ذكرت قناة "العربية" في خبر عاجل، صباح الإثنين، نقلًا عن مراسلها وجود أنباء عن فشل عملية للإطاحة بحكومة جنوب السودان، وأن الجيش يسيطر على مقر الجيش الشعبي في جوبا. وقال مراسل القناة، إن إطلاق النار الذي وقع في جوبا عاصمة جنوب السودان، الإثنين، يشير إلى محاولة انقلاب عسكري.وتفصيلًا، تمردت مجموعة من الجيش الشعبي قيل إنها تتبع للحرس الجمهوري، واشتبكت مع مجموعة أخرى داخل القيادة العامة للجيش الشعبي وسط أنباء عن استيلائها على مخزن السلاح والذخيرة في القيادة العامة.وأفاد مسؤول عسكري بأن ما يجري هو تمرد تقوده مجموعة من العسكر حاولت السيطرة على وزارة الدفاع وسط إطلاق نار مكثف، وتفيد المعلومات بأن هناك قتلى في صفوف الجيش الشعبي الذي ينتشر بكثافة في شوارع العاصمة جوبا، وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه قيادة الحزب الحاكم في جنوب السودان أزمة حقيقية. وتصاعدت التوترات السياسية في البلاد منذ أن أقال سلفا كير، رئيس جنوب السودان، نائبه في يوليو الماضي.وأعلنت قيادات من حزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، الأحد، بقيادة النائب الأول لرئيس الحركة الدكتور رياك مشار، الانسحاب من اجتماع مجلس التحرير القومي، الهيئة الأعلى في الحزب، وعللت القيادات قرار الانسحاب بما سمته غياب روح الحوار في الجلسة الأولى، بحسب ما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.جاء لك في وقت دعت فيه مجموعة تسمي نفسها «التيار الديمقراطي التقدمي في الحركة الشعبية» رئيس جنوب السودان، سلفاكير، إلى اعتزال العمل السياسي وعدم الترشح في انتخابات عام 2015. نائب الرئيس المقال رياك مشار كانت «العربية» قد ذكرت أن المسلحين يتنمون للجيش الشعبي لجنوب السودان. وأكدت وكالة رويترز للأنباء ما ذكرته قناة «العربية» بوجود إطلاق نار في العاصمة جوبا وأصداء لانفجارات. وأضاف مراسل «رويترز»: «اندلع القتال، مساء الأحد، كان هناك إطلاق متقطع للنار، لكنه زاد في الساعة السادسة، صباح الإثنين ويمكن سماع دوي انفجارات»، ولم ترد تفاصيل حتى الآن عن وقوع ضحايا. أكدت شبكة "الشروق" السودانية أن مجموعة عسكرية مسلحة بقيادة نائب رئيس جنوب السودان "المقال" رياك مشار، قادت محاولة انقلابية صباح اليوم الاثنين للإطاحة برئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مما أدي إلي اشتباك مسلح مع قوات الجيش المؤيدة لسلفاكير. وقالت مصادر في جوبا، إنها محاولة انقلابية قادها مشار، وتعامل معها الجيش الشعبي، وتمكن من إحباطها..وأكدت أن رياك مشار لجأ للسفارة الأمريكية في جوبا طالبا الحماية.. وأضافت: "أن الجيش لا يزال يتعامل مع بعض الجيوب التابعة للعملية الانقلابية". وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، قد شن الليلة الماضية هجوما عنيفا على المجموعة المناوئة له بقيادة رياك مشار، الذي ما زال يشغل منصب النائب الأول في الحزب الحاكم الحركة الشعبية.
سيلفا كير هذا وقد اعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير الاثنين عن احباط محاولة انقلاب واتهم منافسه السياسي ريك مشار بالوقوف وراءها بعد المعارك الكثيفة التي جرت ليلا في العاصمة جوبا حيث اعلن حظرا للتجول لفترة غير محددة. وفرض رئيس الدولة حظرا للتجول ليلا في العاصمة لمدة غير محددة. وقال كير للصحافيين "هناك محاولة انقلاب لكنها احبطت ونحن نسيطر على الوضع". واضاف ان "المهاجمين لاذوا بالفرار ونحن نلاحقهم" متهما "مجموعة من الجنود الموالين للرئيس السابق ريك ماشار" منافسه السياسي الذي عزل في تموز/يوليو والشخصية التي تحظى بالكاريزما لكن مثيرة للجدل في جنوب السودان. وتابع كير "لقد قمنا باعتقالات" وستتحقق الحكومة من "محاكمة المسؤولين". ولم يعرف الاثنين مصير مشار المعروف بتغيير تحالفاته خلال الحرب الاهلية بين التمرد الجنوبيوالخرطوم (1983-2005). ولم يتسن الاتصال به او بالمقربين منه. كما اعلن رئيس جنوب السودان حظر تجول من الساعة السادسة مساء حتى السادسة صباحا (15,00 حتى 3,00 ت.غ) "حتى اشعار اخر" في عاصمة البلاد حيث دارت معارك ليلا وصباح الاثنين في محيط مبان عسكرية. ولم يعد يسمع اي اطلاق نار منذ حوالى الساعة 9,00 (6,00 ت.غ) فيما تنتشر قوات الامن في المدينة بكثافة. وقال دبلوماسي في جوبا ان "اطلاق النار بدأ عند قرابة الساعة 22,00-23,00 (19,00-19,30 ت غ) واستمر حتى الساعة الثانية صباحا. ثم ساد هدوء وتجدد اطلاق النار عند الساعة السادسة فجرا في حي عسكري اخر" موضحا ان المعارك كانت محصورة حتى الان في منطقتين في المدينة. واشار الى استخدام رشاشات ثقيلة وقذائف هاون في المعارك. وقال جوزف كونتريراس المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان ان "اكثر من 800 مدني خصوصا نساء واطفال" لجأوا الى مجمع للامم المتحدة قريب من المطار المغلق حتى اشعار اخر. ونفت البعثة "ايواء اي شخصية سياسية او عسكرية". وبحسب كير فان المعارك بدات الاحد "بهجوم على مقر قيادة الجيش الوطني الجنوب سوداني من قبل مجموعة جنود متحالفة مع نائب الرئيس السابق ريك مشار وفريقه". وقال "لن اسمح او اتسامح مع اي حادث اخر من هذا النوع". واضاف "ان حكومتي لن تسمح بتكرار احداث 1991" في اشارة الى الانفصال الذي حصل في صفوف التمرد الجنوبي. وكان مشار انشق انذاك مع فصيل تحالف في وقت لاحق موقتا مع نظام الخرطوم الذي كان يقاتله المتمردون قبل ان يعود الى صفوف الجنوبيين في مطلع سنوات الالفين. ويشهد جنوب السودان توترات سياسية خطيرة منذ ان اقال الرئيس كير كل اعضاء الحكومة في تموز/يوليو وخصوصا نائبه ريك مشار خصمه السياسي الذي اعلن نيته الترشح ضد الرئيس المنتهية ولايته خلال الانتخابات الرئاسية في 2015. وهذا الاجراء اثار مخاوف من عودة شبح الحرب الاهلية بين انصار كير الذين ينتمي معظمهم الى قبائل الدينكا والنوير التي ينتمي اليها مشار، لكن الوضع بقي هادئا حتى الان. وفي السادس من كانون الاول/ديسمبر خلال مؤتمر صحافي دان مشار الذي كان يرافقه السكرتير العام السابق الذي اقيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان باغان اموم وربيكا قرنق ارملة جون قرنق الذي قضى بعيد الاستقلال ووزيران اقيلا، موقف الرئيس كير "الدكتاتوري" داخل الحزب. وحذر مشار الذي لا يزال يتولى منصب نائب رئيس الحزب الحاكم من ان "الانقسامات العميقة داخل قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تؤججها النزعة الدكتاتورية لرئيس الحركة (سالفا كير) (...) ستفضي الى عدم الاستقرار داخل الحزب والبلاد". وهذه التصريحات كشفت للمرة الاولى الى العلن الانقسامات الخطيرة داخل قيادات نظام جنوب السودان. وصباح الاثنين دعت ممثلة الامين العام للامم المتحدة في جنوب السودان هيلدي جونسون "الاطراف المتناحرة الى وقف المواجهات وضبط النفس". وقالت "اني على اتصال بانتظام مع ابرز المسؤولين بما في ذلك على اعلى المستويات للدعوة الى التهدئة" مشيرة ضمنا الى ان المعارك تدور بين فصائل سياسية متناحرة.