناصر تنظيم القاعدة "الإرهابي" بهدف التضييق على تلك العناصر ، وذلك بعد أن وجه الطيران الحربي وسلاح المدفعية عدد من الضربات على أماكن تجمعات القاعدة داخل المدينة .
وذكر مصدر عسكري في تصريح (للمؤتمرنت): أن الطيران الحربي كثف من ضرباته أمس الثلاثاء على مواقع متفرقة في منطقة المواجهات في مديريتي لودر وزنجبار ونفذ أكثر من 6 غارات جوية ، حيث شن طائرات مقاتلة 3 غارات على مواقع لتنظيم القاعدة في شرق لودر بجبل يسوف وغارتين بالقرب من محطة الكهرباء جنوب لودر وغارة على جولة امعين جنوب لودر . وميدانيا: حققت القوات المسلحة المزيد من المكاسب الميدانية وعززت سيطرتها على الجبهتين الجنوبية والشرقية لمدينة زنجبار وواصلت التقدم ببطء نحو (وسط المدينة) بسبب الألغام التي زرعتها العناصر الإرهابية والتي أسفر انفجار احدها عن استشهاد 2 من الجنود . وأفاد مراسل المؤتمرنت في أبين عن تقدم كبير لقوات الجيش في مختلف الجبهات الجنوبية والشرقية والجهة الجنوبية الغربية والتي أستطاع فيها اللواء 119 "مشاة" السيطرة على منطقة الكود (الإستراتيجية) وبدأ التمركز في المنطقة التي تقع عند مدخل مدينة زنجبار بعد الانتهاء من تطهيرها . وشمال مدينة زنجبار قال مراسل المؤتمر نت :إن اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر القاعدة في منطقة باجدار خلفت ثلاثة قتلى من القاعدة ، كما لقي 8 آخرين من العناصر الإرهابية مصرعهم بعد قصف مدفعي لعمارة كان يتمركز فيها مسلحو القاعدة في الاتجاه الغربي لمنطقة الكود . وفي الاتجاه الشرقي للمدينة تقهقرت عناصر القاعدة وانسحبت من المبنى الجديد للمحافظة باتجاه جولة الكوز التي تربط بين مديريتي زنحبار وجعار ، وتمكنت الوحدات العسكرية من السيطرة على منطقة الفرزة والعماير في ظل إصرار أبطال القوات المسلحة على التوغل نحو قلب المدينة وسط توقعات بحدوث مفاجآت بهذا الشأن في الساعات القليلة القادمة . وعن الخسائر التي تكبدتها العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة يوم أمس وحتى ساعة كتابة الخبر ، ذكر شهود عيان: أن عناصر أنصار الشريعة تلقت ضربات موجعة في المواجهات الأخيرة حيث شوهدت جثث 20 من العناصر الإرهابية على متن ثلاث سيارات متجهة إلى الطريق الساحلي "الخديرة" ، كما تم دفن نحو ثلاثين جثة لعناصر القاعدة في جعار ليلا سقط غالبيتهم جراء الغارات التي شنها سلاح الجو ، بالإضافة ل 15 جثة أخرى وصلت إلى مقبرة جديدة بجعار "بحسب إفادة شهود عيان" . وتحدثت مصادر محلية في منطقة المواجهات عن خلافات وصراعات انفجرت بين عناصر ما يعرف بجماعة "أنصار الشريعة" في أبين وبين عناصر القاعدة التي قدمت من محافظات أخرى كمأرب والجوف وصنعاء وشبوة ، بسبب نزوح السكان عن المدينة جراء المواجهات وعدم تحقيق أي نجاح في المعارك الأخيرة والضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم خصوصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية والذي بدأ على أثرها بسحب عناصره تدريجيا من مدينة زنجبار باتجاه شقرة وجعار.
هذا وقد شنَّ الطيران الحربي يوم أمس غارات متعدّدة على مواقع مسلحي “القاعدة” في يسوف والكهرباء والعين, وقال أحد شهود العيان إن ثلاث طائرات حربية شوهدت وهي تجوب سماء لودر, وإن قصف يسوف والمنطقة المحيطة بكهرباء لودر جاء في لحظة واحدة من قبل طائرتين حربيتين, مؤكداً وقوع قتلى وجرحى في أوساط مسلحي “القاعدة”.. وفي مدينة زنجبار قال مصدر عسكري مقرّب من قيادة اللواء 115 ل “الجمهورية” إن قوات الجيش حقّقت خلال الأيام الماضية تقدّماً كبيراً في زنجبار, وإنها استعادت السيطرة الكاملة على بعض الأحياء منها حي باجدار الذي يعتبر من أهم مواقع تمركز “القاعدة” وملعب حسّان وعدداً من المنشآت الحكومية التي كانت تحت سيطرة “القاعدة” موضحاً أن الجيش استخدم أسلوب التسلل للسيطرة على أغلب المواقع في ظل مواجهة ضعيفة من “القاعدة” مردفاً: إن عدداً من الأوكار التابعة لتنظيم “القاعدة” تمّ دهمها, كاشفاً عن خمسة عشر قتيلاً يوم أمس الأول أثناء دهم قوات الجيش أحد مواقع “القاعدة” في باجدار. إلى ذلك كشفت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن مقتل أكثر من 50 شخصاً من مسلحي أعضاء “القاعدة” في محافظتي أبين وشبوة، وتمكّنت قوات الجيش من استعادة عدد من المنشآت والمباني الحكومية التي كانوا يسيطرون عليها في أبين.. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري مسؤول في محافظة أبين تأكيده: “إن أبطال القوات المسلحة والأمن وبالتعاون مع المواطنين وجّهوا خلال اليومين الماضيين ضربات موجعة وقاصمة للعناصر الإرهابية من تنظيم “القاعدة” في مدينة زنجبار, وضيّقوا الخناق عليهم”.. وقال المصدر: إن أبطال القوات المسلحة حققوا تقدماً كبيراً باتجاه تطهير الأحياء التي لايزال يتواجد فيها عناصر الإرهاب, حيث تمّت استعادة عدد من المكاتب الحكومية بينها مكتبا البريد والرياضة وعدد من المنشآت والأسواق, وأكد المصدر فرار العشرات من العناصر الإرهابية إلى خارج زنجبار بفعل الضربات القاسية والمتتالية التي تلقّوها, مشيراً إلى أن تطهيراً كاملاً لمدينة زنجبار من تلك العناصر الإجرامية أصبح مسألة وقت فقط, لافتاً إلى مقتل وجرح العديد منهم داخل زنجبار منذ الخميس الماضي, إضافة إلى من لقوا مصرعهم في ضواحيها وقرب مدينة جعار وفي مديرية لودر, مشيراً إلى أن معطيات الواقع على الأرض تسير في صالح أبطال القوات المسلحة خاصة أن معنوياتهم القتالية مرتفعة جداً, واعتمادهم أسلوب المباغتة والمفاجأة أثّر بشكل واضح على معنويات العناصر الإرهابية وأصابهم الذعر والخوف ودبّ الرعب في صفوفهم, وأحدث فيهم حالة من الإرباك.. ونوّه المصدر بالالتفاف الشعبي حول وحدات القوات المسلحة والأمن وفي المقدمة أبطال اللجان الشعبية الذين وضعوا تلك العناصر أمام خيارين؛ إما الفرار من زنجبار والمناطق الأخرى التي يتواجدون فيها أو مواجهة مصير محتوم.