شنت وحدات من الجيش هجوماً كاسحاً على معاقل المتمردين في مديرية "رازح"، في اجتياح بطولي فريد تهاوت أمامه أوكار الارهاب، وتساقطت فلول أبو لهب بالعشرات بين قتيل وجريح، فيما ولت البقية أدبارها، ليطل فجر اليوم الجمعة وقد خلت "رازح" من أي أثر للحوثيين، سوى عشرات الجثث التي شوهدت مجموعة من النسور وهي تحوم فوقها..! وأكدت المصادر أن الهجوم الذي بدأ بعد ظهر أمس الخميس، استهدف منطقة "القلعة"- وهي المنطقة الوحيدة من مديرية "رازح" التي تسلل إليها المتمردون قبل نحو الخمسة أيام، وتحصنوا في جبالها الوعرة.. وقد شارك في الهجوم سلاح الجو، حيث وجه صقور الجو سلسلة ضربات مدمرة فتكت بمعاقل المتمردين، شنت في اعقابها وحدات الجيش هجوماً من ثلاثة محاور، بدأ في حدود الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس وانتهى منتصف ليل نفس اليوم، بغعلان التطهير الكامل لمنطقة "القلعة". وأشارت المصادر إلى أن معاركاً ضارية شهدتها جبهة المواجهة، استبسل خلالها أبطال القوات المسلحة، وتمكنوا من قتل ما بين (50 - 55) متمرداً، وإصابة العشرات بجروح، واعتقال (9) آخرين، وضبط كمية من "البوازيك"، ومدفعي هاون، ورشاش مضاد للطائرات، وكميات كبيرة من الذخائر التي كانوا قد كدسوها خلال اليومين الماضيين على أمل أن يشنوا هجوماً على بقية مناطق "رازح"، غير أن الجيش كان الأسبق لدحرجة رؤوسهم من فوق "القلعة"..! وتؤكد المصادر: أن سلاح الجو قصف وكراً للمتمردين في منطقة "النظير" المحادية ل"القلعة"، يعتقد أنه مقراً لقيادة التمرد، وقد حوله إلى ركام، مشيرة إلى أن قوة عسكرية توجهت فجر اليوم الى المكان للبحث بين الانقاض عن جثث من كانوا فيه، بغية التعرف على هوية أصحابها.
ونوهت إلى أنه على الرغم من قيام القوات المسلحة بتوجيه نداء للحوثيين بمكبرات الصوت لانتشال جثث قتلاهم غير أن أحداً منهم لم يجرؤ على العودة لانتشالها، وظلت حتى ساعة تلقي تفاصيل هذا الخبر- الثامنة صباحاً- متناثرة على الأرض، فيما شوهد عدد من النسور تحوم فوق بعضها، الأمر الذي كان يضطر بعض الأفراد لاطلاق النار باتجاهها للحيلولة دون العبث بالجثث.. هذا وتفيد المصادر أن المواجهات العسكرية في مختلف المحاور الأخرى لجبهات القتال ما زالت مستمرة، وان عمليات تطهير واسعة تتولاها القوات المسلحة، في نفس الوقت الذي تلوذ عناصر التمرد بنفسها باتجاه المناطق النائية الوعرة التي لا حياة فيها، لتعلن من هناك أنها سيطرت على موقع جديد، قد تكون هي الكائن الحي الوحيد الذي بلغه، مستغلة جهل ساحة الرأي العام بجغرافيا صعده ومسميات مناطقها.. هذا وكان المتمردون، روجوا في وقت سابق عبر مواقع الاثارة، لحملة إعلامية كبيرة هولت من حادث تسلل العناصر الحوثية الى موقع "القلعة"، وصورت للرأي العام أن فلول أبو لهب اجتاحت "رازح" بطولها وعرضها.. مستغلة عدم علم الغالبية العظمى بأن "رازح" عبارة عن سلسلة جبال "بركانية التكوين"، وعرة للغاية، ويندر العثور فيها على مساحة صالحة للزراعة، لذلك يتناثر سكانها على مسافات متباعدة جداً، ولم تنشا فيها أي مظاهر للحياة المدنية، وإن أعتى الجيوش قد تستغرق أشهراً إذا ما أرادت إجتياحها..! هذا وتؤكد المصادر أن رازح في هذه اللحظات تخضع بالكامل للسيطرة الحكومة، ولم يعد للحوثيين أي أثر فيها، سوى جثث قتلاهم التي ما زالت تبحث عن قبور..!!