ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها السودان الى قصف اسرائيلي يخرق سيادته ولا يخرق صمت العربي ،على الرغم من بعد السودان عن اسرائيل جغرافيا لكنه لم يسلم من اعتداءاتها، ولم يجد السودان امامه سوى التهديد بالرد والتقدم بشكوى ضد اسرائيل لمجلس الامن اما الجامعة العربية فتدرس كيفية الرد . في أول اعتراف ضمني بقصف مواقع عسكرية في السودان، اتهم الجنرال عاموس جلعاد، أحد كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الإسرائيلية، السودان باستخدام أراضيه ممراً للإيرانيين لنقل أسلحة وتهريبها إلى غزة. ورفض المسؤول الإسرائيلي، الذي كان يتحدث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي، التعقيب، على اتهام السودان لإسرائيل بأن طيرانها قصف مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في الخرطوم الليلة قبل الماضية. واتهم السودان، إسرائيل، الأربعاء، بالوقوف وراء قصف المجمّع العسكري، في هجوم نفذته 4 طائرات عسكرية إسرائيلية، وأدى إلى مقتل شخصين. وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، في مؤتمر صحافي: نعتقد أن إسرائيل قامت بالقصف، وأضاف: نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في المكان والموعد اللذين نختارهما. وأوضح أن 4 طائرات شاركت في الهجوم الذي حصل قرابة منتصف ليل الثلاثاء جنوبالخرطوم، مؤكداً أن الأدلة التي تشير إلى تورّط إسرائيل عُثر عليها بين بقايا المتفجرات. ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان أحداثا سابقة وجه فيها السودان تهما لإسرائيل بخرق أجوائه وشن هجمات على أهداف داخل أراضيه، حيث اتهمت الخرطوم إسرائيل بالوقوف وراء غارة جوية استهدفت سيارة في ايار 2011 بمدينة بورتسودان وأوقعت قتيلين، بينما امتنعت إسرائيل عن التعقيب. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف المسؤولية عن غارات مماثلة في كانون الثاني 2009 بالسودان استهدفت قافلة شاحنات يشتبه في أنها كانت تهرب أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 119 شخصا. ومع تكرار هذه الهجمات بدأت أصوات في السودان تنادي بضرورة إبعاد كافة المواقع العسكرية عن المناطق السكنية حفاظا على أرواح المدنيين. ومن جهته، تساءل الخبير العسكري علي حسن نجيلة عن استعداد السودان وقدرته على حماية أرضه التي استبيحت أكثر من مرة. وطالب الحكومة -في حديث للجزيرة نت- بالعمل على معالجة الأخطاء التي ارتكبت من قبل، مؤكدا أن مجمع اليرموك يصنع عددا من الذخائر المسموح بها دوليا، وأن تدميره يهدف إلى شل حركة التسليح وصناعة الذخائر محليا. ودعا نجيلة إلى نقل كافة المستلزمات ومخازن الأسلحة إلى خارج المدن والقرى بمسافة تكفي لحماية المدنيين. وفي هذا السياق، قال زعيم المعارضة البرلمانية في المجلس الوطني إسماعيل حسين إن على الحكومة أن تستفيد من أخطائها بالتحرك الفوري لنقل كافة الوحدات العسكرية خارج العاصمة. وأضاف أن النواب سيسعون بقوة لدعم أي تحرك لنقل الوحدات العسكرية وما يتبعها بعيدا عن الأحياء السكنية، وقال إن النواب لن ينتظروا عمل لجان تحقيق أو خلافه لأنها لن تفضي لشيء كما حدث في السابق. ويذكر ان اميركا ايضا قامت في العام 1998 بقصف مصنع للادوية يدعى الشفاء في السودان بصواريخ بعيدة المدى ما ادى الى تدمير المصنع بالكامل.