نظمت مؤسسة “موزاييك رومز” معرضا فنيا بعنوان “آخر الرجال في القاموس” ضم محتويات تراثية لبحارة يمنيين من الجيل الأول الذين استقروا في ساوث شيلدز في شمال شرق إنجلترا. ويُعد المعرض واجهة لأعمال المخرجة والكاتبة والفنانة البريطانية من أصل إيراني تينا غارافي الحائزة على جوائز دولية عدة والمصور المصري يوسف نبيل، اللذين يوثقان تراث هجرة الآلاف من البحارة من اليمن إلى بريطانيا من خلال الصور والأفلام التي تبرز حقبة من التواصل البريطاني مع الشرق الأوسط على مدى مائة عام. وقالت غارافي للجزيرة نت إن “آخر الرجال في القاموس” مشروع مشترك للصورة والفيلم الوثائقي، وأوضحت أن هذا العمل يقوم على توثيق حياة آخر البحارة اليمنيين المنتمين للجيل الأول الذي جاء للعمل مع البحرية الملكية البريطانية التجارية، واعتبرت أن المعرض يحاول نقل قصة هذا المجتمع التي يطويها النسيان مع مرور الوقت. وأقامت المعرض مؤسسة “موزاييك رومز”، وهي إحدى المؤسسات المستقلة الناشطة في مجال الثقافة والفنون، وتدار من قبل مؤسسة عبد المحسن القطان، وهي مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تعمل على دعم الثقافة والتعليم في فلسطين والعالم العربي ، ويهدف القائمون على المعرض إلى خلق صورة مختلفة عن المهاجرين ومجتمعات الطبقة العاملة. ووظف المعرض مزايا الوسائط المتعددة عبر مقابلات حية وصور ل14 من البحارة المنتمين للجيل الأول الذين استقروا في ساوث شيلدز، ويعتقد أنهم من أوائل المهاجرين العرب إلى بريطانيا. واكتشفت المخرجة غارافي واقع هؤلاء الرجال، الذين نجوا من الغرق في الحرب العالمية الثانية، صدفة والتقت بهم خلال رحلة قامت بها لاكتشاف مسجد في المنطقة زاره بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي عام 1977. وعرضت المقابلات الحية مع الناجين بواسطة أجهزة تلفاز قديمة، كانت مستخدمة في المنازل البريطانية، بهدف استعادة السياق التاريخي لقصص وحكايات الهجرة، والبحث عن التفاعل الفردي مع تلك المقابلات التي قدمت عبر 14 نقطة عرض. وتكشف سلسلة من ثلاث عشر صورة ملونة التقطها المصور يوسف نبيل جانبا من قصص المهاجرين الأوائل. وقال السفير اليمني في بريطانيا عبد الله الرضي للجزيرة نت إن المعرض مهم للمغتربين اليمنيين الذين جاؤوا إلى هذا البلد منذ أكثر من مائة عام وساهموا في بنائه، وأوضح أن اليمنيين الأوائل عملوا في المصانع وفي السفن وأصبحوا مواطنين بريطانيين، ولكنهم احتفظوا بهويتهم اليمنية من حيث التقاليد والعادات والديانة. وأشار إلى أن اليمنيين عملوا في بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية في المصانع ومنهم من شارك في الحرب، وهو ما دفع السلطات لنقش أسماء عدد منهم في نصب تذكاري.وأكد أن هؤلاء جزء بسيط من الجالية اليمنية التي يقدر عددها ب70 ألفا في بريطانيا. الجزيرة نت