الروسية التي فجرت نفسها، الأحد الماضي، في محطة قطارات "فولغوغراد" البعيدة في الجنوب الروسي 900 كيلومتر عن موسكو، وقتلت 17 بينهم طفل عمره 9 أشهر، مع جروحات طالت 36 آخرين، هي من النوع المحاط منذ زمن بأمجاد انتحارية بامتياز، فمع أن عمرها 26 سنة إلا أن أوسكانا آسلانوفا، التي اعتنقت الإسلام تزوجت على مراحل من رجلين مسلمين، وكل منهما قضى قتيلاً في اشتباكات مع القوات الروسية. بعض ما راجعته "العربية.نت" من معلومات عنها في مواقع عدة، وأهمها مترجم من Lifenews.ru الروسي الشهير، تذكر أن "الانتحارية" التي نفذتها "كانت الأعنف من نوعها في روسيا منذ أكثر من عامين"، فقد فجرت نفسها أمام جهاز للكشف عن المعادن عند مدخل ردهة المحطة التي كانت ذلك اليوم أكثر ازدحاماً من المعتاد بسبب السفر لقضاء عطلة نهاية العام، وطار رأسها أمتاراً بعيداً عن المكان. رأس أوسكانا وجدوه على بعد أمتار من التفجير ولأن قوة التفجير فصلت رأسها عن جسمها بقوة، فإن المحققين الروس يعتقدون بأنها لفت حزام متفجرات تدلى من عنقها وهو مغطى بمعطف إلى صدرها، ومتصلاً بمواد كانت قوتها التفجيرية 10 كيلوغرامات "تي أن تي" موضوعة في حقيبة يدوية، ثم صعقها شخص آخر من مسافة قريبة، وهو من يعتقدون أنه كان شريكها وقتل معها في التفجير "بعد العثور على أصبعه مبتوراً ومعلقاً بدبوس قنبلة يديوية"، وهي معلومة ذكرها فلاديمير ماركين، المتحدث باسم لجنة المحققين. قتل الزوجين واحداً بعد الآخر لجنة المحققين نفسها تعتقد أيضاً أن أوسكانا آسلانوفا "تخرجت" من معسكرات تدريب سرية لمتطرفين في روسيا، وكانت لها علاقات بالانتحارية نايدا محطة "فولغوغراد" للقطارات بعد العملية الانتحارية آسيالوفا، المعروفة بلقب "أمة الرحمن"، والتي فجرت نفسها داخل حافلة ركاب في "فولغوغراد" بأكتوبر الماضي، فقتلت نفسها و5 آخرين، طبقاً لموقع "فريدوم آوتبوست" الذي يضيف اعتقاده بأن العملية أعدها الزوج الثاني لأوسكانا التي كانت عضواً مثلها في مجموعة "الأرامل السود" المنتقمات بعمليات انتحارية لمقتل أزواجهن في اشتباكات جهادية. الجديد أيضاً عن أوسكانا التي ولدت في مدينة "تيومن" البعيدة في غرب سيبيريا 1725 كيلومتراً عن موسكو، مع أنها داغستانية من منطقة القوقاز، أن أول زواج لها كان في 2010 من أحدهم يسمونه الجنرال فليدزانوف، وسقط قتيلاً بعد عام في منطقة القوقاز باشتباك "جهادي" مع عناصر من وحدة "ألفا" الروسية لمكافحة الإرهاب. أما الثاني، وهو دميتري سوكولوف، فقتلوه بعد محاصرة بيت كان فيه بداغستان قبل شهرين، وبقية المعلومات عنه قليلة. وكانت أمة الرحمن فجّرت نفسها في ردهة مدخل محطة قطارات روسية، الأحد، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل في ثاني هجوم دموي خلال شتاء العام الحالي. في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فبراير من العام القادم. وقالت لجنة التحقيقات إن الانتحارية فجّرت نفسها أمام جهاز لكشف المعادن داخل البوابة الرئيسية لمحطة قطارات فولجاجراد مباشرة، وأظهرت تغطية تلفزيونية كرة نار برتقالية ضخمة تملأ القاعة ودخاناً يتصاعد خارجاً من النوافذ المحطمة. ومن بين ضحايا الأنفجار كان الرقيب ديمتري الذي حاول منع الانتحارية من دخول محطة القطار. وقال الناطق باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين إن الانفجار الذي وقع في محطة السكة الحديدية في فولجاجراد، تم بعده العثور على أشلاء الانتحارية في قاعة المحطة، مشيراً إلى أنه سيتم تحليل تلك الأشلاء للتحليل لتحديد هوية المنفذ. وأضاف ماركين أن قوة العبوة الناسفة تعادل نحو 10 كلغ من مادة (TNT)، وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكليفاً للجنة التحقيق بتنفيذ الإجراءات والتحريات اللازمة بشأن تفجير فولجاجراد، للكشف عن الجهات التي تقف وراء العملية، ومعاقبة المسؤولين وفق قانون مكافحة الإرهاب. وقامت وزارة حالات الطوارئ بإرسال طائرة خاصة من طراز "إيل 76" أقلعت من مطار"رامينسكوي" بموسكو متجهة إلى فولجاجراد مجهزة بالمعدات الطبية اللازمة لنقل 20 شخصاً، وعلى متنها فريق من الأطباء من المختصين بالجراحة العصبية والمختصين بجراحة الوجه والفكين التجميلية ومختصي الإسعافات والخبراء النفسيين التابعين للوزارة. وبحسب إدارة محطة القطارات فإن منع السيدة الانتحارية من الدخول إلى قاعة المحطة أدى لتقليص حجم الخسائر الناجمة عن التفجير، حيث كانت قاعات المحطة مزدحمة بركاب ثلاثة قطارات متوقفة في المحطة، وقد أعلن الحداد في إقليم فولجاجراد اعتباراً من 1-3 يناير القادم. ويأتي تفجير محطة قطارات فولجاجراد في أعقاب تفجير حافلة النقل العام الذي وقع وسط المدينة في العشرين من أكتوبر الماضي وراح ضحيته 7 ركاب وأصيب نحو 40 آخرين بجراح، ونفذته الانتحارية (نادية اسيالوفا). كما شهدت مدينة فولجاجراد تفجير عبوة ناسفة في أوائل أغسطس الماضي بالقرب من مركز شرطة المرور الواقع في منطقة كيروف، ولم يؤدِّ لحدوث إصابات. واستبعد مستشار حاكم إقليم فولجاجراد "كزبيك فارينياف" أن يكون هذا التفجير له صلة بأزمات شمال القوقاز، معتبراً أن الخلل يكمن في أجهزة الأمن وتقاعسها عن أداء عملها. فيما توالت النداءات والدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية لسكان إقليم فولجاجراد بالتجمع يوم الاثنين 30 ديسمبر والمشاركة في تظاهرة احتجاجية للمطالبة بإقالة حاكم الإقليم وعمدة المدينة. ولعل أخطر تداعيات تفجير محطة قطارات فولجاجراد ما أثير في الصحافة الغربية، التي أعربت عن قلق من مشاركة الفرق الرياضية الغربية في أولمبياد سوتشي الذي يفترض أن تبدأ فعالياته فبراير القادم في مدينة سوتشي التي تبعد نحو 1000 كم عن مدينة فولجاجراد.