يتساءل سعوديون – بلا أوهام – هل سيُطبّق شرع الله في أحد أفراد الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية بعد أن أقدم، وهو مخمُور، على قتل مُواطن رميا بالرّصاص وإصابة آخر إصابة أدخلته العناية المُركّزة، عقب شجار بين مجموعة من الأشخاص، بحسب العديد من الرّوايات المُتداولة عبر مواقع التّواصل الاجتماعي. وتلزم وسائل الإعلام السعودية حتى الآن الصّمت حول هذه “الفاجعة” التي أثارت غضب العديد من السعوديين المُطالبين بالقصاص من الأمير تركي بن سعود بن تركي الذي قتل أحد مُرافقيه عادل المحيميد وأصاب عبدالرحمن التميمي بعدة طلقات نارية بشكل عشوائي من سلاحه الخاص، الخميس الماضي في منطقة الثمامة (شرق الرياض).
وبحسب أحد المصادر، فإن “القاتل أصيب بالصّدمة وسقط على الأرض مُتشنّجا عندما تفاجأ لاحقاً بأن القتيل هو صديقه ورفيق دربه”. وأكدت بعض المواقع أن الجاني وقع “القبض عليه” وأنه “موقوف لدى الجهات الأمنية لإكمال التحقيقات ولاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله”. “إنه قدر الله” ولم تُؤكّد أو تنف المصادر الرسمية حتى الآن وقوع الحادثة، غير أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد، رئيس مجلس إدارة نادي الهلال السعودي، كشف عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر عن صلة قرابته بالأمير تركي، قائلا في تغريدة ردا على سؤال حول صلة قرابته بالقاتل “نعم يقرب لي للأسف”. لكنه أضاف أن “شرع الله سوف يُطبّق عليه شأنه شأن غيره”. وأكّد والد القتيل، سليمان المحيميد، عبر حسابه في “تويتر”، خبر وفاة ابنه، إذ كتب “انتقل إلى رحمة الله صباح هذا اليوم ابني عادل. إنه قدر الله”. وكان القتيل قال في آخر تغريداته “لا تتعاطف مع شخص فشل بالاحتفاظ بك ولا تصدق أن غفرانك للزّلات يزيد من حجمك في عينيه، فقد انتهى زمن الكريم الذي إذا اكرمته ملكته”. وقد أسهمت تغريدة للأميرة السعودية منيرة بنت الفيصل، قالت فيها “السيف لا يأكل لحم أل سعود“، في زيادة حالة الاحتقان، بعد أن ربطها المُغرّدون بالمُطالبات بتنفيذ حكم القصاص. غير أن الأميرة قامت بكتابة تغريدة ثانية قالت فيها “يا جماعة، هذي التويتة قديمة من أكثر من شهر، بس ناس تدور الزلة وكل أحد له حق بياخذه”. وردّ أحد المُغرّدين بالقول “نشوف بُكرة هل سيطبق الشّرع وهل يُوجد أحد فوق القانون”. لكن أغلب المُعلّقين في المواقع الإلكترونية التي تناولت الخبر أجمعوا على أن القصاص لن يُطبّق على الأمير حتى وإن صدر حكم بضرب عنقه وصادق مجلس القضاء الأعلى على الحُكم. “ولا حتى في الخيال” وجاءت التعليقات أحيانا عنيفة ومُتشنّجة. فطلب أحدهم أهل القتيل ب”عدم المُطالبة بالقصاص وبقبول الدّية، لأن تنفيذ حُكم الإعدام في من تملّكوا الأرض والناس والخيرات، لا يحدث ولا حتى في الخيال”. فردّ عليه “يوسف الحويطي”، من تبوك بالقول “تفاعل المجتمع مع هذه القضية وبقوة دليل على تحول فكري تجاه كل شيء. وسيتغير كل شيء… ماهي إلا مسألة وقت”. ويعود تنفيذ حُكم الإعدام الوحيد في أحد أفراد الأسرة المالكة في السعودية التي تُطبّق الشّريعة الإسلامية بصرامة إلى مارس 1975، عندما أعدم الأمير فيصل بن مساعد الذي قام باغتيال عمّه الملك فيصل بن عبد العزيز، ثالث حكام الدولة السعودية، بعدما وصفته الحكومة السعودية بأنه “مُختل عقليا”. وفي مايو 2004، نجا الأمير فهد بن نايف آل سعود، حفيد الملك خالد، من الإعدام بعد إدانته بقتل منذر بن سليمان بن عبدالرحمن القاضي في أحد شوارع الرياض الكبيرة رميا بالرصاص. فبعد أن صادق مجلس القضاء الأعلى على الحكم الصادر من المحكمة الكبرى بالرياض والقاضي بضرب عنق الأمير فهد بحد السيف حتى الموت، عفا عنه والد القتيل “لوجه الله، دون أخذ الدّيّة ودون تعرّض أولياء دم القتيل إلى أية ضغوط أو إغراءات للتنازل عن حقهم الشرعي، بحسب مصادر مُقرّبة من أهل القتيل.