أطلقت قناة سكاي نيوز عربية وهي مشروع مُشترك بين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ومؤسسة بي سكاي بي البريطانية قناة إخبارية باللغة العربية تبث على مدار الساعة مع تعهد بالتزام الحياد في منطقة يشيع فيها تأثير الحكومات على وسائل الاعلام. وبدأت القناة البث الاحد من استوديوهات مجهزة باحدث التقنيات في عاصمة الامارات العربية المتحدة حيث بعث المراسلون تقارير حية من على الحدود السورية التركية وفي ليلة الانتخابات الرئاسية في باريس وتراهن القناة الجديدة على تقديم وجبة اخبارية أكثر موضوعية مع تبني بعض الفضائيات الإخبارية كالجزيرة والعربية في تغطيتهما للأحداث لمواقف بعض الدول دون غيرها. وشريك مؤسسة بي سكاي بي في المشروع المشترك بنسبة 50 الى 50 هو مؤسسة ابوظبي للاستثمار الاعلامي وهي شركة استثمار خاصة يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي تشمل استثماراته الأخرى نادي مانشستر سيتي الانجليزي لكرة القدم. وشكلت للقناة "هيئة استشارية للتحرير" تقول القناة انها فريدة من نوعها في المنطقة لتضمن الاستقلالية في التحرير. وسيكون من بين أعضائها الستة اثنان من نيوز كورب أكبر مساهم في بي سكاي بي هما رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة تايمز روجر التون ومدير التحرير التنفيذي لسكاي نيوز كريس بيركيت. وقال نارت بوران رئيس سكاي نيوز عربية "لا يوجد تمثيل حكومي في هيكل شركتنا. هذا جزء من السبب في تشكيل (الهيئة) لنبين انه ليست لنا علاقة بالحكومة وانها ليست كيانا رسميا". وتشير تجربة المنطقة في الفترة الاخيرة الى ان القناة الجديدة ستواجه صعوبات بالغة ليس فقط في مواجهة النفوذ السياسي ولكن ايضا للحصول على نصيب من سوق يتنافس فيها آخرون بالفعل على سد فراغ خلفته الصعوبات التي تواجهها الجزيرة. وقال كريستوفر ديفيدسون خبير الشؤون الاماراتية في جامعة دورهام ان سلطة الهيئة التحريرية ربما تكون محدودة في مواجهة بعض الضغط. واضاف "حتى اذا اتخذت الشركة خطوات لايجاد حرية تحريرة كاملة واشراف خارجي فعندئذ ستتدخل بسرعة المشكلة الدائمة المتمثلة في الرقابة الذاتية." وتابع قوله "مبعث القلق هو ان أعضاء الشركة سيبتعدون عن الموضوعات أو تغطية مواضيع ربما تسيء لمالكيها". وحتى قناة الجزيرة واحهت صعوبات في الحفاظ على صورتها كقناة مستقلة. ورغم أنها لعبت دورا بارزا في انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا من خلال تغطيتها على مدار الساعة لم تهتم القناة بدرجة تذكر بالاحتجاجات في البحرين التي أخمدها الجيش بمساعدة من السعودية والامارات. وتعتمد الجزيرة بكثافة على العائد من الاعلانات وعندما أتاحت لمعارضين سعوديين فرصة لانتقاد المملكة في اواخر التسعينات تلاشت تقريبا إيراداتها من السعودية. وفي سبتمبر الماضي عين رئيس تنفيذي للقناة من الاسرة الحاكمة في قطر بدلا من وضاح خنفر. واستقال صحفي كبير اخر بعد ذلك مشيرا الى تحيز في التغطية الاخبارية للبحرين وسوريا. ورفض متحدث باسم القناة التعليق على التصور بأن تغطيتها للربيع العربي كانت متحيزة. لكن صعوبات الجزيرة يمكن أن تشكل فرصة لسكاي نيوز عربية. وقال ايلي عون رئيس ايبسوس ميديا سي.تي التي تراقب سوق الاعلام بالشرق الاوسط ان الاضطرابات زادت الطلب على المنافذ الاخبارية المستقلة وان بعض المشاهدين العرب يرون الجزيرة الان على أنها تبث وجهة نظر واحدة. واضاف ان سكاي نيوز عربية ستحتاج الى تبني وجهة نظر محايدة مشيرا الى أنه ليس من الجيد لاي قناة الارتباط بأي حكومة. غير أن آخرين مثل فرانس 24 وبي.بي.سي وروسيا اليوم لديها بالفعل قنوات باللغة العربية تتنافس للفوز بنصيب من تلك السوق. وعينت سكاي نيوز عربية 400 موظف من بين 24 ألف راغب في العمل تقدموا بطلبات لكن مسؤولي القناة رفضوا الكشف عن تكاليفها أو عوائدها المتوقعة. وقال أسعد ابو خليل استاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية كاليفورنيا "المنافسة الان أكثر حدة بسبب التراجع الحاد في شعبية الجزيرة".