لا يخفى على الجميع كل ما نمر به اليوم من متغيرات سواءً على الساحة اليمنية أو على المستوى الإقليمي والدولي، وكل تلك المتغيرات ربما تكون وفق خطط واستراتيجيات مُعدة مسبقاً أو متغيرات فرضتها ظروف آنية وأوضاع أخرى كالأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار البترول وغير ذلك، وسأتكلم هنا عن الشأن اليمني فقط لإلمامي بعض الشيء بأسباب ومسببات بعض ما يجري اليوم على الساحة، فلا يخفى علينا جميعاً ما يدور اليوم في محافظة صعدة من إجرام يرتكبه الحوثيون بحق الوطن وما يقوم به أفراد ما يسمى بالحراك، ومن وجهة نظري الشخصية التي ربما يوافقني البعض عليها بأن كل ما يحدث اليوم ليس إلا مؤامرةً دنيئة رخيصة مدفوعة الثمن ولعلها أيضاً فترة فضح لكل من يتشدق باسم الوطن ويردد شعارات زائفة مفضوحة، وكما يعلم الجميع مواقف بعض الأحزاب التي ظهرت على حقيقتها بعد أن سقط عن وجهها القناع والتي تدعي كل يوم بأنها عملت و..و..و..و .. وقدمت للوطن، فماذا قدمت هذه الأحزاب للوطن ؟ هنا سأذكر بعضاً مما قدمته هذه الأحزاب للوطن. فقد قدمت هذه الأحزاب للوطن مفهوم الفوضى بشكل جديد وتحت مسميات مختلفة، فهي تُبطنُ ما لا تُظهر، فهي تظهر في مؤتمراتها العامة الاعتيادية أو الاستثنائية وهي خجولة من استنكار أية جريمة ارتُكبت بحق هذا الوطن الذي ينعمون بخيراته، هذا إن لم تكن لها البصمات في التشريع لمثل هذا الجرم، وتارةً تشرع للفوضويين السير في طريق عرقلة كل الأعمال الوطنية ابتداءً بتشويه سمعة البلد وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني من خلال مضايقة المستثمرين من قبل بعض قيادات هذه الأحزاب التي أصبحت وبصراحة مصدر قلق على مستقبل الوطن، فبالله عليكم كيف تجتمع شخصيةٌ مزدوجة في شخصٍ واحد هو شيخ القبيلة وقائد حزبي وفوضوي ومستثمر ورجل أعمال ؟ لا أجد تفسيراً لهذه الشخصية إطلاقاً، ولا بد من ثبات المواقف وترك هذه الازدواجية الكريهة، وترك تمييع المواقف، لأنه وبصراحة يؤسفنا جميعاً الحال الذي وصلت إليه هذه الأحزاب وعلى رأسها أحزاب اللقاء المشترك؛ فقد أصبحت حقيقةً تُشرع لأعمال الفوضى في البلد وأصبح من الواجب على الجهات الرسمية العمل على وضع حد لمثل هذا الأمور. أملي أن تراجع هذه الأحزاب حساباتها وألاّ تُضر بمصلحة الوطن، لأن الوطن ليس بحاجة إلى المزيد من الجراح، وعلى من يدعون أنهم قيادات لهذه الأحزاب أن يُثبتوا بالدليل القاطع بأنهم مع الوطن وليسوا ضده وأن يبتعدوا عن غرس ثقافة الكراهية بين أبناء اليمن الواحد .. والتاريخ يسجل كل شيء ومن الأفضل لهم أن يتجنبوا لعنة التاريخ التي ستلاحقهم مهما تهربوا منها .