قصف الطيران السعودي بشكل مركز أمس، مواقع تجمعات لمتسللين حوثيين في جبل “دخان” و”الدود” على الحدود مع اليمن، فيما شن الحوثيون هجوماً ضارياً من محاور عدة تحيط بمدينة صعدة بهدف الاستيلاء على القصر الجمهوري، هو الرابع من نوعه. وقال مصدر مطلع في جازان جنوب السعودية إن الطائرات تساندها وحدات من المدفعية وفريق القوة المظلية وسلاح المشاة قامت بقصف “معاقل الحوثيين”. ولم يؤكد المصدر ماذا كان القصف أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، واكتفى بالقول إن “القصف كان شديدا ومركزا على أماكن تواجد الحوثيين حيث تم رصدهم”. وكانت أنباء تحدثت عن فرار عدد من الحوثيين إلى الشمال الغربي تجاه جبل الدخان وجبل الدوّد، بأعداد فاقت ال 100 عنصر مسلح بأسلحة خفيفة وآر بي جي. وأنهم قاموا بشن هجوم مباغت على جبل الدخان، والتحموا بالقوات السعودية إلا أنها تمكنت من صدهم. من جهتها، ذكرت مصادر محلية في صعدة أن العشرات من مقاتلي الحوثي لقوا حتفهم في المواجهات بعدما تصدى لهم الجيش قبل وصولهم إلى القصر الجمهوري في المدينة، فيما قتل وجرح عدد من الجنود. وبالتزامن مع أحداث صعدة وقعت مواجهات شرسة بين الجيش وأتباع الحوثي في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران والملاحيظ في صعدة، رافقها وصول قوات جديدة من الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي صالح نجل الرئيس علي عبد الله صالح، وأكدت مصادر عسكرية أن المواجهات أسفرت عن سقوط العشرات من الحوثيين بينهم قيادات ميدانية، والاستيلاء على عدد من المواقع التي كانت تقع تحت سيطرتهم منذ بداية الحرب، كما اندلعت مواجهات في مناطق عدة بين مقاتلي الحوثي ورجال قبائل. وقالت المصادر إن قوات الجيش بمشاركة رجال القبائل واصلت تقدمها في محور سفيان بمحافظة عمران، حيث شنت هجوماً واسعاً أسفر عن اكتساح العديد من المواقع وتم طرد المتمركزين فيها، بخاصة في تلك المطلة على وادي عبلة، كما تم إحباط العديد من محاولات التسلل في قرن الدمم والتبة الحمراء وإجبار الحوثيين على الفرار، مشيرة إلى أن أحد القادة الميدانيين ويدعى علي القطواني لقي مصرعه في مواجهات الجبل الأسود بحرف سفيان. ودارت معارك أخرى في محور الملاحيظ، وقالت المصادر إن الجيش مشط عددا من المناطق جنوب جبل الخزان ومنطقة السبخانة وقرب جبل الدخان والمسفوح، كما دمر العديد من السيارات بما عليها من مقاتلين وأسلحة قرب الجرائب وجبل الخزان، فيما تم إلقاء القبض على أحد قادة الحوثيين ويدعى عبد الله محمد سالم الخيامي، المطلوب في عدد من الجرائم. واتهمت المصادر الحوثيين بمواصلة مسلسل استهدافهم للمنشآت العامة بإطلاق قذيفة باتجاه خزان المياه الذي يزود صعدة، مشيرة إلى أن الحوثيين سبق ان استهدفوا محطة الكهرباء. في غضون ذلك، وزع الجيش والسلطة المحلية في صعدة بيانا دعا المقاتلين الحوثيين “المغرر بهم” إلى العودة إلى جادة الصواب وتسليم أنفسهم والعودة للعيش بين أسرهم في سلام. وأشار البيان إلى حرص القيادة السياسية والقوات المسلحة على حياتهم، وتعهدها بتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم في حالة تسليم أنفسهم، وأوضح البيان أن “العناصر المتسلطة المتحكمة برقابكم لديها حسابات وأهداف هي في نظرهم أهم منكم ومن حياتكم، وقد بدأوا يرتبون لفرارهم عبر البحر إلى الخارج وسوف يتركونكم للموت والدمار والتهلكة”