ردت صنعاء بعنف على وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الذي حذر أول من أمس الدول المجاورة لليمن في إشارة إلى السعودية من التدخل في الشأن اليمني. وقال مصدر مسؤول إن اليمن يؤكد مجدداً رفضه المطلق التدخل في شؤونه الداخلية من أي جهة كانت أو إدعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء الشعب اليمني. وفي الوقت الذي رحبت صنعاء بالموقف الإيراني المؤيد لوحدة اليمن وأمنه واستقراره، فإنها اعتبرت أن "ما يجري في محافظة صعدة من مواجهة مع العناصر الإرهابية المتمردة الضالة هو شأن داخلي يمني وان اليمن كفيل بحل قضاياه من دون تدخل أو وساطة من الآخرين". وأشار المصدر المسؤول إلى أن "الدولة (اليمنية) ليس لديها أي موقف من المذهب الشيعي الذي تحترمه كسائر المذاهب الإسلامية وان المواجهة مع العناصر الإرهابية في محافظة صعدة لا تتم على أي أساس مذهبي أو غيره، ولكن لأن هذه العناصر هم جماعة متمردة خارجة على النظام والقانون عاثت في الأرض فسادا وتسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة عموما". وأشاد المصدر بمواقف الدول العربية المؤيدة لمواقف اليمن في حربه ضد الحوثيين وخاصة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والتي شددت جميعها على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ورفض التدخل في شؤونه الداخلية واعتبار أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة. ميدانيا، تواصلت المعارك بين قوات الجيش اليمني ومقاتلي حركة تمرد الحوثي. وأكد مصدر عسكري نجاح الجيش في تطهير العديد من المواقع وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين في محوري صعده وسفيان والحاق خسائر كبيرة بهم في الأرواح والعتاد. وأشار المصدر إلى أن أفراد الجيش دمروا موقعاً للمتمردين قرب منطقة المقاش في محيط صعدة وأن العديد من تلك العناصر قتلوا بينهم أربعة من قياداتهم الميدانية، فيما جرح آخرون، كما تم تدمير ثلاث شاحنات للمقاتلين الحوثيين في منطقتي سبهلة والصفراء . وأكد المصدر مقتل 20 متمرداً بعد صد محاولة تسلل للحوثيين عند موقعي دخشف والعقلة بآل عمار، فيما تصدت وحدات عسكرية لمحاولة مقاتلي الحوثي العودة الى بعض المناطق والمواقع التي طردوا منها على طريق صعدة عين ومحضة ومواقع أخرى في جبل عنبان وسقط العديد من تلك العناصر بين قتيل وجريح. وتمكنت وحدات الجيش في محور حرف سفيان من تنفيذ عمليات تمشيط واسعة في كل من "المجزعة وشبارق ووادي العبلة" الواقعة جنوب معسكر "الجبل الأسود" بعد أن شهدت تلك المناطق معارك عنيفة الثلاثاء استمرت أكثر من ساعتين بشكل متواصل . وأشارت مصادر محلية في مدينة عمران الى أنه تم العثور على إحدى عشرة جثة للمتمردين الحوثيين قرب مطعم السلام الواقع على مدخل حرف سفيان . وشهدت جبهة الملاحيظ والشريط الحدودي الواقع بين اليمن والمملكة العربية السعودية قصفاً عنيفاً بسلاح الجو والمدفعية الصاروخية. وقالت مصادر في مدينة حرض أن المدفعية في جبهة الملاحيظ قصفت بالتزامن مع الطيران مواقع المتمردين في منطقة "الحصامة" ومثلث "الضيعة" ومفرق "ذويب". ويسعى الجيش إلى تشديد خناقه على الحوثيين في المناطق الحدودية مستغلاً انشغال الحوثيين بمحاولة التسلل للأراضي السعودية ودخولهم في مواجهات مباشرة مع الجيش السعودي منذ الخميس المنصرم. وقالت مصادر في مديرية رازح ان الحوثيين قاموا أول من أمس بإعدام أربعة أشخاص من أبناء قرية "بضعة " الواقعة غرب "الشواريق" بمنطقة بني صياح انتقاماً لقيامهم بنقل قائد الطائرة التي سقطت قبل يومين في المنطقة حيث كان قائد الطائرة قد قذف بنفسه من الطائرة قبل سقوطها وحط في منطقة بني "صياح". وأضافت المصادر أن الملازم أول طيار أحمد معجب وصل إلى المستشفى العسكري العام في صنعاء لإجراء فحوص طبية وتلقي العلاج نتيجة لتعرضه لرضوض وجروح طفيفة أثناء هبوطه بالمظلة في رازح بعد أن سهل له اشخاص عملية انتقاله وخروجه من صعدة.