أعلنت حركة الحوثي أمس، أن مقاتليها فتحوا جبهة قتال جديدة مع الجيش السعودي في موقع الجابري، وسارعت الرياض إلى إعلان أنها أحبطت الهجوم وأوقعت عددا من القتلى، فيما قالت مصادر عسكرية يمنية إن المعارك مع الحوثيين في صعدة القديمة تواصلت لليوم الخامس على التوالي، وأكدت أن 25 من المسلحين سلموا أنفسهم للسلطات . وأوضح وكيل أول وزارة الداخلية اللواء محمد عبدالله القوسي، الذي يقود حملة صعدة القديمة أن عملية إخلاء المدينة مما تبقى من عناصر الحوثي متواصلة، بالتعاون مع “المواطنين الشرفاء” من أبناء محافظة صعدة . وأشار القوسي إلى أن 25 من عناصر الخلايا النائمة الحوثية سلموا أنفسهم وتمت إحالتهم إلى الأجهزة المختصة، وقال إنه تم إجلاء عدد من المواطنين الذين كان الحوثيون يتمترسون في منازلهم ويتخذون منهم دروعاً بشرية، مؤكداً أنه تم نقلهم إلى أماكن آمنة . من جهتها، قالت مصادر محلية في صعدة إن “العشرات ممن كانوا يقاتلون في صفوف حركة الحوثي عادوا إلى جادة الصواب”، وعرض التلفزيون مقابلات مع بعض هؤلاء أكدوا فيها أنهم كانوا يتلقون تدريبات في معسكرات في صعدة، كما كانوا يتلقون محاضرات ويتعلمون أفكار الحوثيين . وأشارت المصادر إلى أن “التائبين” أبدوا استعدادهم للوقوف ضد الحوثيين . إلى ذلك، أكد بيان صادر عن حركة الحوثي أن قرار فتح الجبهة الجديدة على موقع “الجابر” جاء في ظل “استمرار القصف السعودي على الأراضي اليمنية، واستهدافه المباشر للمدنيين الأبرياء العزل، وتوسع عدوانه إلى كل مناطق محافظة صعدة”، على حد تعبير البيان . وأشار البيان إلى أن موقع الجابر “ظل يمارس العدوان ويقصف مديرية شِدا، ومديرية رَازِح بالصواريخ طوال الفترة الماضية”، مشيراً إلى أنه “تمت السيطرة على الموقع والاستيلاء على كامل عتاده وآلياته وأجهزة الاتصالات والمراقبة العسكرية ووسائل النقل العسكري” . واتهم الحوثيون الجيش اليمني بالتغاضي عن قصف أحد معسكراته من الطيران السعودي، وأشاروا إلى أن “السلطات اليمنية تتفرج مواقعها العسكرية وهي تُقصف، كما حدث في معسكر المنزالة حيث سقط أكثر من 20 جندياً وأحرق المعسكر ودمر المستشفى بداخله” . وكان الحوثيون أكدوا استمرار القصف السعودي على مديريات الملاحيظ وشدا ورازح وجبل الدخان والمدود والرميح وموقع الجابر العسكري طوال ليل الخميس/الجمعة، بشكل متوسط، وشن الطيران السعودي غارات جوية متواصلة على ضحيان وطخية، وآل ذرية ويسنم بأكثر من 28 غارة، وقالوا إن ضحايا عدة سقطوا في صفوف النازحين . في غضون ذلك، كشفت مصادر أمنية اعتقال السلطات خلال الأسابيع القليلة الماضية ما يزيد على 2480 شخصا يحملون الجنسيتين الصومالية والإثيوبية خلال محاولتهم التسلل إلى اليمن، مشيرة إلى أن المعتقلين كانوا بصدد الانضمام إلى الحوثي أو التسلل إلى السعودية . من جهته، أكد مصدر أمني سعودي مسؤول إحباط السعودية لمحاولة الحوثيين للاستيلاء على قرية (الجابري)، ما أسفر عن قتل عدد منهم، فيما لقي جنود مصرعهم . وقال المصدر ل”الخليج” إن الجيش السعودي رصد سيارات وآخرين يسيرون على أقدامهم، حاولوا اقتحام قرية الجابري شمال بلدة الحرث بجازان، الأمر الذي دفع القوات السعودية لتبادل إطلاق النار معهم وقصفهم بالطائرات والمدفعية، نتيجة تحصن بعضهم في المنازل، كما تحركت قوة لمحاصرة المسلحين على الشريط الحدودي، وطلبت منهم الاستسلام، إلا أنهم تقدموا بسياراتهم في صورة انتحارية، الأمر الذي نجم عنه مقتل مجموعة كبيرة منهم بواسطة القناصة السعوديين، كما تم أسر عدد آخر، لافتا إلى أن المتسللين أطلقوا النار بشكل متقطع . وأشار المصدر السعودي إلى استخدام عدد من الأسرى كميات من مواد مخدرة (الخشخاش المخدر)، لتحفيزهم على المخاطرة بتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات السعودية .