يتحدث المفكرون اليوم وعلى رأسهم عزمي بشارة عن ظاهرة "الليبرالي العربي" أو "المسلم المعتدل" الذي يصفوه بأقذع الأوصاف إذ أنه لا يرى أبعد من أنفه ولا يقبل إلا رأيه ويردد دوما اسطوانة مشروخة يسيء بها إلى دينه الإسلامي وثقافته وأعلام أمته . مما يؤسف له في اليمن , أن توكل تحتل مع عدد من الناشطات مركز الصدارة في هذا المضمار , وربما من سوء حظهن أن ما يقمن به نتاج لدراسات تقوم بها مراكز الاستشراق المعاصر في الغرب بهدف اختراق وعلمنة المجتمعات العربية المسلمة كمركز راند , وربما من سوء حظهن أيضا أنني , وأمثالي كثير , نتناول تلك الدراسات كجزء من تخصصنا في العلاقات الدولية. يا توكل اعلمي أن أول ما عرفتك كان لقاء لك منشور في صحيفة اليمن أوبزرفر تقريبا العام 2008م حيث كُنت اطالع النت وأتصفح الأخبار وأنا خارج البلاد , ومما استوقفني حينها أمرين : الأول , أنك أشدت بقانون الأسرة الذي كان مطبق في جنوب البلاد أيام الحكومة الماركسية التي كان يمقتها أبناء الجنوب الغيورين على دينهم ووطنهم , ذلك القانون الذي صدر مطلع السبعينات من القرن الماضي وهو قانون يخالف الشريعة الاسلامية في كثير من جوانبه والأدهى من هذا أنك طالبت بتطبيقه . والأمر الثاني مهاجمتك للعلماء بشكل فيه تطاول فاضح , على الأقل لا ينبغي أن يصدر من "إصلاحية" لأنه من المعتاد أن يصدر من ناشطات أمثال "يأس"وغريها , ثم ما لبثت تكررين حماقات تلو الحماقات لعل أبرزها اتهام أعلام اليمن من العلماء أمثال العمراني والزنداني والديلمي والمنصور وغيرهم بالشذوذ الجنسي وأمور أتعفف عن ذكرها وأنت تدافعين باستماتة عن اتفاقية السيداو شائنة الصيت التي تنسف أحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية نسفا , تلك الاتفاقية التي ترفضها حتى الولاياتالمتحدة إلى اليوم لأنها أمة حرة فلماذا تريدننا عبيد !!! . والجميع يعلم أن نجمك لمع بفضل المنظمات الأجنبية ذات الدور المشبوه أين ما حلت وأين ما ظلت , وأصبحت اشجع امرأة و و و و... ثم نوبل للاستسلام والجميع يعلم أن كثيرا من مجرمي العالم أمثال رابين حصلوا على هذه الجائزة المسيّسة. وخلت أن ضجيج الإعلام سيزيح صوت العلم والمعرفة , وربما خلت أنك تعيشين وسط مجموعة من الجهلة وقليلي الدين وأن ضجيج ذلك الإعلام سيغطي على نور أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء لتنفذِ إرادة المنظمات المشبوهة , كان ذلك واضحا كل الوضوح في لقاءك مع قناة دريم عندما قلت بكل ثقة ودونما اعتبار لأمة المليار مسلم "الشريعة مصدر إلهام فل ستوب"... لا تعتقدي للحظة ان الشعب اليمني جاهل لكنه صبور وإن ساندك ضد صالح , ذلك لأن الجميع يعرف من هو صالح ... في الختام أقول معذرة يا استاذ عبد السلام كرمان لكنها أجبرتني على ذلك ومقامك محفوظ ولك ولآل كرمان كل التقدير ولاحترام ....