رجل قام بتخبئة احدى الأمهات تحت السرير واستقبل ظهره الرصاصات التي اردته قتيلا ، وآخر لجأ مختبئا في زاوية ضيقة تحت سرير وكان مرعوبا من ان يرن جرس تلفونه فينتبه القتلة له فيقضون عليه ، وامرأة كبيرة في السن هربت فلحقها احد المسلحين ورماها بسبع رصاصات ، وممرضة تم ذبحها بالسكين ، وهلم جرا من الحكايات المؤلمة التي يتداولها الناس عن جريمة العرضي التي هزت قلوب اليمنيين وأدمت مشاعرهم.
وان العين لتدمع والقلب ليحزن وانت تقرأ عن آخر مكالمة بين زوج وزوجته وآخر رسالة كتبتها دكتورة شابة لوالدتها ، وهلم جرا من الضحايا الأبرياء الذين تم إزهاق أرواحهم وإسالة دمائهم بغير الحق ظلما وعدوانا . حتى في اسوأ افلام الرعب والجريمة لا يحدث هذا فأي وحوش اولئك الذين قتلوا الأبرياء وسفكوا دماءهم بكل هذا الاستهتار. الشيء الذي لا شك فيه ان هناك إهمال كان ثمنه غاليا وعدم الاحساس واللامبالاة بشعور أهالي الضحايا وغضب المجتمع مما حدث هو جريمة قانونية ومعنوية لاتقل عن الجريمة الدموية والتعامل مع جريمة العرضي على انه حادث عرضي سيقود البلد الى الهلاك وسيجعل الشعب اليمني في كف عفاريت الدماء. العجيب اننا لم نشاهد مسؤولا واحدا يقدم استقالته ما حدث لم يكن قتلا لمواطن أو دكتور أو ممرض أو امرأة انما هو قتل لليمن بأكملها لكأنما وجه صنعاء ذبل حزنا والما فالشوارع فارغة والقلوب حزينة وممتلئة والشعب أكثر من أي وقت مضى لم يعد مقتنعا بحكاية اللجان وصارت اللجنة بالنسبة له مدفناً لأي مأساة مر بها وبالتالي ينبغي ان يكون هناك شعور واحساس حقيقي بالمسؤولية يترتب عليه افعال وليس اقوال وتصريحات وتقارير. في دول العالم المتحضرة وراء كل جريمة فاعل يتم ضبطه ، ووراء كل كارثة إهمال يستقيل المتسبب به واعتذار لأهالي الضحايا الا في بلادنا وراء كل حادثة لجنة ولا شيء غير اللجنة إلا اتهامات متبعثرة .