طلبت أوكرانيا، اليوم السبت، من الولاياتالمتحدة وأعضاء كبار آخرين بمجلس الأمن الدولى، المساعدة فى حماية وحدة أراضيها بعدما أعلنت روسيا خططاً لإرسال قوات مسلحة إلى منطقة القرم الأوكرانية، التى تتمتع بحكم ذاتى.
وقال يورى سيرجييف سفير أوكرانيا لدى الأممالمتحدة للصحفيين، بعدما تحدث فى اجتماع مغلق للمجلس بشأن الأزمة فى بلاده، "يمكننا وقف اتساع هذا العدوان".
وأضاف أن التدخل العسكرى الروسى ينتهك اتفاقاً وقع فى 1994 بخصوص ضمان وحدة أراضى أوكرانيا، ودعا الأعضاء الأربعة الآخرين الدائمى العضوية بالمجلس إلى استخدام نفوذهم الدبلوماسى لمساعدة بلاده.
وقال سيرجييف، "ما نفعله الآن هو أننا نخاطب الضامنين الآخرين (لسيادة أوكرانيا) - الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين - لتنفيذ الضمانات".
ومضى يقول "ما زالت هناك إمكانية لأن يتحدث زعماء العالم مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ويمنعوا مزيداً من التدهور فى الوضع، وقال مارتن نسيركى المتحدث باسم الأممالمتحدة، إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جى مون يعتزم التحدث مع بوتين هاتفياً.
وقال للصحفيين، يجدد الأمين العام دعوته إلى الاحترام الكامل لاستقلال وسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا ويدعو إلى عودة فورية للهدوء وإلى حوار مباشر بين كل الأطراف المعنية لحل الأزمة الحالية واجتمع مجلس الأمن الدولى للمرة الثانية فى يومين بناءً على طلب من بريطانيا.
وقال سفير بريطانيا مارك ليال جرانت للصحفيين فى طريقه للاجتماع، إنه دعا إليه لمعرفة "المبرر الذى تزعم روسيا أنه لديها" بخصوص أعمالها فى أوكرانيا.
وقال دبلوماسيون لرويترز، إن مناقشات حامية دارت خلال الجلسة المغلقة بخصوص ما إذا كان ينبغى عقد اجتماع علنى مثلما طالب مندوبو الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى أو إبقاء كل الاجتماعات سرية كما تريد روسيا. واشنطن تطلب نشر مراقبين دوليين في أوكرانيا وفي البيت الأبيض، ترأس الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد ظهر السبت اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لبحث الخيارات السياسية المتاحة لحل الأزمة الأوكرانية بعد قرار البرلمان الروسي السماح بتدخل عسكري روسي في أوكرانيا، كما أعلن مسؤول في البيت الأبيض. وشاهد الصحافيون أعضاء مجلس الأمن القومي، بمن فيهم الجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان الجيوش الأميركية، يدخلون إلى البيت الأبيض في حدث نادر بالنسبة إلى يوم السبت (يوم عطلة)، وذلك بعدما أجرى وزير الدفاع تشاك هيغل مباحثات عبر الهاتف مع نظيره الروسي سيرغي شويغو عقب موافقة المجلس الاتحادي الروسي على إرسال قوات عسكرية روسية إلى أوكرانيا. ومن جانبها، طالبت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة يطالب بإنهاء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، داعية الأممالمتحدة لنشر مراقبين أممين في أوكرانيا فورا. تعبئة عامة في كييف ووضعت أوكرانيا قواتها المسلحة في حالة تأهب قتالي وحذرت روسيا من أن أي تدخل عسكري في البلاد سيؤدي إلى حرب. وقبل ذلك، دعا أحد أبرز القادة السياسيين الأوكرانيين، فيتالي كليتشكو، السبت، البرلمان إلى إعلان "التعبئة العامة" في مواجهة ما اعتبره "عدواناً روسياً" ضد أوكرانيا. وقال كليتشكو في بيان: "على البرلمان أن يطلب من قائد الجيش إعلان التعبئة العامة بعد بدء العدوان الروسي على أوكرانيا"، داعياً أيضا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت إلى تهدئة فورية واعتماد الحوار لمعالجة الأزمة في أوكرانيا، وذلك قبيل اجتماع طارئ جديد لمجلس الأمن الدولي في هذا الشأن. وصرح المتحدث باسم الأمين العام مارتن نسيركي للصحافيين أن بان "يدعو إلى عودة فورية للهدوء وإلى حوار مباشر بين كل الأطراف لمعالجة الأزمة الراهنة"، مضيفاً أن الأمين العام سيجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تحذير أوروبي من انتهاك سيادة أوكرانيا واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن موافقة المجلس الاتحادي الروسي على عمل عسكري داخل الأراضي الأوكرانية يشكل تهديداً خطيراً لسيادة هذا البلد. وعبر هيغ في بيان عن قلقه الكبير حيال تصاعد التوتر في أوكرانيا وقرار البرلمان الروسي السماح بعمل عسكري داخل الأراضي الأوكرانية، فيما توالت ردود فعل دولية متلاحقة حيال الغزو الروسي لأوكرانيا. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي حركات قد تؤجج التوتر وتمس بسلامة أراضي أوكرانيا. وفي برلين، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقها من الأوضاع في القرم وشددت على ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لأوكرانيا. من جانبه، اختصر وزير الخارجية البولندي زيارته إلى إيران، عازياً ذلك إلى "الوضع الحرج" في القرم. وفيما أعلنت بريطانيا عن زيارة عاجلة لرئيس وزرائها إلى أوكرانيا لبحث الأزمة، جمدت النمسا أموال ثمانية عشر مسؤولاً أوكرانيا من بينهم الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وبانتظار جلسة مرتقبة لمجلس الأمن واجتماع طارئ للاتحاد الأوروبي للضغط باتجاه إجبار موسكو على التراجع تبقى العلاقات الدولية مع روسيا رهينة بمدى استجابة الأخيرة .
أعرب مجلس الأمن الدولي عن دعمه لوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها وسيادتها، مؤكدًا أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في أوكرانيا. جاء ذلك في بيان أدلت به رئيسة المجلس للشهر الحالي والمندوبة الدائمة لليتوانيا، ريموندا مورمو كايته، عقب الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن بناء على طلب السفير الدائم لأوكرانيا لدى الأممالمتحدة للنظر في الوضع الحالي الذي تشهده بلاده . وقالت، كايته، في بيانها أن أعضاء مجلس الأمن استعرضوا التطورات الأخيرة بقلق في أوكرانيا، وخلال تلك المناقشات أعربوا عن دعمهم لوحدة هذا البلد وسلامة أراضيه وسيادته. وتابعت: 'وافق أعضاء المجلس على أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في أوكرانيا، ودعوا في الوقت نفسه إلى الحوار الشامل اعترافًا بالتنوع في المجتمع الأوكراني'. وكان السفير الدائم لأوكرانيا لدى الأممالمتحدة، قد وجه رسالة إلى رئيسة مجلس الأمن طلب فيها عقد اجتماع عاجل، للاطلاع على تدهور الأوضاع في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي في أوكرانيا والذي قد يهدد السلامة الإقليمية لأوكرانيا. وضمن السياق نفسه ،أعربت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سامانثا بارور، عن دعم واشنطن للشعب الأوكراني، داعية روسيا إلى الانسحاب من القرم.