تاريخ مشترك بين اليمن وشمال شرق إنجلترا عمره يزيد عن 100 عام أغلب هؤلاء الرجال اليمنيين كانوا غير متزوجين عملوا في البحرية البريطانية والتراث الصناعي الإنجليزي في المعرض مقابلات وصور ل14 بحارا يمنيا يمثلون ما بقي على قيد الحياة من الجيل اليمني الأول الذي أستقر في منطقة ساوث شيلز الإنجليزية. يمنيون في بلاد الضباب وتشير البحوث الى أن اليمنيين كانوا من اوائل المهاجرين الى المملكة المتحدة بدأت منذ بداية القرن التاسع عشر، وخاصة بعد احتلال بريطانيا لمدينة عدن، فقد كان العديد من ابناء المناطق الوسطى المتضررين من نظام الامام حينها، هاربين الى مدينة عدن لأسباب سياسية وأمنية.. اضافة الى حاجتهم الكبيرة للعمل والمال لإعالة اسرهم فعندما احتل البريطانيون مدينة عدن، كان هؤلاء أول من هاجر للعمل في بريطانيا بعد ان وجدوا مغريات وفرص عمل افضل في العمل كبحارة في البواخر البريطانية الحربية والتجارية عبر ميناء عدن، فقدموا الى بريطانيا واشتغلوا في المناجم وفي اعمال الحديد والصلب والمعادن، ثم استقروا واستقدموا عوائلهم، وحينها تركز تواجد الجالية اليمنية في المناطق الصناعية مثل برمنغهام، شيفيلد، ليفربول، وكاردف. كما اشترك البعض منهم مع الجيش البريطاني في الحرب العالمية الاولى والثانية. وبعد استقلال مدينة عدن من الاستعمار البريطاني هاجر الى بريطانيا العديد من اليمنيين الذين ينحدرون من جذور هندية ويهودية، والذين كانت بريطانيا تعتمد عليهم في تسيير الاعمال الادارية في عدن، بالإضافة الى جزء كبير من سكان عدن المضطهدين سياسياً بعد الاستقلال، والى جانب البعض الآخر الذي ليس له اي انتماء سياسي، ولكنه وجد نفسه مضطراً لمغادرة البلد والهجرة، بسبب الحرب الاهلية الدائرة بين الاحزاب حينها، فهاجر العديد منهم الى الدول العربية المجاورة وجزء منهم الى لندن، وهكذا توافد المهاجرون الى بريطانيا كما حدث توتر اجتماعي او حرب في اليمن شمالاً وجنوباً. معرض بلندن للجيل الأول من البحارة اليمنيين وكانت مؤسسة "موزاييك رومز" نضمت معرضا فنيا بعنوان "آخر الرجال في القاموس" ضم محتويات تراثية لبحارة يمنيين من الجيل الأول الذين استقروا في ساوث شيلدز في شمال شرق إنجلترا. ويعد المعرض واجهة لأعمال المخرجة والكاتبة والفنانة البريطانية من أصل إيراني تينا غارافي الحائزة على جوائز دولية عدة والمصور المصري يوسف نبيل، اللذين يوثقان تراث هجرة الآلاف من البحارة من اليمن إلى بريطانيا من خلال الصور والأفلام التي تبرز حقبة من التواصل البريطاني مع الشرق الأوسط على مدى مائة عام. وأقامت المعرض مؤسسة "موزاييك رومز"، وهي إحدى المؤسسات المستقلة الناشطة في مجال الثقافة والفنون، وتدار من قبل مؤسسة عبد المحسن القطان، وهي مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تعمل على دعم الثقافة والتعليم في فلسطين والعالم العربي. ويهدف القائمون على المعرض إلى خلق صورة مختلفة عن المهاجرين ومجتمعات الطبقة العاملة. ووظف المعرض مزايا الوسائط المتعددة عبر مقابلات حية وصور ل14 من البحارة المنتمين للجيل الأول الذين استقروا في ساوث شيلدز، ويعتقد أنهم من أوائل المهاجرين العرب إلى بريطانيا. واكتشفت المخرجة غارافي واقع هؤلاء الرجال، الذين نجوا من الغرق في الحرب العالمية الثانية، صدفة والتقت بهم خلال رحلة قامت بها لاكتشاف مسجد في المنطقة زاره بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي عام 1977. وعرضت المقابلات الحية مع الناجين بواسطة أجهزة تلفاز قديمة، كانت مستخدمة في المنازل البريطانية، بهدف استعادة السياق التاريخي لقصص وحكايات الهجرة، والبحث عن التفاعل الفردي مع تلك المقابلات التي قدمت عبر 14 نقطة عرض. وتكشف سلسلة من ثلاث عشر صورة ملونة التقطها المصور يوسف نبيل جانبا من قصص المهاجرين الأوائل.