تناولت الصحف البريطانية الخميس بنسختيها الالكترونية والورقية العديد من الموضوعات، لعل ابرزها عملية خطف الرهائن في عين أميناس في الجزائر....في صحيفة الديلي تلغراف نطالع تحليلا اعده اليكس سيبيليوس، المراسل الدبلوماسي للصحيفة، بعنوان "الجهادي الذي تحول لرجل عصابات فتح ابواب الجحيم".
ويقول سيبيليوس إن قادة الاسلاميين حذروا من ان التدخل الفرنسي في مالي "سيفتح ابواب الجحيم"، ويبدو أن هذه المهمة القيت على عاتق جهادي مخضرم تحول الى رجل عصابات يدعى مختار بلمختار. ويقول سيبيليوس إنه يشتبه في أن الهجوم على منشأة عين اميناس التابعة لبريتيش بتروليوس في الجزائر تم بتحريض وتخطيط من بلمختار الذي فقد الرؤية في عينه اليسرى في القتال، والذي اعلن موته مرتين سابقتين كانت أخراهما في يونيو/ حزيران الماضي. وكانت المخابرات الفرنسية قد قالت إن بلمختار "لا يمكن القبض عليه"، حيث نجح في الفرار منها اثر اختطاف 32 سائحا اوروبيا عام 2003، ويعتقد انه تمت تسوية العملية عن طريق دفع فدية ضخمة. ويعتقد ان بلمختار، وهو في الاربعينيات، ضالع في عمليات اخرى لاحتجاز رهائن، والتفاوض بشأن اطلاق سراحهم. ويقول سبيليوس إن المخابرات الامريكية تعتبر بلمختار من اكبر المجرمين في منطقة الصحراء الكبرى. ويضيف سيبيليوس أن بلمختار، الذي عادة ما يظهر في صوره معتمرا عمامة سوداء، ضالع بشكل كبير في تهريب السجائر في المنطقة، حتى انه يعرف في المنطقة باسم "السيد مارلبورو". وينقل سيبيليوس عن جون ماركس الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية قوله إن بلمختار "من كبار القراصنة في الصحراء، ولكنه كغيره من هذه الجماعات الجزائرية، يجمع بين الانشطة الاجرامية والايدولوجية، ويبدل اولوياته وفقا للموقف". ويضيف أن جماعة بلمختار لها عدة اسماء، من بينها كتائب ابو العباس، وهو احد الاسماء المستعارة التي كان يلقب بها في تاريخه الجهادي/الاجرامي الذي بدأ في احد معسكرات التدريب في افغانستان عندما كان في التاسعة عشرة. ويقول سيبليوس إن بلمختار، كغيره من زعماء الحرب في المنطقة، يعمل تحت مظلة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهي جماعة تسير على خطى الجماعات المتشددة التي خاضت حربا ضد الحكومة الجزائرية في التسعينيات. ويضيف سبيليوس أن الجماعات الاسلامية المسلحة الاخرى اصبحت تنظر اخيراً الى بلمختار على انه شديد التهور والجموح، حيث نشر عدد من المواقع الاسلامية في اكتوبر/تشرين الاول الماضي أن بلمختار فصل من زعامة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في مالي. ويقول سيبليوس إنه اذا كان بلمختار هو بالفعل العقل المدبر لاختطاف الرهائن، فإن هذا دليل على عودته تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ويختتم سبليوس المقال قائلا إنه ايا كان العقل المدبر لعملية عين اميناس، فإنه المسؤول عن اكبر عملية من نوعها تشهدها المنطقة منذ عقدين.
مختار بلمختار:مستعدون للتفاوض مع الجزائر والغرب شريطة وقف الحرب في مالي وقد أعلن مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس، أمير كتيبة "الملثمون"، ومؤسس كتيبة "الموقعون بالدماء" عن تبنيه لعملية اختطاف رهائن غربيين في منشأة نفطية تابعة لشركة بريتش بيتروليوم البريطانية بعين امناس شرقي الجزائر. مختار بلمختار الذي ظهر في تسجيل مصور حصلت عليه صحراء ميديا، عرف نفسه لأول مرة بأنه من تنظيم القاعدة الأم، وذلك بعد أشهر من انشقاقه من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث قال في التسجيل "إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبنيا لهذه العملية الفدائية المباركة". وعبر مختار بلمختار في التسجيل الذي كتب أنه سجل 17 يناير 2012، عن استعداده للتفاوض شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال "نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم خصوصا إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد". وأضاف بلمختار أن العملية "قادها أربعون مجاهدا مهاجرين وأنصار من بلاد إسلامية شتى بل وحتى من بلاد الغرب باسم الموقعون بالدماء"، مؤكداً أنها تأتي انتقاماً من النظام الجزائري "لسماحه لمستعمر الأمس باستعمال أرضنا وأجوائنا لقتل أهلنا وإخواننا في مالي"، وفق تعبيره. وعبر أمير الكتيبة عن استعداده للتفاوض شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال "نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم خصوصا إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد". وأضاف "أما بالنسبة للأمريكيين فنقول إننا على استعداد لمبادلة جميع رهائنكم عندنا مقابل إطلاق سراح الشيخ والعالم الصابر عمر عبد الرحمن وإرجاعه لأهله وذويه في مصر، ولو كان لدينا ألف منكم لفديناه بهم وفاء لعلمه وهجرته وجهاده؛ وأختنا الصابرة عافية صديقي فرج الله كربتها"، وفق تعبيره. التسجيل الذي بدا فيه بلمختار وهو بدون عمامة ويرتدي زياً عسكرياً من دون سلاح، إضافة إلى العلم الأسود المميز لكتيبته، بدأ بعبارة "بيان الموقعون بالدماء في عملية قاعدة "تيجنتورين" لشركة بي في البريطانية"، وانتهى التسجيل بسيارة رباعية الدفع تحمل مدفع 14.5، وكتب فوقها "من هنا نبدأ"، وأسفلها صورة للمسجد الأقصى مكتوب بجانبه "ومن هنا ننتهي". ويبدو أن التسجيل كان معداً للتوزيع قبل انتهاء العملية العسكرية التي شنها الجيش الجزائري على الخاطفين، والتي انتهت يوم أمس السبت بمقتل جميع الرهائن والخاطفين.