تمكن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر أمس، من نزع فتيل الأزمة التي كادت أن تفجر مؤتمر الحوار الوطني، وأقنع ممثلي الحراك الجنوبي والحوثيين بإنهاء مقاطعة الجلسات الختامية في مقابل استئناف عمل فريقي القضية الجنوبية وصعدة، فيما طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي ممثلي الحراك بعدم المزايدة في القضية الجنوبية. وقال مصدر دبلوماسي غربي في صنعاء امس ان «الجهود التي بذلها بنعمر وسفراء الدول الغربية أفضت الى إقناع ممثلي الحراك والحوثيين بالعودة إلى مؤتمر الحوار على ان يواصل الفريقان المعنيان بالقضية الجنوبية وصعدة أعمالهما بصورة طبيعية الى حين انتهاء أعمالهما ورفع تقريرهما الى الجلسة الأخيرة من الجلسات الختامية لمؤتمر الحوار».
توافق مشروط وأكد القيادي في الحراك الجنوبي محمد علي احمد هذا الاتفاق، قائلاً انه «أبرم مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار ليلة أول من أمس وقضى باستئناف الجلسات الختامية، شرط ان يتم استعراض التقارير فقط ورفعها بعد ذلك، على ان تعود اللجان الى جلسات أعمالها لمناقشة القضايا التي لم يتم التوافق عليها».
وفي مؤتمر صحافي، قال احمد، وهو رئيس مؤتمر شعب الجنوب، إن هذا الاتفاق «حل وسط لتجنب إحراج الرئيس عبدربه منصور هادي الذي دعا الى عقد الجلسة الختامية»، لكنه جدد التأكيد على ان الحراك لن يقبل بأقل من دولة اتحادية إقليمين.
اللجنة المصغرة وذكر مكتب بنعمر انه أطلع أعضاء اللجنتين على مستجدات عمل اللجنة المصغرة للحلول والضمانات في فريق القضية الجنوبية ودور الأممالمتحدة «التيسيري» في هذا الشأن، ومشاركته في اجتماعات اللجنة المصغرة منذ تشكيلها مناصفة بين ممثلين من المحافظات الجنوبية والشمالية. مؤكدا أن «التوافق على صيغة نهائية بات ممكناً».
وعبر بنعمر عن أمله في أن يواصل المتحاورون «التعامل بشكل بناء وجدي والتعاون لإنهاء عمل اللجنة سريعاً ورفع تقريرها إلى فريق القضية الجنوبية»، مؤكداً انه «لا خيار إلا استئناف النقاشات تزامناً مع انعقاد أعمال الجلسة العامة الثالثة، وفق النظام الداخلي لمؤتمر الحوار، بما يمكن فرق العمل المتبقية من اللحاق بباقي فرق العمل التي رفعت تقاريرها النهائية». وأضاف: «انضم إلى الاجتماع بعض ممثلي الحراك والحوثيين المشاركين في عضوية اللجنة المصغرة الى الاجتماع المشترك لمناقشة تحفظاتهم على انعقاد الجلسة العامة الثالثة».
لا للمزايدة في الأثناء، رفض الرئيس اليمني في لقاء مع ممثلي الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار «المزايدة في قضية الجنوب»، مضيفاً أنه يعول على «خروج المؤتمر بقرارات تحل القضايا العالقة كقضية الجنوب وصعدة».
وأضاف هادي في لقاء يعد الأول مع ممثلي الحراك بعد أن قاطعوا الجلسة الختامية للحوار: «حرصنا عند صياغة المبادرة الخليجية على معالجة كافة القضايا اليمنية في الشمال والجنوب، وإيجاد المخارج الحلول الناجعة للقضية الجنوبية ومشكلة صعدة وفقاً لواقعنا».
اجتماع استثنائي عقدت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني ولجنة توفيق الآراء مساء اول من أمس اجتماعاً استثنائياً حضره مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر وأمين عام الحوار أحمد بن مبارك ونائبيه لبحث النقاش العالق في اللجنة المصغرة بفريق القضية الجنوبية والمعروفة بلجنة «8+8». البيان