وجه بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، الأربعاء، نداء من أجل الراهبات الأرثوذكسيات الثنتا عشر اللواتي قام مسلحون بخطفهن في بلدة معلولا شمال سوريا. وقال البابا إن النداء من أجل "كل الاشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع" في سوريا.
وخلال اللقاء العام في ساحة القديس بطرس، تحدث البابا عن "راهبات دير مار تقلا للروم الارثوذكس في سوريا اللواتي تم اقتيادهن بالقوة من قبل رجل مسلحين". وتابع: "نصلي من اجل هؤلاء الاخوات، وكل الاشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع، لنواصل الصلاة والعمل معا من أجل السلام".
وميدانيا، أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها أن الثوار تمكنوا من السيطرة على بلدة معلولا في منطقة القلمون بريف دمشق بعد معارك ضارية استمرت ثلاثة أيام.
وذكرت الهيئة العامة للثورة ان الاثنتي عشرة راهبة المختطفات من دير مار تقلا في بلدة معلولا أصبحن في مأمن في بلدة يبرود بريف دمشق، وذلك بعد حوار خاضه الجيش الحر مع جبهة النصرة المتشددة، التي اتهمت باختطافهن. وكانت القوات النظامية السورية قد أكدت في وقت سابق على سيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء من مدينة معلولا التاريخية، فيما أكد الفاتيكان أن المسلحين خطفوا 12 راهبة ارثوذكسية، اختلفت جنسياتهن بين سورية ولبنانية، واقتادوهن من بلدة معلولا الى مدينة يبرود حيث قواعد المعارضة في منطقة القلمون. وأقرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن المسلحين اقتحموا دير مار تقلا واحتجزوا رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف و40 راهبة ويتيماً في الميتم التابع له. وأعلنت إذاعة الفاتيكان عن ماريو زيناري السفير البابوي في سوريا قوله "إن 12 راهبة أرثوذكسية سورية ولبنانية اخرجن بالقوة من الدير في معلولا"، وأضاف "يبدو أن الجهاديين اقتادوا الراهبات إلى الشمال نحو يبرود. نجهل أسباب هذا العمل من جانب مسلحي المعارضة، إنها عملية خطف أو سيطرة على الدير لكي تطلق يدهم في معلولا". وحمّلت كندة الشماط وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية المسلحين مسؤولية سلامة رئيسة الدير والراهبات، بينما نقلت صحيفة "النقال" عن عامر القلموني الناطق الإعلامي باسم "الهيئة العامة للثورة" قوله إن " الجيش الحر سيطر بشكل كامل على معلولا لكن الاتصال مع الثوار الموجودين هناك غير متوفر لنعطي معلومات مؤكدة عن مصير الراهبات في دير مار تقلا" . وأضاف القلموني " إني اؤكد الا نية للثوار في التعرض لأي رمز ديني وهذا ما اتضح في المرة الاولى التي سيطروا فيها على معلولا". واضاف "نحن في انتظار تأمين الاتصال مع الثوار في البلدة لمعرفة مصير الراهبات". وتبعد بلدة معلولا التاريخية مسافة 55 كيلومترا شمالي دمشق، وتعتبر المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال يتكلم سكانه اللغة الآرامية، ويذكر أنها كانت قد وقعت تحت سطوة المسلحين في أيلول الماضي قبل ان يجري إخراجهم منها. في المقابل، تواصلت المعارك في النبك مع تقدم القوات السورية في الحي الغربي وقصفها لمناطق في الحي الشرقي بحسب ما نقلت وكالة سانا.
وكانت بلدة معلولة التي يقطنها مسيحيين قد سقطت في أيدي الجماعات المسلحة المعارضة، بعد ثلاثة أيام من استمرار الاشتباكات مع الجيش السوري. خرج المسلّحون من قارة ودير عطيّة متّجهين الى النبك ومن ثم يبرود التي تسلّلوا منها الى معلولا (الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص) والتي تبعد 55 كلم عن دمشق. وسبق أن هاجم المسلحون في أيلول الماضي البلدة التي تضم آثاراً مسيحية قديمة جداً، ولا يزال أهلها يتحدثون لغة السيد المسيح الآرامية. وحينذاك، تمكن الجيش السوري من تحرير الأحياء التي احتلها المسلحون، بعد معارك استمرت لعدة أيام، فيما بقي المسلحون في جزء ملاصق للبلدة يضم فندق السفير. ويوم أمس، نفّذت الهجوم «جبهة النصرة» و«جبهة تحرير القلمون». وشهدت معلولا أمس معارك عنيفة، بعدما استطاع المسلحون السيطرة على القسم القديم منها. ومن ثم دخلوا الى دير مار تقلا الأرثوذكسي، بعدما تقدّموا الى وسط البلدة واختطفوا رئيسة الدير بلاجيا سياف إضافة الى عدد من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له. وتحدّثت مصادر أهلية عن حرق المسلحين لكنائس وبيوت في البلدة. وذكرت إذاعة «الفاتيكان»، ليل أمس، أن 12 راهبة أرثوذكسية أخرجن بالقوة من ديرهن بعدما استولى عليه المسلحون. ونقلت الاذاعة عن السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري قوله إن «الأمر يتعلق ب12 راهبة سورية ولبنانية»، موضحاً: «يبدو أن الجهاديين اقتادوا الراهبات الى الشمال نحو يبرود. نجهل أسباب هذا العمل من جانب مسلحي المعارضة. إنها عملية خطف أو سيطرة على الدير لكي تطلق يدهم في معلولا». وأوضح مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أن «مجموعات المعارضة المسلحة ألقت إطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتمركز فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع الجيش داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات الى التراجع. وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط معلولا». في المقابل، أكّد مصدر في «الجيش الحر»، ل«الأخبار»، «تحرير مدينة معلولا في القلمون من قوات الأسد بعد معارك ضارية استمرت لمدة ثلاثة أيام»، مشيراً الى أن «الجيش انسحب من المدينة». وقال المصدر إن «البلدة تم تحريرها في ظل تعاون كل بين الجيش الحر وجبهة النصرة وجبهة تحرير القلمون ولواء الغرباء والكتيبة العمرية». وذكر المصدر أن «عناصر في الجيش الحر يحاولون التفاوض مع المسلحين للإفراج عن راهبات البلدة»، مؤكّداً ان «الراهبات بأمان».