اعتبر المبعوث العربي والدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي التوافق الروسي الأمريكي على حض السلطات السورية والمعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة "خطوة أولى هامة جداً". وقال الإبراهيمي في بيان صدر عن مكتبه يوم 8 مايو/آيار إنها "أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جداً". وأضاف الإبراهيمي أن "كل المعطيات تدعو إلى الاعتقاد بأن التوافق الذي تم، سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي". ورأى مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية أن "التصريحات التي صدرت في موسكو، تشكل خطوة أولى إلى الأمام هامة جداً لكنها ليست سوى خطوة أولى"، مؤكدا إنه "من الهام، بالقدر نفسه، أن تحصل تعبئة في المنطقة بمجملها من أجل دعم هذه العملية". وكانت روسياوالولاياتالمتحدة قد اتفقتا يوم الثلاثاء في موسكو، على "حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على التوصل إلى حل سياسي للنزاع، والتشجيع على تنظيم مؤتمر دولي حول سورية في أسرع وقت ممكن". من جانبه اشار الإعلامي السوري ورئيس تحرير موقع سيريانديز أيمن قَحْفْ في حوار مع قناة "روسيا اليوم" إلى أن الامريكيين بدأوا يستجيبوا لصوت العقل الروسي، واقتنعوا بضرورة الاقتراب من الموقف الروسي. واعرب قحف عن أمله الا تكون مجرد تصريحات اعلامية. وفيما يخص الابراهيمي فقد اشار قحف الى أنه في فترة معينة من عمله كمبعوث ابتعد عن الحيادية في تقييم الاحداث في سورية.
وكان قد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الامريكي جون كيري بموسكو يوم الثلاثاء 7 مايو/ايار ان روسياوالولاياتالمتحدة اتفقتا على ضرورة حث الحكومة السورية والمعارضة على ايجاد حل سياسي للازمة. واضاف لافروف قوله: "اتفقنا ايضا على ضرورة ان نحاول عقد مؤتمر دولي حول سورية بأسرع ما يمكن، وانا اعتقد ان ذلك قد يحدث في نهاية شهر مايو/ايار الجاري، وهو سيعقد تطويرا لمؤتمر جنيف الذي عقد نهاية يونيو/حزيران العام الماضي". وتابع لافروف قائلا: "اكد بلدانا التمسك بوحدة اراضي سورية في سياق تنفيذ بنود بيان جنيف بالكامل. ونحن نعترف بان ذلك يتطلب توافقا من قبل الاطراف السورية، ونحن نتعهد باستغلال كافة الامكانيات المتوفرة لدى روسياوالولاياتالمتحدة من أجل اجلاس الحكومة والمعارضة الى طاولة المفاوضات. وسنعمل بالشراكة مع الدول الاجنبية المعنية الاخرى بهذا الشأن، والتي يجب ان تظهر تمسكها بمساعدة السوريين في ايجاد حل سياسي في اطار اتفاقات جنيف بأسرع ما يمكن". لافروف: المعلم اكد لي تمسك دمشق بالمفاوضات.. والمعارضة لم تقدم مفاوضين وذكر وزير الخارجية الروسي ان نظيره السوري وليد المعلم أكد له في المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما تمسك السلطات السورية بالمفاوضات، مشيرا الى ان المعارضة السورية لم تقم بتعيين مفاوضين عنها. وقال لافروف ان "المهمة في هذه المرحلة تتمثل في اقناع الحكومة وكافة فصائل المعارضة بالجلوس الى طاولة المفاوضات. وبعد ان تم الاتفاق على بيان جنيف، اعربت الحكومة السورية عن الاستعداد للعمل على هذا الاساس، وقامت فيما بعد بتشكيل لجنة مسؤولة عن الحوار السوري". وتابع قائلا: "يوم امس اكد لي وزير الخارجية السوري خلال المكالمة الهاتفية انهم متمسكون بالمفاوضات على اساس بيان جنيف، وان اللجنة المذكورة مكلفة باجراء هذه المفاوضات". كيري: بديل التسوية السلمية في سورية مزيد من العنف وتفكك البلاد بدوره أكد جون كيري وزير الخارجية الامريكي ان الولاياتالمتحدة تعتبر بيان جنيف وثيقة هامة يجب ان تؤدي الى التسوية السلمية في سورية، وحذر من خطر تفكك سورية في حال عدم وجود حل سلمي. وقال كيري: "نعتبر بيان جنيف سبيلا هاما بالفعل لانهاء اراقة الدماء في سورية. وهذا لا يجب ان يكون ورقة بسيطة ودبلوماسية لا معنى لها، بل يجب ان يمهد الطريق نحو سورية جديدة لا مكان فيها لمجزرة دموية". واكد الوزير الامريكي انه قد يتم في نهاية الشهر الجاري عقد مؤتمر دولي حول سورية ستحاول روسياوالولاياتالمتحدة تنظيمه. وقال كيري: "نتطلع الى دعوة ممثلي المعارضة والحكومة السورية من أجل تنفيذ الاهداف المعلن عنها في بيان جنيف". وتابع كيري قائلا ان "البديل للتسوية السلمية في سورية هو مزيد من العنف، وسورية تقف على حافة الهاوية، ان لم تكن قد وقعت فيها فعلا. والبديل ايضا هو تصاعد الازمة الانسانية، وقد تتفكك سورية الى اجزاء، وقد يكون هناك عنف طائفي واعمال تطهير عرقي، ما يهدد امن واستقرار المنطقة كلها". القرار الامريكي بشأن تسليح المعارضة سيتوقف على نتائج التحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي واعلن كيري ان الولاياتالمتحدة ستتخذ قرارا بشأن توريد او عدم توريد السلاح الى المعارضة السورية تبعا لنتائج التحقيق في المعلومات عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية. وتعليقا على مشروع القانون بهذا الصدد الذي قدم الى الكونغرس قال كيري ان هناك آراء بضرورة تسليح المعارضة السورية، لكن كل شيء سيتوقف على الحقائق ووجود ادلة في هذا الشأن (الاسلحة الكيميائية). واضاف الوزير الامريكي قوله ان "الرئيس اوباما اوعز باجراء تحليل دقيق لهذه الحقائق والمعلومات. واعتقد ان الكونغرس سيدرس نتائج هذا التحليل باهتمام قبل ان يتخذ اي قرار".