قال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إن المملكة قادرة على "ردع كل معتد ودحره"، في إشارة إلى الجماعات الحوثية المتمردة التي تسللت إلى الجانب السعودي من الحدود مع اليمن، وحصلت معارك بينها وبين قوات المملكة. وقال الملك عبد الله، خلال لقاءه مساء أمس الاول وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر بن مبارك الحمد الصباح، "أن المملكة قوية بالله سبحانه وتعالى وقادرة بإذن الله على ردع كل معتد ودحره ورد كيده في نحره إن شاء الله". وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أكد في رسالته التي بعث بها إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز" تأييد الكويت لجميع الإجراءات التي اتخذتها المملكة لحماية أراضيها والحفاظ على أمنها واعتبار أي اعتداء على المملكة اعتداءً على الكويت". وأعرب الملك عبدالله "شكره وتقديره للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولحكومة وشعب دولة الكويت على مشاعرهم تجاه المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً". وفي السياق نفسه، قال مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إن فتنة الحوثيين تقوم على "التعصب لأفكار شاذة وآراء فاسدة". وأضاف رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية في تصريح لصحيفة "عكاظ" امس" أن الحوثيين يريدون فرض عقيدتهم الفاسدة على المجتمع والبلاد الإسلامية"، داعيا البلدان الإسلامية إلى عدم الرضا بالأفكار الفاسدة التي تكون خالية من الشريعة الإسلامية". وثمن آل الشيخ ما يؤديه "رجال الأمن البواسل من جهد للحفاظ على أمن الوطن وحماية مقدراته"، مضيفا "هؤلاء الجنود المرابطون إنما هم في جهاد يحرسون ثغرا من ثغور الإسلام، وهم على خير وأجر عظيم في إخلاصهم ودفاعهم عن الوطن". واوضح أ ل الشيخ "أن حكومة المملكة تقدم مجهودات كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين وتدافع عن الوطن وممتلكاته". وخلص مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء إلى القول: "المملكة لا تعتدي على أحد لكنها تمتلك القدرة لردع كل من تجاوز حدوده وأراد الإفساد والإخلال بالأمن". السعودية تؤكد أنها لن تتهاون إزاء الانتهاكات التي قام بها الحوثيون على أرضيها و شددت المملكة أنها لن تتهاون إزاء أي الانتهاكات التي قام بها المتمردون الحوثيون على سيادة أراضيها والتي أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة في بيانه عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها المجلس برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز إن المجلس" شدد على أن المملكة لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها". وأضاف أن" مثل هذا التسلل غير المشروع يعطيها كامل الحق في اتخاذ كل الإجراءات لإنهائه مع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها وأراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين ووضع حد لكل من تسول له نفسه القيام بأي عمليات تسلل أو تخريب والحد من تكرار ذلك مستقبلاً". وأوضح خوجة" أن المجلس استمع إلى تقرير حول الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها المملكة للحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده بعد قيام مسلحين بالتسلل إلى موقع جبل دخان داخل الأراضي السعودية في منطقة جازان وإطلاق النار على دوريات حرس الحدود".ميدانيا قال مصدر سعودي رسمي امس ان المملكة خففت من حدة عملياتها على الحدود مع اليمن والقت القبض على مئات المتمردين الحوثيين. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "ان عمليات القصف المدفعي المكثف قد انتهت". وذكر ان "هناك انتشارا تكتيكيا للوحدات في المنطقة ونريد ان نتأكد انه تم القضاء على خطر" المتمردين. وأعلن الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير على الحدود مع اليمن، إنه تم تطهير كافة المواقع من المتسللين الحوثيين إلى أراضي المملكة، واصفا إياهم بأنهم "عصابات غادرة وخسيسة". وقال الأمير فيصل بن خالد في تصريح صحفي "أن بلادنا ستبقى شامخة وسينقطع دابر من يحاول المساس بأمنها واستقرارها"، مضيفاً أنه "بالتوجيهات المستمرة للقيادة والمتابعة الميدانية من الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع فقد تم تطهير المواقع من المتسللين". ووصف أمير منطقة عسير" أولئك المتسللين(الحوثيين) بأنهم عصابات غادرة وخسيسة وسيتم القضاء على المتسللين الذين خانوا وطنهم قبل كل شيء". ووصف التفاف "أبناء الوطن والروح الوطنية المتقدة" بأنه يدعو إلى الفخر والاعتزاز. واكد المصدر السعودي ان الحوثيين "تكبدوا خسائر بشرية كبيرة" دون اعطاء حصيلة، فيما لم يعلن المتمردون ايضا عن حصيلة خسائرهم البشرية. وقال ان "الكثيرين استسلموا في الساعات ال48 الاخيرة، وهناك المئات من المقاتلين الذي سلموا انفسهم". وكشف مصدر مسؤول في فرع وزارة المالية بمنطقة جازان السعودية، على الحدود مع اليمن، أن سلطات المنطقة قامت بتوفير السكن إضافة إلى 2000 ريال (ما يعادل 533 دولار) لكل أسرة نازحة في الجنوب جراء الاعتداء الذي قامت بها الجماعات الحوثية المتمردة على الحدود السعودية اليمنية. وقال مصدر مسؤول في فرع وزارة المالية بمنطقة جازان في بيان له وزع امس الاثنين أن الوزارة لديها توجيه عاجل بإيواء الأسر السعودية النازحة من قراها، وأن هناك لجان تعمل على تسجيل وفرز الأسماء بالتعاون مع محافظات المنطقة. وقال المصدر إن هناك توجه بصرف مبالغ مالية لكل أسرة سعودية نزحت عن قريتها كي يتسنى لهم مواصلة حياتهم. وأضاف إن المبالغ حددت بعدد أفراد الأسرة، وقال إنها في حدود 2000 ريال لكل أسرة نازحة مع تزويدهم بالمسكن حتى يعودوا إلى منازلهم. ورفض المصدر التعليق على شكوى الأهالي من بطء تحرك الوزارة في صرف معونات عاجلة لهم، وقال "إننا نعمل على فرز أسماء الأهالي"، مضيفاً أنه تم التعميم "على كافة المطاعم والفنادق بتزويد الأهالي بوجبات الطعام". واكد المتمردون الحوثيون ان الجيش السعودي استأنف الاثنين غاراته الجوية على مواقعهم في المناطق الحدودية وداخل اليمن، فيما ابقت صنعاء على صمتها ازاء التطورات على حدودها. من جانبه، قال مصدر سعودي رسمي ان القوات السعودية خففت من حدة عملياتها على الحدود وان مئات الحوثيين استسلموا لها. وقال المتحدث باسم المتمردين الزيديين محمد عبدالسلام ان "القصف السعودي استؤنف امس بعد الساعة الثامنة صباحا، علما ان القصف كان كثيفا خلال يوم امس الاحد، وقد استخدم السعوديون قنابل فوسفورية حرقت مناطق جبلية". وسبق ان اتهم الحوثيون السعوديين باستخدام هذا النوع من القنابل، الا ان المصدر السعودي الرسمي نفى ذلك قطعا وقال ان القوات السعودية استخدمت "قنابل مضيئة". واشار عبدالسلام الى ان القصف السعودي شمل اهدافا "داخل تراب اليمن"، معتبرا ان ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين الى الاراضي السعودية واقتصار العمليات ضمن نطاق ارض المملكة، ما هو سوى "مجرد ذرائع لهجوم منظم". وأعلنت السلطات السعودية امس انها ضبطت على الحدود مع اليمن أكثر من خمسة آلاف متسلل ومهرب منذ إعلان المملكة دخول جماعات متسللة إلى أراضيها في الأسابيع الماضية.