ونشب شجار بين بعض المصلين في مسجد «الفردوس» بحي «النهضة» في الرياض – حسب ما نشره موقع إيلاف – ، بعدما ثار غضب بعض المصلين المصريين بفعل دعاء الإمام على السيسي وجمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: «اللهم اجتث بشار والسيسي».
واعترض بعض المصلين على دعاء الخطيب ليحدث هرج ومرج داخل المسجد قبل أن يتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، وأظهر شريط فيديو قصير أحد المصلين وهو يدفع آخر بشكل عنيف، قبل أن تتم إقامة الصلاة. وفي الوقت الذي امتد الجدل بفعل ما جرى داخل المسجد إلى الخارج ولا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بالتعليقات المنددة بخروج الإمام عن النص؛ كشفت تقارير صحفية عن أن وزارة الشؤون الإسلامية السعودية تعتزم إيقاف الخطيب عن العمل وإحالته للتحقيق. ونقلت المصادر عن الوزارة تأكيدها أنها رصدت حادثة جامع الفردوس بحي النهضة بالرياض وستوقف الإمام عن الخطابة، على أن تبدأ التحقيقات معه يوم الأحد المقبل، مشددة على أنها لا تؤيد تسييس خطب الجمعة. ومن المعروف أن نظام وزارة الشؤون الاسلامية في السعودية يمنع تعاطي السياسة على المنابر وتسخيرها لمصلحة احزاب او طوائف، وهو ما خالفه الإمام بتحويل معظم خطبته للحديث في الأمور السياسية, ولا سيما تناول ما يجري في مصر. وشن الخطيب هجوماً لاذعاً على السيسي مستخدماً عبارات ومصطلحات قاسية وغير مسبوقة، وذلك عبر إلقاء قصيدة هجاء صريحة وصف فيها وزير الدفاع المصري بالفاسد والجبان والأحمق، وغير ذلك من الكلمات المستفزة. ووصف الخطيب ما يجري في مصر بأنه حرب ضد الإسلام، وواصل تحريضه على القتل بالقول إن مصر بحاجة لتنظيف وهو ما يتطلب تضحيات جسيمة ووقت طويل، وأن قتلى ما بعد الثورات عادة ما يكونون أكثر من قتلى الثورات نفسها. وواصل الخطيب تعاطي السياسة والتحريض في خطبة يفترض أن تكون دينية قائلاً إن أجهزة الدولة في مصر ظلت فاسدة مهاجماً العلمانيين والقوميين واليساريين والليبراليين ومن وصفهم بالمتصهينين والمتأمركين، على حد زعمه. وبمجرد نشر مقتطفات من الخطبة التي ألقاها الشيخ السعودي شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والاستياء، ودشن بعض النشطاء «هاشتاج» على موقع «تويتر» انتقدوه فيه بشدة وقالوا إنه تسبب بفتنة من خلال خطبته المثيرة للجدل. وطالب العديد من السعوديين بمحاسبة الخطيب ومنعه إلى الأبد من الخطابة، فيما طالب آخرون بمكافئة المصليين المصريين الذين اعترضوا عليه، وعبروا عن رفضهم للمغالطات الكثيرة في الخطبة.