عضو مركزية الاشتراكي أنس حسن يحيى: استقواء الإصلاح بالقبيلة والعسكر يهدد بإفشال الحوار الوطني القادم .. الخيار السياسي ما يزال في قبضة القبيلة والعسكر وقوى الحداثة مشتتة ومهمشة.. الكثير من قيادات وقواعد الإصلاح واقعة تحت تأثير الخطاب الديني ومتماهية مع القبيلة والعسكر.. الخطاب الديني للإصلاح يفسد الحياة السياسية وسيبعدنا عن بناء دولة مدنية * القانص: المشترك غير منتظم وثلاثة أحزاب هي المتحكمة به * الاشتراكي يحذر من خطاب التكفير وانحراف التسوية حالة من الفُرقة والاختلاف تعيشها أحزاب اللقاء المشترك بينها البين الأمر الذي ينذر بتفكك عقد هذا التكتل خصوصاً بعد زيادة حدة الخلافات مؤخراً وخروجها للعلن. ورغم المحاولات الفاشلة لقيادات في تجمع الإصلاح تصوير الوضع داخل أحزاب المشترك بأنه "سمن على عسل" وأن هذا التحالف سيستمر نحو عشر سنوات قادمة إلا أن قيادات بارزة في الأحزاب الشريكة له خرجت عن صمتها، ووجهت انتقادات لاذعة لتجمع الإصلاح متهمة إياه بممارسة الإقصاء ضد الشركاء وسعيه للسيطرة الكاملة على السلطة معتمداً على قاعدة القبلية والعسكرية والدينية الكبيرة. واعتبر مراقبون ومحللون سياسيون أن انفراط أحزاب المشترك أمر متوقع.. موضحين بأن هذه الأحزاب رغم اختلاف توجهاتها لم يجمعها تحت تكتل واحد إلا العداء للرئيس السابق علي عبدالله صالح والطمع في السيطرة على السلطة.. مؤكدين بأن هذه الأحزاب بعد تسليم الرئيس السابق رئاسة البلاد لم يعد هناك شيء يجمعها مع بعضها، خصوصاً وأن التجمع اليمني للإصلاح لن يقبل بأن ينازعه أحد عن السلطة. وفي هذا الصدد حذر الحزب الاشتراكي اليمني مما سماه "محاولة بعض الجهات الانحراف بمسيرة التسوية السياسية كما هو حاصل الآن بجرها إلى أفق مسدود".. كما حذر الاشتراكي في بيان صادر عنه "من حشو الأجواء السياسية بخطاب سياسي تفكيكي وانعزالي مع الاستخدام المغرض لمفردات التكفير والتخوين التي يطال الحزب الاشتراكي النصيب الأوفر منها". وتزامن بيان الاشتراكي الصادر عن اللقاء التشاوري لأمانته العامة مع انتقادات أخرى وجهها عضو اللجنة المركزية للاشتراكي الأستاذ أنيس حسن يحيى للإخوان المسلمين واللواء علي محسن الأحمر، مؤكداً بأن "القوى التقليدية" هي التي تتحكم بالقرار السياسي. وفي لقاء أجرته معه صحيفة "الثوري" لسان حال الاشتراكي أشار أنيس حسن يحيى إلى أن الخطاب الديني لدى بعض الأطراف من شأنه ان يفسد الحياة السياسية، موضحاً بأن "الخلط بين كوننا مسلمين أو قوى سياسية لديها مشروع لبناء الدولة المدنية الحديثة من نتائجه أن نبتعد عن بناء دولة مدنية حديثة اليوم أو غداً، وهذا الخلط موجود في اليمن وفي مصر وتونس وهو خلط عجيب". وقال الأستاذ أنيس حسن يحيى إن هناك من قيادات وقواعد الإصلاح من هو واقع تحت تأثير الخطاب الديني وتماهيه مع القبيلة والعسكر.. مشيراً إلى أن "القبيلة ما زالت تمسك بالقرار السياسي.. وتحالف القبيلة والعسكر هو الاتجاه السائد". وعاب عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي على التجمع اليمني للإصلاح "أنهم متماهون مع القبيلة من خلال رموز قبلية مهمة جداً وأنصار نافذين في التجمع اليمني للإصلاح، وكذلك مع العسكر وبشكل خاص مع علي محسن ومجموعة محسوبة عليه". قائلاً: "إن الخيار السياسي رغم الجهود التي تبذل ما يزال في قبضة القبيلة والعسكر.. وهذا التحالف القبلي والعسكري من شأنه ان يفشل الحوار القادم، والقوى التقليدية تتحدث عن أهمية أن تكون مشاركة في الحوار الوطني الشامل". واستطرد أنيس حسن يحيى قائلاً: "أنا هنا أريد أن أسأل وسأجيب على تساؤلي لكي تفهم خطورة هذا التحالف.. عند قيام ثورة 26 سبتمبر وهذا كان إنجازاً عظيماً في تاريخنا السياسي الحديث كيف تصرفت القبيلة في التحالف مع هذا الحدث العظيم؟ حيث وقف قسم منها في معسكر الإمامة وبأهداف معلنة وقسم آخر من القبيلة وقف مع الجمهورية لكي يستحوذ عليها، والجمهورية منذ قيامها وهي في قبضة القبيلة والعسكر وقوى الحداثة في اليمن مثلها مثل غيرها في تونس ومصر والمغرب ليست موحدة بل مشتتة، وبالتالي القوى التقليدية المتدثرة بالدين والقوى الدينية المستقوية بالعسكر وبالقبيلة تشكل عقبة كبيرة أمام مؤتمر الحوار القادم وبسبب غياب الحوار داخلنا ما زال الخطر قائما والمتمثل في إفشال الحوار الوطني القادم". وأوضح يحيى أن التسوية السياسية مقدر لها أن تفشل في ظل التحالفات القبلية العسكرية".. مضيفا بالقول: "هناك صحف تطالعنا بأن انضمام علي محسن للثورة حمى الثورة ولكنني اشبهه بانضمام القبيلة بعد ثورة سبتمبر بقصد الاستقواء، وقد نجح وظلت قوى الحداثة مهمشة وأشبه بديكور تتزين بها الحكومات رغم أنها ليست صاحبة قرار". وواصل عضو مركزية الاشتراكي حديثه قائلاً: "أنا اليوم أشاهد التحالف القبلي العسكري يستشرس للدفاع عن مصالحه وهو لا يملك إلا مشروعاً متخلفاً". إلى ذلك دعا الناطق باسم أحزاب تكتل اللقاء المشترك نائف القانص المجلس الأعلى للتكتل إلى الانتظام في عقد اجتماعاته الدورية، التي مضى عليها عدة أسابيع، عدا اجتماع استثنائي عقد مؤخرا. واكد القانص في تصريح صحفي الأربعاء المنصرم أن المجلس الأعلى لم يعد منتظما في الدورية، وأن كثيرا من النشاطات و"الأمور لا نعرف ولا نعلم بها"، مستشهداً على ذلك بالبيان الأخير للمشترك. وقال رئيس الدائرة السياسية في حزب البعث العربي الاشتراكي إن من يدير تكتل المشترك في الوقت الراهن، يقتصر على ثلاثة أمناء عموم أحزاب، هم أمين عام حزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي و أمين عام الحزب الإشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان وأمين عام حزب التنظيم الشعبي الناصري سلطان العتواني. كما دعا الناطق باسم التكتل إلى تسليم الرئاسة الدورية للمجلس إلى حزبه حزب البعث، مضيفا أن انتقال الرئاسة إلى حزب الحق كان من المفترض أن يتم قبل أسبوعين، لكن بسبب الظروف الحالية للحزب فإن النظام ينص على تسليم الرئاسة إلى حزب البعث. صحيفة الجمهور