في خضم الأحداث والمتغيرات التي تشهدها المنطقة وفي ظل الربيع العربي الذي كانت ولازالت اليمن متأثرة بهذه التغيرات والهبات الشعبية .. فهي لم تكن بمنأى عما يجري في المنطقة حيث كان لها نصيب من الحراك الشعبي والمطالبة بالتغيير .. فعلى مدى سنتين ونيف والشارع اليمني لازال يغلي ويهتف بإسقاط النظام، وما حصل في مصر مؤخرا خير دليل على الحراك الشعبي القوي .. هنا لا ننكر الدور الكبير الذي يلعبه أنصار الله في المعادلة اليمنية فالجماهير الكبيرة التي تخرج كل جمعة تطالب بإسقاط النظام وحكومة المحاصصة في اغلب المحافظات اليمنية والذي شكل ضغطا جماهيريا متواصلا، اقلق النظام ولم يكن له خيار أمام هذا الضغط سوى الاستنجاد بمندوب الأممالمتحدة جمال بن عمر وهذا طبعا ينبئ عن القلق والخوف الشديد من تكرار السيناريو المصري في اليمن. ويمكننا أن نفهم من هذه الزيارة لشخصية لها دورها البارز في العملية السياسية الجارية في اليمن "الحوار الوطني " أن هناك رسائل أراد مبعوث الأممالمتحدة إيصالها إلى قيادة أنصار الله ولا يستبعد أن منها محاولة التخفيف من تصاعد الغضب الشعبي تجاه السياسة الفاشلة التي تتبعها حكومة الوفاق ، وهي- أي الزيارة - تكشف في الوقت نفسه حجم القاعدة الشعبية المتزايدة لأنصار الله الذي بات من الصعب تجاهلها أو غض الطرف عما تطلبه الجماهير وبالتالي حمل بن عمر إلى قيادة أنصار الله تطمينات وأهمها تنفيذ النقاط العشرين . ما يؤكد ذلك تصريحات الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام الذي قال فيها أن اللقاء الذي جمع بين السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وجمال بن عمر يوم الأحد في صعدة الذي تناول في مجمله القضايا الرئيسية الجارية في البلد وسبل معالجتها. ومن أهم ما ذكره السيد وشدد عليه هي حكومة الإنقاذ الوطني التي باتت ضرورة ومطلبا شعبيا وان النظام في اليمن ليس في إطار دولة بقدر ما هو في أيدي جهات وأحزاب نافذة تقاسمت السلطة وفق المصالح الثنائية خاصة وهي ترفض حتى الآن تنفيذ النقاط العشرين. فهذه الحكومة هي جزء من المشكلة ومستحيل أن تكون الحل لا سيما وأنها عجزت عن القيام بأي دور يعالج القضايا الرئيسية التي تهدد اليمن وتحفظ سيادته فضلا عن عجزها الواضح في تنفيذ أي توافق يخرج به المتحاورون داخل مؤتمر الحوار الوطني.. كما أن الدلائل الواضحة لهذا اللقاء تؤكد على أن أنصار الله باتوا قوة سياسية لا يمكن تجاهلها ولها الحق في طرح المشاكل والحلول حيال الوضع السياسي التي تشهده اليمن وسبل معالجاتها وهذا طبعا يتطلب حكومة إنقاذ وطنية يرها أنصار الله الحل الأوحد في إخراج اليمن من النفق المظلم تكون قادرة على حلحلة مشاكل أبناء الشعب والحفاظ على سيادة البلد ومقدراته. صحفي حوثي