أطلقت حكومة الاحتلال الاسرائيلية سراح 19 اسيرة فلسطينية مقابل تسلمها لشريط الفيديو المسجل الذي يثبت أن الجندي الاسير جلعاد شاليط ما زال محتجزا لدى حركة حماس وعلى قيد الحياة. وكان في استقبال الأسيرات المحررات حشد شعبي ورسمي كبير. وعبر خلالها أهالي الأسيرات عن سعادتهم البالغة كما أعربت بعض الأسيرات عن شكرهم للمقاومة الإسلامية على هذا الإنجاز الوطني على حد تعبيرهن. وتعتبر هذه الصفقة انتصارا سياسيا لحركة حماس التي تحتجر شاليط منذ اكثر من ثلاث سنوات. وبعد مشاهدة تسجيل الفيديو ستضطر الجهات المختصة وعائلة شاليط إلى البتّ فيما إذا كان الشريط سيعرض على الجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل، علما بان الكلمة الفصل في المسالة ستكون لعائلة شاليط نظرا للحساسية وعلى أساس الاعتبارات بإفساح المجال أمام مواصلة المفاوضات للإفراج عن شاليط دون ضغوط ملحّة من جانب الجمهور. ونقلت شبكة "بي بي سي" الاخبارية عن مصلحة السجون الإسرائيلية انها أعلنت أن الإفراج عن المعتقلة الفلسطينية روضة حبيب من قطاع غزة، ضمن الصفقة التي سيطلق بموجبها سراح 20 سجينة فلسطينية مقابل حصول الجانب الإسرائيلي على شريط يثبت أن الجندي الأسير جلعاد شاليط لا يزال على قيد الحياة، سيتأخر حتى الأحد القادم. وكانت إسرائيل قد أطلقت أولى السجينات الفلسطينيات، براء المالكي، مساء الأربعاء. وتبلغ براء المالكي من العمر 15 عاما، وقد عادت إلى منزل والدها في مخيم للاجئين بالقرب من رام الله بعد إطلاق سراحها في وقت متأخر الأربعاء. وكانت براء قد حكمت بتهمة القتل غير العمد وكانت محكمويتها ستنتهي الشهر القادم. وقد بدأ قبل قليل تنفيذ المرحلة الاولى من صفقة شريط الفيديو، وهي الافراج عن المعتقلات ونقلهن الى سجني عوفر وشيكما، بانتتظار تلقي الضوء الأخضر بعد مشاهدة الشريط، وإطلاق سراحهما بشكل نهائي. وكان مسلحون فلسطينيون قد احتجزوا شاليط في غارة على الحدود الاسرائيلية في يونيو/حزيران عام 2006. وأكدت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية أن وسيطا ألمانيا شاهد شريط فيديو لشاليط ويؤكد صحته وأنه تم تصويره في الأسابيع الأخيرة. وتحتجز إسرائيل حاليا نحو 10 آلاف سجين فلسطيني. وقال البيان الاسرائيلي إن الوسطاء المصريين والألمان اقترحوا هذه الصفقة "كإجراء لبناء الثقة". وتطالب حركة حماس باطلاق سراح مئات من السجناء المحتجزين في إسرائيل والذين قضى كثيرون منهم فترات طويلة في السجن بسبب أنشطة مناوئة لاسرائيل.