لوحة رقم 4 1- تناقص شعبية المعارضة 2- إثارة الأزمات والتواطؤ مع الخارجين على القانون 3- تجاوز كل الخطوط الحمراء فى التعبير هذه المشاكل مرتبطة ببعض لدرجة كبيرة لدرجة أن 1 ادت الى 2 ادت الى 3. هذه المشاكل مسؤلة عنها المعارضة اولا وأخيرا. وعلى المعارضة العودة الى خيار الوطن اولا، وأن لا تستمر فى الشطط فى معادات الحاكم وتجاوز الخطوط الحمر. مما لا شك فيه أن المعارضة تناقصت شعبيتها بشكل كبير لصالح الحزب الحاكم فى كل دورة إنتخابية تلى سابقتها. هذا التناقص المظطرد لشعبية المعارضة وسيطرة الحزب الحاكم على كل المؤسسات أفقدها صوابها، ولم تستطع المعارضة إستيعاب النتيجة فما حصل عليه اللقاء المشترك (تكتل المعارضة) فى الإنتخابات الأخيرة أقل مما كان يحصل عليه حزب الأصلاح فقط فى دورات سابقة فما بالك بكل قوى المعارضة. إن تناقص التأييد للمعارضة هو تناقص فعلى وليس نتيجة تزوير وأسباب هذا التناقص ترجع الى الأداء السيىء لتكتل المعارضة وانصياع التكتل لإملاءات وسياسات الحزب الإشتراكى الذى فقد شعبيته إبان حرب 94 عندما أعلنت قياداته الإنفصال. المستفيد الوحيد من تكتل اللقاء المشترك كان الحزب الإشتراكى الذى خرج كما أسلفت بعد حرب 94 بشعبية قليلة وكان مهدد بالإنهيار، وقد كان الخاسر الأكبر فى هذا التكتل هو حزب الإصلاح. فالإصلاحيون إنقسموا الى 3 اقسام بعد قيام تكتل المشترك. قسم يكره الرئيس والسلطة مما دفعه للشطط فى مواجهتها وتبنى ودعم أفكار الإشتراكى الخاصة بمعاداة الحاكم والترويج للفئوية والمناطقية والسكوت عن القلاقل وحركات التمرد لدرجة أنه لم يكلف نفسه إدانة الأفعال التخريبية لجماعة الحوثيين ومايعرف بالحراك الجنوبى، وسعى الى شرعنة هذا الحراك للضغط على السلطة، وتبنى شعار التحالف مع الشيطان من أجل التغيير، الشيطان فى أيدلوجية الإصلاح هو الحزب الإشتراكى. هذا القسم من الإصلاح لا يعتمد الأيدلوجية الدينية بشكل كبير، ودعم ترشيح بن شملان البالغ من الكبر عتيا بناء على مقترحات الحزب الإشتراكى، رغم أن المنطق أن الذى كان يجب عليه مواجهة الرئيس اساسا ينتمى الى الإصلاح بصفته أكبر حزب فى اللقاء المشترك، الا أن توجس الحزب الإشتراكى من الإصلاح وطموحاته فى الإمساك بالسلطة وجهت اللقاء المشترك الى إختيار بن شملان على أنه مرشح محايد، رغم أن بن شملان كان إشتراكيا ومعروف جيدا لدى الحزب الإشتراكى. وللأسف هذا القسم من حزب الإصلاح هو العقل المدبر والقيادات السياسية وليس القبلية فى حزب الإصلاح. لقد لعب هذا القسم من حزب الإصلاح دورا تخريبيا بمعنى الكلمة فقد تبنى القبيلة لا لشىء الا لعلمه بمدى النفوذ القبلى ولكى يكبح جماح الحزب الحاكم بحيث لا سمح الله لو إشتعلت النار فالقبيلى يقتل القبيلى. لقد لعب هذا القسم من الإصلاح هذا الدور بتخطيط ومساندة من الحزب الإشتراكى المخضرم سياسيا والذى أهدافه واضحة "إما حكم اليمن كله او الإنفصال". لقد إنجر حزب الإصلاح الى هذا الوحل بكل غباء سياسى وفقد شعبيته وزعاماته الدينية أمثال الزندانى ومؤيديه. إن من ينادون بكبح النظام القبلى لصالح دولة القانون فى اللقاء المشترك أصبحوا يدعمون القبيلة والزعامات القبلية أمثال حميد الأحمر الذى هدد أيام الإنتخابات الرئاسية الأخيرة بجعل الدم للركب. وكان الأجدر على اللقاء المشترك أن ينتهج نهج واضح يحدد موقفه من القبيلة لا أن يداهنها كما يفعل الرئيس. لذلك فانتقادات المشترك للرئيس والقبيلة مردودة عليه. وللاسف اصبحت القبيلة التى يتبناها المشترك تعرقل دولة النظام والقانون وتحمل السلاح فى وجه الدولة. القسم الثانى من حزب الإصلاح لم يعجبه هذا التحالف لأنه يرى ما بنى على باطل (تحالف من أجل إزاحة الرئيس فقط) فهو باطل وتحالف لن يدوم لإدراكه بما قد يحدث من صراع فيما بعد. هذا القسم ملتزم بالأيدلوجية الدينية ويقوده الشيخ عبد المجيد الزندانى. القسم الثالث من حزب الإصلاح إما إنظم الى حزب لمؤتمر الشعبى او بقى متأرجحا بين القسمين. لذلك فحزب الإصلاح هو الخاسر الأكبر فى تحالف المشترك وضحى بشعبيته بطريقة غبية وأنقذ الحزب الإشتراكى من الإنهيار المحقق وربط مصيره بمصير الحزب الإشتراكى. صحيح أن بطاقات حزب الإصلاح ما زالت موحدة وقد يكون هناك تفاهم بين اقسامه الثلاثة الا أن تذبذبه وتكبيل حزب الإصلاح لنفسه بقرارات المشترك الذى يسيطر على توجهاتها الحزب الإشتراكى أثرت على قرارات ومن ثم شعبية حزب الإصلاح. إذا وكما اسردنا تناقص شعبية المعارضة ترجع الى سؤ تصرف المعارضة وليس الى نجاح إدارة الرئيس والحكومة التى جرعت الشعب الجرعة تلو الجرعة بدون رحمة. ولكون اليمن دولة ديمقراطية ناشئة فى محيط ديكتاتورى وشعب محدود التعليم وامى بدرجة كبيرة ولكون مرشح المعارضة كبير جدا فى السن وشبه عاجز، ولحكم الرئيس لعقود، ولخوف الشعب من صوملة اليمن، ولسؤ اداء المعارضة لما يربوا عن عقد من الزمن الذى لم يكن لديها إنجاز غير إجتماعات وتشويه صورة اليمن وصحف تهدم أكثر من أن تبنى، كان نجاح الرئيس فى الإنتخابات الأخيرة متوقعا. على المعارضة أن لا تستعجل للوصول للسلطة وتعرف أن هزيمتها الهزيمة تلو الأخرى ترجع الى سؤ أدائها لا الى حسن إدارة الرئيس. فعليها بعمل خطة خمسية تفيد ولا تضر، تبنى ولا تهدم وعلى اللقاء المشترك أن ينتهج اسلوب التعليم والتثقيف والرضى بالنتائج والمساعدة فى تثبيت الإستقرار واضعا اما عينيه مصلحة اليمن اولا، وأن لا يجعل العداء الشخصى للرئيس أساسا للعمل السياسى. وعليها أن تساعد فى بناء الديمقراطية وعدم تشويه المنجزات مثل الحكم المحلى. على المعارضة التخلى عن مبدأ التصعيد ودعم بل والسكوت عن حركات الفوضى والتمرد. على المعارضة أن تنتهج نهج حزب العدالة والتنمية فى تركيا، وتجعل خدماتها تصل الى الناس، بمعنى أخر تساعد فى بناء الوطن ولا تنتظر الوصول للسلطة فهى ستأتى فى يوم من الأيام. على المعارضة تجديد أدائها وطريقة عملها وتشجيع القيادات الشابة غير القبلية وممارسة الديمقراطية داخل أحزابها وتغيير القيادات، عليها أن تكون مثلا فى تبادل القيادة والإنتخابات الداخلية. ليس عيبا التغير، لكن العيب الإستمرار فى هذا الاداء السىء. يخطىء من يظن أن تصاعد التذمر والرفض للسلطة هو نجاح للمعارضة فالشعب ساخط على كليهما. إن تصرفات المعارضة فى الفترة الأخيرة ومداهنتها للحراك فى الجنوب واعمال الفوضى فى الشمال والصلاة على القتلة المجرمين وعدم إدانة قتل جنود الأمن، وعدم وقوفها مع الدولة ضد هذه الحركات غير مقبولة. كما أن تشويه صورة اليمن فى المحافل الدولية وعرقلة المساعدات وتشويه العملية الديمقراطية أعمال يجب أن تبتعد عنها المعارضة. ونصيحتى الأخيرة للمعارضة ترك مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.