في يوم كان استثنائياً اختزل ساعة النصر طوال ايام المواجهة ليأتي وقت الإعلان عنها يوم أمس السبت لترسم اللحظة التاريخية لسقوط العصابة المتمردة والضالة تحت وقع الضربات المتتالية لحماة الوطن وتحت اقدام الميامين ابطال القوات المسلحة والامن والمواطنين المتعاونين والداعمين لهم ويفر الإرهابيون إلى اماكن عجزوا انفسهم عن تحديدها من هول الهزيمة، يفرون ولسان حالهم كما قال الحق تبارك وتعالى :«وسيعلم الذين ظلم اي منقلب ينقلبون» إذ ان البعض من عناصر الشرذمة المهزومة كان يفر من خط المواجهة فاذا به وسط ابطال الجيش منادياً لهم : أخبئوني من جنود الجمهورية «انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» يحدث ذلك عقب العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها وحدات الجيش والامن والمواطنون يوم أمس ضد عصابة التمرد والتخريب ففي هذا السياق أنهى أبطال قوات العمالقة في وقت متأخر من مساء أمس تطهير مديرية رازح من رجس العناصر الإرهابية، فقد اكدت مصادر مطلعة في محافظة صعدة ان قوات العمالقة استولت على القلعة مساءً إلا انها لم تدخل المجمع الحكومي تحسباً من الالغام التي زرعها المتمردون فيه قبل ان يلوذوا بالفرار تحت جنح الظلام. واشارت المصادر إلى ان قوات العمالقة ومنذ الساعات الاولى من صباح أمس شنت هجوماً واسعاً على مواقع وتحصينات المتمردين في مختلف مناطق مديرية رازح في معركة بطولية طوال النهار، واضافت المصادر ان قوات العمالقة استكملت عصر أمس سيطرتها الكاملة على مناطق «وادي مشرقة، جبل مشرقة، جبل الدامغ التابع لقبيلة الازد، جبل الجرهة، جبل شريم، منطقة شعارة، ووادي معين» لتقى القلعة التي تم دخولها في وقت متأخر من المساء. وذكرت المصادر ان المتمردين اضرموا النيران في المجمع الحكومي بالقلعة مستخدمين اطارات السيارات عصر أمس قبل ان يزرعوا محيط وفناء المجمع بالالغام قبيل مغادرتهم المنطقة بعد ان حل ظلام الليل، كما ذكرت ايضاً انه وبعد سيطرة وحدات الجيش على رازح وجدوا المتمردين يقومون بتطبيب جرحاهم في مدرسة جبل الازد وعقب اكتشاف امرهم فروا باتجاه غمر مما سبب في موت بعض الجرحى بالطريق، واوضحت المصادر ان عشرات المتمردين لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي شهدتها مديرية رازح يوم أمس. من جهته أكد مصدر خاص في مديرية رازح للصحيفة انه تم القاء القبض على العشرات من عناصر الارهابيين في مواجهات أمس برازح والعثور على اعداد كبيرة من الاسلحة والمتفجرات والذخيرة بجميع انواعها، مشيراً إلى ان قرى كثيرة في رازح لم تشارك في المواجهة حيث كانت ترفع الرايات البيضاء والعلم الجمهوري عند وصول قوات العمالقة إليها فوق اسطح المنازل. استيلاء وحدات الجيش على مديرية رازح وفرار عناصر التمرد والتخريب منها في مشهد ابتهج له ابناء رازح الذين اطلقوا الاعيرة النارية باتجاه الجو واوقدوا النيران في اسطح المنازل وقمم الجبال والتلال تعبيراً عن فرحتهم بدحر العناصر الظلامية من مديرية رازح ومن مناطق أخرى غيرها، هذا المشهد اعاد إلى الاذهان ما حدث في ستينيات القرن الماضي في ذات المديرية «رازح» لمن تبقى من افراد الاسرة الكهنوتية حيث كانت نهاية تواجد «الامام البدر» في مديرية رازح الذي فر إلى السعودية حينها، وهو المشهد الذي أعاد نفسه يوم أمس حين فر اذناب الكهنوت من المديرية إلى غير رجعة. وفي السياق ذاته وفي مكان غير بعيد عن مديرية رازح سيطرت وحدات الجيش يدعمها المواطنون على مديرية غمر يوم أمس، حيث ذكرت مصادر محلية في صعدة للصحيفة ان مديرية غمر كانت اقل المديريات من حيث المواجهة، مشيرة إلى ان الاشتباكات التي جرت في المديرية بين وحدات الجيش والمواطنين وبين عناصر الشرذمة المهزومة استمرت نحو «9» ساعات لتنتهي بغرض السيطرة الكاملة من قبل المواطنين والجيش على المديرية، واشارت المصادر إلى انه تم تعيين مدير عام جديد للمديرية بدلاً عن المدير السابق الذي فر من مقر عمله قبل نحو شهرين، موضحة ان المدير الجديد وصل بالفعل إلى المجمع الحكومي في غمر ومعه «200» جندي من الامن وباشر عمله في توزيع الافراد لحفظ الامن بالمديرية. إلى ذلك تتواصل الاشتباكات بين وحدات الجيش والامن وبدعم كبير من المواطنين ابناء قبيلة حنبة وآل ثابت وبني خولي من «منبه» وقبائل اخرى وبين عناصر التمرد الارهابي في مديرية قطابر. الاشتباكات المستمرة إلى ساعة كتابة هذا الخبر كانت قد بدأت منذ صباح يوم أمس عقب الترتيبات التي سبقت المواجهة بثلاثة ايام، حيث توافد ابناء القبائل من مديريتي باقم ومنبه لدعم المواطنين في قطابر وكذا قطع الطريق في منطقة يسنم لمنع وصول الامدادات للمتمردين من رغافة وام ليلى وغيرها من تلك المناطق، وقد اسندت مهمة قطع الطريق في يسنم إلى اصحاب الشيخ حسن بن مقيت إلا انه وحسب بعض المصادر فإن الطريق لم يتم قطعها بشكل نهائي إلا في المساء. واضافت المصادر انه تم القاء القبض على «12» إرهابياً في قطابر تم ايصال «6» منهم على متن طائرة مروحية إلى مدينة صعدة، فيما تدخل الشيخ علي جبران العرام وحال دون تسليم ال«6» الآخرين إلى قيادة المحافظة بحكم معرفته بهم. من جهة اخرى علمت الصحيفة من مصدر مطلع في محافظة صعدة ان وحدات الجيش يساندها ابناء القبائل في مديرية حيدان سيطرت يوم أمس على القرى والتلال والجبال في منطقة آل كريد بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر التمرد الارهابي الذين لاذوا بالفرار إلى جبل الجاو وجبل الحصن، مشيراً إلى انه تم الاستيلاء على منزل الارهابي حيد الكريدي الذي كان يقود المتمردين في آل كريد، وكذا على منزل الارهابي حسن عيضة الكريدي في قريتي الدرب وعرامة والشلفات، ونوه المصدر إلى أن عدداً من المتمردين لقوا مصرعهم في تلك المواجهات.